بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكري وشهر التوعية ضد مرض السكري، أكدت بروفيسور دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء والسكري عضو مجلس ادارة ورئيس اللجنة العلمية بجمعية السكري البحرينية انه يأتي احتفاء العالم باليوم العالمي للسكري تحت شعار «السكري وجودة الحياة في بيئة العمل»، وهو محور يسلّط الضوء على جانبٍ مهم من حياة الملايين حول العالم، مشيرة الى ان الإحصاءات تشير الى أن تسعة من كل عشرة مصابين بالسكري هم في سنّ العمل، مما يجعل بيئة العمل عنصرًا أساسياً في دعمهم وتمكينهم.
السكري وتحديات بيئة العمل:
قد يعاني كثير من الموظفين المتعايشين مع السكري من صعوبات يومية في أماكن العمل، مثل نقص التوعية، أو غياب التسهيلات الطبية البسيطة، أو حتى «الوصمة» والتمييز أحيانًا. لافتة الى ان هذه التحديات لا تؤثر فقط على إنتاجيتهم، بل على صحتهم النفسية والجسدية أيضًا. فمكان العمل الصحي ليس رفاهية، بل هو ضرورة للوقاية من الأمراض المزمنة ودعم من يتعايشون معها.
رؤية الاتحاد الدولي للسكري:
من هذا المنطلق، يواصل الاتحاد الدولي للسكري جهوده في توعية المجتمع، بإطلاق حملة «السكري في مكان العمل» والتي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية بيئة العمل الداعمة، وتقديم خدمات الكشف المبكر عن السكري في المؤسسات الحكومية والخاصة، تحت شعار:
«اعرف مخاطر إصابتك بداء السكري»
وتأتي هذه الحملة استمرارًا لمسيرة الرابطة في مواجهة مرض السكري من مختلف الجوانب الطبية والتعليمية والتوعوية، وترجمةً لرؤيتها في تعزيز جودة الحياة للأفراد والمجتمعات.
البيئة المثالية للعاملين:
تؤكد منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري أن بيئة العمل يمكن أن تكون عامل حماية أو عامل خطورة. فغياب النشاط البدني، والخيارات الغذائية غير الصحية، والإجهاد المستمر، جميعها تزيد من احتمالات الإصابة بالسكري. لذلك يجب على المسؤولين في أماكن العمل تبنّي سياسات تشجع على النشاط البدني، وتوفّر خيارات غذائية متوازنة، وتتيح فترات راحة قصيرة للحركة أو قياس السكر أو تناول الوجبات في مواعيدها.
كما يجب دعم العاملين المتعايشين مع السكري عبر توفير مساحات آمنة للفحص أو الحقن، ومنحهم مرونة في جداولهم الطبية، وتثقيف فرق العمل حول التعامل السليم مع حالات الطوارئ، مثل انخفاض أو ارتفاع سكر الدم.
المسؤولية المجتمعية والاقتصادية:
إنّ دعم المصابين بالسكري في أماكن العمل ليس مسؤولية إنسانية فحسب، بل هو استثمار في إنتاجية الأفراد ودعم للاقتصاد. فالموظف السليم نفسيًا وجسديًا هو موظف أكثر عطاءً وقدرةً على الإبداع. ومن هنا، تشكل بيئة العمل الصحية حجر الزاوية الرئيس في بناء مجتمع واعٍ وسليم ومستدام.
في اليوم العالمي للسكري، ندعو جميع المؤسسات إلى أن تكون جزءًا من الحل، عبر تبنّي مبادرات صحية ومجتمعية ترفع الوعي وتدعم الوقاية والكشف المبكر والعلاج.
فالاهتمام بالعامل والموظف هو استثمار في الإنسان، والإنسان هو محور التنمية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك