العدد : ١٧٣٩٩ - الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٩ - الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الخليج الطبي

إدارة سكري الأطفال في المدرسة:
الدكتورة هيا الخياط: الدليل الوطني للسكري خطوة مهمة لتوحيد الجهود وتعزيز جودة الرعاية الصحية

د. هيا الخياط.

الثلاثاء ١١ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬هيا‭ ‬الخياط‭ ‬استشاري‭ ‬الغدد‭ ‬الصماء‭ ‬والسكري‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الاطفال‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الملكية‭ ‬ان‭ ‬داء‭ ‬السكري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الأول‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬تتطلّب‭ ‬تعاونًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الطبي‭. ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬توصيات‭ ‬الجمعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للسكري‭ (‬ADA‭ ‬2025‭) ‬والجمعية‭ ‬الدولية‭ ‬لسكري‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ (‬ISPAD‭ ‬2024‭)  ‬التي‭ ‬نوهت‭ ‬إلى‭  ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬السكري‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬العلاج‭ ‬الدوائي،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي،‭ ‬والتمكين‭ ‬الذاتي،‭ ‬والدمج‭ ‬المدرسي‭ ‬الكامل‭.‬

‭ ‬واضافت،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬للتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬كالقياس‭ ‬المستمر‭ ‬للجلوكوز‭ ‬والمضخات‭ ‬الذكية،‭ ‬أصبح‭ ‬بالإمكان‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬دقيق‭ ‬بين‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬وسلامة‭ ‬الطفل‭ ‬الصحية،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬توافّر‭ ‬التعاون‭ ‬المنهجي‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭.‬

‭ ‬أولا‭: ‬الأسرة‭ ‬‭ ‬محور‭ ‬الرعاية‭ ‬والتمكين

تؤكد‭ ‬التوصيات‭ ‬الحديثة‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬جهة‭ ‬متابعة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬شريك‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬العلاجي‭ ‬ضمن‭ ‬نموذج‭ ‬‮«‬الرعاية‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬ويأتي‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬التالي‭:‬

‭ ‬1‭. ‬التثقيف‭ ‬والتمكين

‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬الوالدان‭ ‬معرفة‭ ‬دقيقة‭ ‬بأعراض‭ ‬ارتفاع‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬السكر،‭ ‬وطرق‭ ‬التعامل‭ ‬الفوري‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حالة‭.‬

‭ ‬يُنصح‭ ‬بتدريب‭ ‬الطفل‭ ‬تدريجيًا‭ ‬على‭ ‬قياس‭ ‬السكر،‭ ‬حساب‭ ‬الكربوهيدرات،‭ ‬وضبط‭ ‬الجرعة‭ ‬تبعًا‭ ‬للنشاط‭ ‬البدني‭.‬

‭ ‬يُعدّ‭ ‬إشراك‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬العلاج‭ ‬خطوة‭ ‬ضرورية‭ ‬لتعزيز‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ ‬وتقليل‭ ‬القلق‭ ‬المرتبط‭ ‬بالمرض‭.‬

‭ ‬2‭. ‬الخطة‭ ‬المنزلية‭ ‬المدرسية‭ ‬المشتركة

يوصى‭ ‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬رعاية‭ ‬فردية‭ ‬للطفل،‭ ‬تتضمن‭:‬

‭ ‬مواعيد‭ ‬الوجبات‭ ‬والإنسولين‭.‬

‭ ‬التعليمات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الرياضية‭.‬

‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭.‬

‭ ‬أرقام‭ ‬التواصل‭ ‬للطبيب‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭.‬

‭ ‬ويُفضّل‭ ‬تحديث‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬فصل‭ ‬دراسي‭ ‬ومشاركتها‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬مع‭ ‬المدرسة‭ ‬والطبيب‭.‬

‭ ‬ثانيا‭: ‬المدرسة‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬وصحية‭ ‬متكاملة

تشير‭ ‬التوصيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬بيئة‭ ‬صديقة‭ ‬للسكري‮»‬‭ ‬تضمن‭ ‬الدمج‭ ‬الكامل‭ ‬للطفل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬تقييد‭.‬

‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬التالية‭:‬

1‭.‬ جاهزية‭ ‬المدرسة

‭ ‬وجود‭ ‬ممرضة‭ ‬مدرّبة‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬مؤهّل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬انخفاض‭ ‬السكر‭.‬

‭ ‬تجهيز‭ ‬حقيبة‭ ‬طوارئ‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬قياس‭ ‬السكر،‭ ‬عصير‭ ‬أو‭ ‬جلوكوز‭ ‬فموي،‭ ‬وبيانات‭ ‬التواصل‭.‬

‭ ‬السماح‭ ‬للطفل‭ ‬بقياس‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬وجبته‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حرج‭.‬

‭ ‬عقد‭ ‬تدريب‭ ‬سنوي‭ ‬للعاملين‭ ‬حول‭ ‬الإسعافات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسكري‭.‬

2‭. ‬مبدأ‭ ‬‮«‬أقل‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التقييد‮»‬

يجب‭ ‬تمكين‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬حالته‭ ‬داخل‭ ‬الصف،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استقلاليته‭ ‬وثقته‭ ‬بنفسه‭.‬

ويُمنع‭ ‬عزله‭ ‬أو‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة،‭ ‬إذ‭ ‬أثبتت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬الدمج‭ ‬المدرسي‭ ‬يحسّن‭ ‬التحكم‭ ‬بالسكر‭ ‬ويقلّل‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭.‬

3‭. ‬المقصف‭ ‬المدرسي‭ ‬الذكي

من‭ ‬المبادرات‭ ‬الحديثة‭ ‬التوصية‭ ‬بتبنّي‭ ‬‮«‬المقصف‭ ‬الصحي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يوفّر‭ ‬وجبات‭ ‬منخفضة‭ ‬المؤشر‭ ‬الجلايسيمي،‭ ‬مع‭ ‬عرض‭ ‬القيم‭ ‬الغذائية‭ ‬بوضوح،‭ ‬مما‭ ‬يسهّل‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬حساب‭ ‬الكربوهيدرات‭.‬

‭ ‬ثالثا‭: ‬المعلم‭ ‬عين‭ ‬الملاحظة‭ ‬والدعم‭ ‬النفسي

يُعدّ‭ ‬المعلم‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الرعاية‭ ‬اليومية،‭ ‬فهو‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يلاحظ‭ ‬التغيرات‭ ‬السلوكية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتذبذب‭ ‬السكر‭.‬

1‭.‬ العلامات‭ ‬المبكرة‭ ‬لانخفاض‭ ‬السكر

‭ ‬التعرق،‭ ‬الرجفة،‭ ‬ضعف‭ ‬التركيز،‭ ‬أو‭ ‬العصبية‭ ‬المفاجئة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الشك،‭ ‬يجب‭ ‬إعطاء‭ ‬الطفل‭ ‬مصدرًا‭ ‬سريعًا‭ ‬للسكر‭ (‬عصير‭ ‬أو‭ ‬جلوكوز‭) ‬وقياسه‭ ‬بعد‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭.‬

2‭.‬ الدور‭ ‬النفسي‭ ‬والتربوي

يوصى‭ ‬ببرامج‭ ‬دعم‭ ‬الأقران،‭ ‬حيث‭ ‬يُدرَّب‭ ‬زملاء‭ ‬الطالب‭ ‬المقربون‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬المساندة‭ ‬عند‭ ‬الطوارئ،‭ ‬مما‭ ‬يقلّل‭ ‬القلق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬الطفل‭.‬

كما‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬فحص‭ ‬مؤشرات‭ ‬القلق‭ ‬والاكتئاب‭ ‬سنويًا‭ ‬للأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكري،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬الانتقالية‭.‬

رابعا‭: ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية

أحدثت‭ ‬التقنيات‭ ‬الذكية‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬السكري‭ ‬داخل‭ ‬المدارس،‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭:‬

1‭. ‬المراقبة‭ ‬المستمرة‭ ‬للجلوكوز‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جهاز‭ ‬الاستشعار

‭ ‬أصبحت‭ ‬موصى‭ ‬بها‭ ‬لجميع‭ ‬الأطفال‭ ‬تقريبًا‭.‬

‭ ‬يمكن‭ ‬ربط‭ ‬الجهاز‭ ‬بتطبيق‭ ‬على‭ ‬هاتف‭ ‬الممرضة‭ ‬أو‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬لتلقي‭ ‬تنبيهات‭ ‬فورية‭ ‬عند‭ ‬الهبوط‭ ‬أو‭ ‬الارتفاع‭.‬

2‭. ‬مضخات‭ ‬الأنسولين‭ ‬ذات‭ ‬الحلقة‭ ‬المغلقة

‭ ‬يوصى‭ ‬باستخدام‭ ‬الأنظمة‭ ‬الهجينة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتعديل‭ ‬الجرعة‭ ‬تلقائيًا‭ ‬ومنع‭ ‬الهبوط‭ ‬قبل‭ ‬حدوثه‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬خفّضت‭ ‬نوبات‭ ‬انخفاض‭ ‬السكر‭ ‬بنسبة‭ ‬تقارب‭ ‬40%‭.‬

3‭. ‬التطبيقات‭ ‬التعليمية‭ ‬الرقمية

يوصي‭ ‬بدمج‭ ‬تطبيقات‭ ‬توعوية‭ ‬للأطفال‭ ‬داخل‭ ‬المناهج‭ ‬أو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الصحية‭ ‬المدرسية،‭ ‬التي‭ ‬تُعلّم‭ ‬الطفل‭ ‬بطريقة‭ ‬تفاعلية‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬حالته‭ ‬بثقة‭ ‬ومتعة‭.‬

‭ ‬

خامسا‭: ‬الأنشطة‭ ‬البدنية‭ ‬والرحلات‭ ‬المدرسية

‭ ‬يجب‭ ‬قياس‭ ‬السكر‭ ‬قبل‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭: ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬5‭.‬5mmol‭/‬L‭ ‬فيُعطى‭ ‬وجبة‭ ‬خفيفة‭.‬

‭ ‬خفض‭ ‬جرعة‭ ‬الأنسولين‭ ‬القاعدي‭ ‬بنسبة‭ ‬20%‭ ‬قبل‭ ‬الرياضة‭ ‬الشديدة‭.‬

‭ ‬أثناء‭ ‬الرحلات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرافق‭ ‬الطفل‭ ‬شخص‭ ‬مدرّب‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬الجلوكاجون‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬فقدان‭ ‬الوعي‭.‬

‭ ‬سادسا‭: ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬والتربوي‭ ‬طويل‭ ‬المدى

تشير‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكري‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬قلق‭ ‬صامت‭ ‬بسبب‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬السكر‭ ‬أمام‭ ‬زملائهم‭.‬

ولهذا‭ ‬يوصي‭ ‬بدمج‭ ‬التقييم‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬المتابعة‭ ‬السنوية،‭ ‬وتدريب‭ ‬الأخصائيين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬الإيجابي‭ ‬والتشجيع‭ ‬المستمر‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬دوائي‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال‭.‬

سابعا‭: ‬التكامل‭ ‬المؤسسي‭ ‬والسياسات‭ ‬الوطنية

أوصت‭ ‬الجمعيات‭ ‬بتحويل‭ ‬إدارة‭ ‬سكري‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬وطنية‭ ‬تتضمن‭:‬

‭ ‬تدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬التربوية‭ ‬والصحية‭ ‬بشكل‭ ‬إلزامي‭.‬

‭ ‬اعتماد‭ ‬نموذج‭ ‬موحّد‭ ‬لخطة‭ ‬الرعاية‭ ‬الفردية‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭.‬

‭ ‬دمج‭ ‬التثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬الصحة‭ ‬المدرسية‮»‬‭.‬

تعد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الملكية،‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬وجمعية‭ ‬السكري‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التوعية‭ ‬والتدريب،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بداء‭ ‬السكري‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭.‬

‭ ‬

ثامنا‭: ‬اختصاصي‭ ‬السكري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ودورهم‭ ‬الريادي

يُسجَّل‭ ‬لاختصاصي‭ ‬السكري‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬برامج‭ ‬الرعاية‭ ‬والتعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬للأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكري،‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

1‭. ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬التربوية‭ ‬والصحية‭:‬

أطلق‭ ‬اختصاصيو‭ ‬الغدد‭ ‬الصماء‭ ‬وسكري‭ ‬الأطفال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬السكري‭ ‬البحرينية‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬دورية‭ ‬موجهة‭ ‬للممرضين‭ ‬والمعلمين‭ ‬لتدريبهم‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬انخفاض‭ ‬السكر‭ ‬وإعطاء‭ ‬الجلوكاجون،‭ ‬والتعرف‭ ‬المبكر‭ ‬على‭ ‬الأعراض‭ ‬الخطرة‭.‬

2‭. ‬العيادات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتثقيفية‭:‬

يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬جلسات‭ ‬تثقيفية‭ ‬مخصصة‭ ‬للأهالي‭ ‬والأطفال‭ ‬لتعريفهم‭ ‬بطرق‭ ‬حساب‭ ‬الكربوهيدرات،‭ ‬وضبط‭ ‬الجرعات‭ ‬باستخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وإدارة‭ ‬السكر‭ ‬أثناء‭ ‬النشاط‭ ‬البدني‭ ‬أو‭ ‬الرحلات‭ ‬المدرسية‭.‬

3‭. ‬المبادرات‭ ‬التوعوية‭ ‬الوطنية‭:‬

يشرف‭ ‬اختصاصيو‭ ‬السكري‭ ‬على‭ ‬فعاليات‭ ‬توعوية‭ ‬عامة‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للسكري‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والمدارس‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬السكري‭ ‬البحرينية،‭ ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الوعي‭ ‬المبكر‭ ‬وتشجيع‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬أعراض‭ ‬السكري‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭.‬

4‭. ‬البحث‭ ‬والتطوير‭:‬

يشارك‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينيون‭ ‬في‭ ‬أبحاث‭ ‬علمية‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬حول‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬للأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكري،‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬رقمية‭ ‬للرعاية‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تربط‭ ‬المدرسة‭ ‬بالطبيب‭ ‬والأسرة‭.‬

5‭. ‬الدليل‭ ‬الإجرائي‭ ‬الوطني‭ ‬للسكري‭:‬

مؤخراً‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬الدليل‭ ‬الاجرائي‭ ‬الوطني‭ ‬للسكري‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬والبالغين‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬الجودة‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭. ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الدليل‭ ‬الاجرائي‭ ‬خطوة‭ ‬وطنية‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬وتعزيز‭ ‬جودة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المرضى‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬المضاعفات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمرض‭.‬

وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬راسخة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬بيئة‭ ‬مدرسية‭ ‬آمنة‭ ‬وصديقة‭ ‬للأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بالسكري،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬أفضل‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭.‬

واختتمت‭ ‬الدكتورة‭ ‬هيا‭ ‬مؤكدة‭ ‬ان‭ ‬إدارة‭ ‬سكري‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مسؤولية‭ ‬فردية،‭ ‬بل‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الأسرة،‭ ‬والمدرسة،‭ ‬والطبيب،‭ ‬والمجتمع‭. ‬ومتى‭ ‬تحقّق‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والتقنية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬أصبح‭ ‬الطفل‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬والنمو‭ ‬بثقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشكّل‭ ‬مرضه‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬أحلامه‭.‬

فالتعامل‭ ‬الواعي‭ ‬مع‭ ‬السكري‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬مقاومة‭ ‬المرض‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تمكين‭ ‬الطفل‭ ‬ليكون‭ ‬قائداً‭ ‬واعياً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬صحته‭ ‬ومستقبله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

مزيد من الأخبار

مزيد من الخليج الطبي

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا