باريس – (أ ف ب): أحدثت كوراساو، الجزيرة الصغيرة في البحر الكاريبي المتشبعة بالتأثير الهولندي، ضجة كبيرة بتأهلها لنهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخها، وهي نتيجة لم تكن تخطر على بال أحد قبل فترة وجيزة بالنسبة لبلد صغير مثله.
بمساحة 444 كلم مربع، وعدد سكان يقل قليلا عن 160 ألف نسمة، حققت هذه الجزيرة الواقعة في جنوب البحر الكاريبي، شمال فنزويلا، إنجازا تاريخيا حتى قبل انطلاق العرس العالمي، حيث أصبحت أصغر بلد يتأهل الى نهائيات كأس العالم.
تخضع كوراساو التي احتلها الهولنديون منذ القرن السابع عشر، لتأثير هولندي قوي. جميع لاعبي المنتخب وُلدوا في هولندا، حتى أن التشكيلة الأساسية التي خاضت مباراة التعادل السلبي مع جامايكا والتي تأهلت بها إلى كأس العالم الأربعاء، كانت مكونة بالكامل من حاملي الجنسية المزدوجة.
ولإكمال الصورة، فإن مدربها هو الهولندي الشهير للمنتخب البرتقالي ديك أدفوكات. بعد مفاوضات غير ناجعة مع مواطنيه المشهورين غوس هيدينك ولويس فان خال، استقر اتحاد كوراساو على التعاقد مع المخضرم أدفوكات البالغ من العمر 78 عاما والذي استلم مهامه في عام 2024، بعدما قاد منتخب بلاده ثلاث مرات (1992-1994 و2002-2004 و2017).
أدفوكات، الرحالة العالمي المخضرم ذو الخبرة في اسكتلندا وألمانيا والإمارات وكوريا الجنوبية وروسيا وبلجيكا وصربيا وإنكلترا وتركيا والعراق، سيخوض بذلك نهائيات كأس العالم الثالثة له في عام 2026، بعد عامي 1994 مع هولندا و2006 مع كوريا الجنوبية، ليكون أكبر مدرب في تاريخ البطولة.
ومع ذلك، لم يتمكن من حضور التأهل التاريخي لكوراساو بسبب عودته إلى أوروبا لظرف عائلي طارئ.
تحت قيادة أدفوكات، أصبحت كوراساو منتخبا صغيرا ولكنه صعد بهدوء وثبات في تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف). قدم المنتخب الذي يحتل المرتبة 82 في التصنيف العالمي والذي كان أفضل إنجاز له بلوغ ربع نهائي الكأس الذهبية عام 2019، مشوارا مثاليا في التصفيات حيث حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 10 مباريات (7 انتصارات و3 تعادلات).
لا يضم منتخب كوراساو نجوما كبار، لكنهم جميعا نشأوا في هولندا، ويلعب معظمهم في الدرجة الأولى (إيريديفيزيي).
يقول دين غوريه، أحد مساعدي أدفوكات واللاعب السابق في أياكس أمستردام وفينورد روتردام: «يبدأ كل شيء بحلم، ثم عليك أن تؤمن به. عليك أن تحول هذا الإيمان إلى خطة وأن تضعها. هذا ما فعلناه».
يبقى أن نرى كيف ستؤدي كوراساو في العرس العالمي. من المرجح أن يعاني «فاميليا أزول»، وهو لقب المنتخب الوطني، في الدور الاول في مواجهة منافسين بمستوى مختلف تمامًا عن أولئك الذين واجههم حتى الآن في تاريخه القصير، حيث يتواجد في المستوى الرابع في قرعة المونديال المقررة في الخامس من ديسمبر المقبل في واشنطن.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك