أكدت الدكتورة عائشة ابراهيم طبيبة عائلة بمركز مستشفى رويال بحرين، أنه مع اقتراب موسم الشتاء، يبرز التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية كواحد من أهم الإجراءات الصحية الوقائية التي ينصح بها سنويًا. مشيرة إلى ان الإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد عابرة كما يعتقد البعض، بل هي عدوى فيروسية حادة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منوهة الى ان الفئات الأكثر عرضة هم الأطفال، كبار السن، الحوامل، ومرضى الأمراض المزمنة كداء السكري، الربو، وأمراض القلب.
وبينت الدكتورة عائشة ان بيانات منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية تشير إلى ان التطعيم السنوي يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالإنفلونزا، حيث أظهرت الدراسات أن فعاليته تتراوح بين 40% و60% بحسب السلالة المنتشرة.
كما أشارت إلى نقطة مهمة وهي ان دور اللقاح لا يقتصر على الوقاية من العدوى فقط، بل يساعد أيضًا في التخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات في حال الإصابة، ويقلل من الحاجة الى دخول المستشفيات، مما يخفف الضغط على النظام الصحي ويقلل الأعباء الاقتصادية المرتبطة بالرعاية الصحية.
أحد الأسباب الجوهرية لتكرار التطعيم سنويًا هو الطبيعة المتغيرة لفيروس الإنفلونزا، الذي يمتلك قدرة عالية على التحوّر وتغيير بنيته الجينية.
هذا التغير يجعل جهاز المناعة بحاجة إلى تنشيط مستمر بمستضدات حديثة تتوافق مع السلالات المتوقعة في كل موسم. لذا، تقوم الجهات الصحية العالمية بمراجعة وتحديث تركيبة اللقاح بشكل دوري لضمان أفضل حماية ممكنة.
وقالت «من تجربتي في الممارسة الطبية، ألاحظ أن الأفراد الذين يتلقون التطعيم يتمتعون بمعدلات شفاء أسرع عند الإصابة، كما تقل لديهم احتمالية تطور مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو تفاقم الأمراض المزمنة. وبجانب حماية الفرد، يسهم التطعيم في الحد من انتشار العدوى داخل المجتمع، بما يُعرف بـ «المناعة المجتمعية»، وهو ما يعزز استقرار النظام الصحي ويقلل الضغط على المستشفيات». أما عن مأمونية اللقاح، نوهت الدكتورة عائشة إلى أن الدراسات والأدلة السريرية أثبتت أنه آمن وذو آثار جانبية محدودة، غالبًا ما تكون أعراضا بسيطة مثل الألم الموضعي أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وتزول خلال فترة قصيرة. في المقابل، فإن الإصابة بالإنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات تستمر أسابيع وتؤثر سلبًا على جودة الحياة. واختتمت الدكتورة عائشة مشددة على ان التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة صحية سنوية والمبادرة بأخذ اللقاح مع بداية الموسم خطوة وقائية فعّالة لحماية نفسك ومن تحب. أنصح الجميع، وخصوصًا الفئات الأكثر عرضة، بسرعة التوجه إلى المراكز الصحية أو العيادات المعتمدة للحصول على التطعيم في الوقت المناسب. فالوقاية تبدأ بخطوة بسيطة، لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في صحة الفرد والمجتمع على حد سواء لذلك، نوصي جميع الفئات، وخاصة الفئات الأكثر عرضة، بسرعة التوجه إلى العيادات الطبية المعتمدة للحصول على التطعيم في الوقت المناسب. فالوقاية تبدأ بخطوة صغيرة، لكنها قادرة على إحداث فارق كبير في صحتنا وصحة من نحب.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك