أول بحرينية تنال جائزة أفضل حساب إلكتروني سياحي على منصة اليوتيوب على صعيد العالم العربي في معرض برلين الدولي للسياحة.. تم تكريمها في معرض السفر والسياحة في دبي.. الرحالة فاطمة يوسف طالب لأخبار الخليج:
يقول مايكل بالي: «بمجرد أن يلدغك داء السفر.. لا يوجد مضاد معروف.. وأنا أعلم أنني سأكون مصابا بسعادة حتى نهاية حياتي»!
هكذا يمثل السفر بالنسبة إلى هذه المرأة، التي ترى فيه نوعا من السحر والمتعة وتطهير النفس، بل هو طريقة جديدة لرؤية الأمور من منظور أجمل، حتى تحول إلى العيش بالنسبة إليها.
الرحالة والإعلامية المخضرمة فاطمة يوسف طالب، أول بحرينية تنال جائزة الاتحاد العربي للإعلام السياحي عن أفضل حساب إلكتروني سياحي على منصة اليوتيوب على مستوى الوطن العربي، هي ترى أن أسهل طريق لاكتشاف ذاتك أن تغرق نفسك في إسعاد الآخرين، وأنه ليس المهم كم تعطي بل كم من المتعة تضع في العطاء.
أفضل لحظاتها حين تعيش إنسانيتها من خلال الآخرين، فهي تستمد سعادتها من إسعاد من حولها، دون انتظار أي مقابل، لأنها على قناعة بأن السعادة المشتركة هي سعادة مضاعفة، وبأن تحقيقها لا يحتاج إلى معجزات بل إلى قلب نقي، ووجه مشرق، ورضا بما تملكه، وثقة تامة في الخالق سبحانه وتعالى.
الرحلة ما بين الإعلام والترحال شاقة وشيقة، ومليئة بالمتعة والتحديات والنجاحات، وهذا ما سنتطرق إليه تفصيلا في الحوار التالي:
حلم الطفولة؟
-كنت طفلة متعددة المواهب والهوايات، أمارس عزف الموسيقى وأنواع مختلفة من الرياضات، وكان حلمي أن أصبح مهندسة ديكور في المستقبل، ولكني رضخت لرغبة أخي الذي شجعني على دراسة تخصص هندسة الآلات الدقيقة بكلية الخليج للتكنولوجيا، وكنت ضمن آخر دفعة تخرجت في هذا المجال، وبعد التخرج في الجامعة احتضنتني وزارة الإعلام التي كانت أول محطة عملية لي، وواصلت إنجازاتي بها على مدى ثلاثين عاما تقريبا.
أهم الإنجازات في المجال الإعلامي؟
-رحلتي مع الإعلام طويلة وثرية، وقد منحتني خبرات كثيرة ومتنوعة في مختلف المجالات، حيث عملت معدة ومنتجة للبرامج، كذلك في قسم هندسة الفيديو، وكنت رئيسة اللجنة الاجتماعية في هيئة شؤون الإعلام للموظفين بالوزارة حينئذ، ومن ثم أعد لهم برامج وفعاليات شيقة لهم ولعائلاتهم، الأمر الذي أسهم في توطيد العلاقة فيما بينهم وإشعارهم بالمتعة والسعادة، حتي أن الجميع كان يشعر بروح العائلة الواحدة، ومن أهم البرامج التي عملت بها كان برنامج «عيون خليجية» و«مطبخنا خليجي» وكانا يهدفان إلى التعرف على القواسم المشتركة بين الدول الخليجية الست عبر إبراز مواقعهم الأثرية والأكلات الأصلية في كل دولة.
كيف جاء قرار التقاعد؟
-قرار التقاعد جاء بعد رحلة طويلة عمرها ثلاثون عاما تقريبا من العمل في وزارة الإعلام، ورغم أنني توقعت أنني مقبلة على فترة من الراحة والاستجمام إلا أنني شعرت بقمة النشاط وبأن لدي طاقة هائلة من العطاء لا بد من توظيفها واستثمارها، فاخترت مجال السفر والسياحة الذي كنت أعشقه خلال عملي في الوزارة وحققت فيه نجاحات مبهرة عبر الرحلات التي كنت أنظمها للموظفين والبرامج السياحية الشيقة والممتعة فقررت أن أواصل في هذا الاتجاه.
حدثينا عن البدايات؟
-بصفتي ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي كنت أسافر وأصور للمتابعين المواقع السياحية والذين طلبوا مني تنظيم رحلات جماعية، وبالفعل أعجبتني الفكرة، ونظمت أول رحلة عام 2017 وكان معظم المشتركين من المملكة العربية السعودية وكانت إلى تركيا التي اخترتها لتكون محورا لمعظم رحلاتي، وقد دعمني بشدة الطيران التركي الذي كنت أتلقى منه العديد من الدعوات بشكل كبير ومتكرر نظرا لخبراتي في مجال السفر وخاصة فيما يتعلق بالرحلات إلى تركيا، ومثل ذلك نقطة انطلاقة بالنسبة إلي وبالفعل احترفت هذا العمل الممتع حتى أن البعض أطلق علي لقب فاطمة التركية.
بم تتميز رحلاتك؟
-بصفتي بلوجر مؤثرة في مجال السفر والسياحة فقد اشتهرت عبر منصات التواصل الاجتماعي بمشاركة متابعيني في استكشاف الثقافات المختلفة، وحتي العام الماضي زرت أكثر من ثمانين دولة حول العالم، وتم توثيق رحلاتي ومغامراتي بأسلوب جذاب ومميز، كما أنني أركز على الترويج للسياحة الداخلية في البحرين وتسليط الضوء على الأماكن السياحية والثقافية والمطاعم المحلية، وما يميز رحلاتي هو بحثي الدائم عن أماكن جميلة وجديدة وغير معروفة والتى من شأنها أن تجذب أي سائح ومن الجنسين، وبالتالي توفير الفرصة للتعرف علي ثقافات مختلفة ومغايرة عن المعهودة بالنسبة إلى السياح، وبالطبع كل مكان من تلك الأماكن يشتهر بشيء مختلف الأمر الذي يحقق المتعة للزائرين، علما بأنني أضع بنفسي تفاصيل البرنامج الخاص بالرحلة كاملا، مع الاستعانة بمرشد سياحي وتوفير باص مؤمن في أي بلد نقوم بزيارته.
أفضل الوجهات؟
-لقد نظمت رحلات الي دول مختلفة منها تركيا والمغرب وروسيا وإيطاليا وفيتنام، ويمكن القول إن تركيا تحتل مركز الصدارة، وقد أسعدني اختياري لأكون جزءا من رحلة تركيا التعريفية التي نظمتها الخطوط الجوية التركية مع 220 شخصا من جميع أنحاء العالم، وبصفة عامة أحرص بشدة علي اختيار السياح بصورة انتقائية والتحاور معهم قبل السفر حرصا على راحة وسعادة الجميع وتحقيق حالة من الانسجام فيما بينهم، ومن ثم بلوغ هدف الوصول إلى أكبر قدر من المتعة للوفد الذي أصطحبه، وحتي عند مواجهة أي مشاكل أو تحديات يتم التغاضي عنها ويكون تركيزي فقط على توفير كل سبل الترفيه هذا فضلا عن السعي دائما إلى تحقيق هدف آخر مهم للغاية.
وما ذلك الهدف؟
-من الرحلات التي لن أنساها قط كانت لفيتنام وهناك تعاملت مع مرشد سياحي يتمتع بشخصية مرحة للغاية وقد قررت دعوته إلى مملكة البحرين على نفقتي الخاصة بهدف تنشيط السياحة بين الشعبين وإقامة جسر من التعاون السياحي فيما بينهما، وقد اندهش حين قدم إلى المملكة واكتشف أنها ليست مجتمع الجمل والصحراء كما يتوهم أو يروج البعض، وهذا هو الوجه الآخر للتبادل السياحي بين الدول الذي يهدف إلى التعرف على الآخر، وهذا ما أسعى إلى تحقيقه دوما عبر الترويج لوطني وتغيير الأفكار التقليدية عنه في أذهان البعض.
موقف صعب على صعيد العمل؟
-من أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال إحدى الرحلات السياحية كان التعرض لسرقة مبلغ 4000 دينار تقريبا وذلك على متن الطائرة، وهنا أنصح المسافرين بعدم وضع أي مبالغ نقدية في الحقيبة التي تكون برفقتنا على الطائرة، وأذكر أنني واصلت الرحلة بكل هدوء وانسيابية، ولم يشعر جميع السياح بوجود أي مشكلة، وذلك انطلاقا من قناعتي بأننا نحن من نجلب النقود وبالتالي يمكن تعويضها، وشخصيا لا أتوقف عند أي خسارة مادية، وقد سارت الرحلة على أفضل وجه واستمتع الوفد كثيرا بل وحاول مساعدتي ودعمي بكل الطرق.
وعلي الصعيد الإنساني؟
-من أصعب التجارب التي مرت بي على المستوى الإنساني كانت وفاة أختي رحمها الله، والتي مثلت بالنسبة إلي وإلى عائلتي محنة شديدة، فهي من علمتني المعني الحقيقي للعطاء وبلا حدود من دون انتظار أي مقابل، وقد تركت تلك الأزمة في نفسي أثرا عميقا حيث أصبحت بعدها أحرص بشدة على العيش بسلام في هذه الحياة القصيرة، وعلى مساعدة الأخرين، وعلى ألا أكون سببا في إزعاج أو ضيق أي أحد.
مبدأ تسيرين عليه؟
-مبدأي في الحياة الذي أضعه دوما نصب عيني عبر مسيرتي هو تحقيق هدف إسعاد الآخرين بأي شكل كان، والسعي نحو ترك بصمة لي في حياة من حولي، وقد حققت ذلك فعليا عبر عملي في المجال الإعلامي، وحتى اليوم يتذكر الموظفون برامجي وأنشطتي ورحلاتي التي استمتعوا بها كثيرا وحققت نوعا من التلاحم الاجتماعي فيما بينهم وهو أمر يسعدني بشدة.
أهم إنجاز عبر مسيرتك؟
-لا شك أن حصولي على جائزة أفضل حساب إلكتروني سياحي في الوطن العربي علي منصة اليوتيوب من قبل الاتحاد العربي للإعلام السياحي كان من أهم الإنجازات التي أشعرتني بالتميز فيما أفعله، وكذلك حصولي علي تكريم في معرض السفر والسياحة في دبي، الأمر الذي مثل بالنسبة إلي دافعا وحافزا قويا للمواصلة وبكل تفاني في تأدية رسالتي التي تمثل لي الحياة.
حلم ضائع؟
-حلمي الضائع هو الإنجاب والاستمتاع بشعور الأمومة، ولكن الله عوضني عنه بأبناء عائلتي الذين أتعامل معهم وكأنهم أبنائي فعليا ومنذ صغرهم، وقد حرصت دوما على غرس قيم جميلة بداخلهم أهمها تحمل المسؤولية المجتمعية والعطاء والحب والاستقلالية، ومن وقت لآخر أقوم باصطحابهم معي في بعض الرحلات الأمر الذي يسعدني كثيرا.
طموحك القادم؟
-كل طموحي يتمثل في مواصلة مسيرتي السياحية وتنظيم الفعاليات والرحلات السياحية التي تحقق المتعة والسعادة للآخرين، وكم أتمنى أن يتم دعم الكوادر العاملة في مجالي على المستويين الرسمي والأهلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك