أجرى ملحق «أخبار الخليج الرياضي» لقاءً موسعًا مع المنسق العام للاتحاد الآسيوي لكرة اليد محمد طالب بونغم، قدّم من خلاله قراءة تحليلية شاملة لبطولة كأس السوبر البحريني لكرة اليد، التي اختتمت مؤخرًا بتتويج فريق النجمة باللقب السابع في تاريخه، بعد فوزه المثير على منافسه وغريمه التقليدي الأهلي في مباراة دراماتيكية شهدت إثارة كبيرة حتى الثواني الأخيرة.
إشادة بالجماهير والمستوى الفني
وأوضح بونغم أن البطولة جاءت ناجحة بكل المقاييس، مؤكدًا أن الحضور الجماهيري الغفير الذي امتلأت به مدرجات الصالة شكّل لوحة جميلة، وأضاف أجواءً استثنائية ساهمت في رفع المستوى العام للمسابقة، لافتًا إلى أن المنافسات جاءت قوية ومثيرة بفضل الأداء الراقي الذي قدمته الفرق المشاركة، مما جعل البطولة تظهر في أبهى صورها من حيث التنظيم والمستوى الفني.
وأكد أن ما شهدته البطولة من تنافس حقيقي وروح رياضية عالية يعكس التطور الكبير الذي وصلت إليه كرة اليد البحرينية، سواء من ناحية الإعداد الفني أو من حيث الدعم الجماهيري والإعلامي المتزايد.
النجمة.. عقلية البطل
وأشار بونغم إلى أن فريق النجمة قدّم نفسه كفريق بطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، موضحًا أنه تجاوز الظروف الصعبة التي واجهها بفضل تماسكه الفني وصلابته الذهنية، مؤكدًا أن الفريق لعب بشخصية البطل وتمكن من تحويل التأخر إلى انتصار مستحق بفضل الانضباط التكتيكي والروح القتالية العالية التي تحلى بها لاعبوه.
وأضاف بونغم: أن الفريق رغم معاناته من الغيابات والإصابات، إلا أنه أظهر ثباتًا واضحًا في جميع خطوطه، مشيرًا إلى أن قدرته على العودة للمباراة بعد تأخره بفارق أربعة أهداف في الشوط الثاني، دليل على جاهزيته النفسية والبدنية العالية، مؤكدًا أن هذا الاستقرار والهدوء في التعامل مع المواقف الصعبة كانا أبرز عوامل تفوقه وتحقيقه اللقب.
الأهلي.. عودة قوية رغم الخسارة
وفي حديثه عن الأهلي، أوضح بونغم أن الفريق دخل المنافسة بثقة كبيرة، مؤكدًا أن عودة جماهيره بقوة إلى المدرجات كانت من أبرز مشاهد البطولة، مضيفًا أن الأهلي يمتلك كل مقومات النجاح من عناصر الخبرة واللاعبين الشباب الذين يشكّلون مزيجًا مميزًا داخل أرض الملعب.
وأشار محمد طالب إلى أن الفريق كان قريبًا جدًا من تحقيق الفوز، إلا أن التراجع في الربع الأخير من اللقاء تسبب في خسارته، لافتًا إلى أن الأهلي بحاجة إلى تحسين تعامله مع الدقائق الحاسمة التي كثيرًا ما أثّرت على نتائجه في المباريات النهائية.
وأكد أن ما قدمه الأهلي رغم الخسارة يعد مؤشرًا إيجابيًا على تطور مستواه واستعادته لمكانته كأحد الفرق المنافسة بقوة على البطولات المحلية.
الشباب.. الفريق الأكثر جماعية
وأكد بونغم أن فريق الشباب هو الفريق الأكثر جماعية من بين الفرق الأربعة المشاركة، موضحًا أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يقدمون كرة يد ممتعة وسريعة، مشيرًا إلى أن أداء الفريق اتسم بالانسجام والقتالية العالية طوال مشواره في البطولة.
وأضاف أن الشباب كان يستحق الوصول إلى المباراة النهائية بعد المستويات الرفيعة التي قدّمها، إلا أن خروجه عبر الرميات الترجيحية لا يقلل من قيمته الفنية، مؤكدًا أن الفريق بات أحد الأرقام الصعبة في كرة اليد البحرينية، وأن ظهوره بهذا المستوى يعد مكسبًا كبيرًا لمستقبل اللعبة في المملكة.
الدير.. حضور ثابت وطموح مشروع
أما عن فريق الدير، فقد أوضح محمد طالب أنه من الفرق التي حافظت على استمراريتها في دائرة المنافسة سنوات طويلة، مؤكدًا أنه يمتلك عناصر جيدة في مختلف المراكز، خاصة في مركز حراسة المرمى الذي يشكل أحد نقاط قوته البارزة.
وأضاف أن الفريق بحاجة إلى المزيد من المباريات القوية لاكتساب الثقة وتفادي حالة التذبذب التي تظهر أحيانًا في مستواه، مشيرًا إلى أن تجاوز الأخطاء البسيطة والتفاصيل الصغيرة سيساعده على العودة إلى المنافسة بقوة في الموسم الجاري.
واختتم بونغم حديثه مؤكدًا أن بطولة السوبر البحريني لكرة اليد قدّمت نموذجًا ناجحًا على جميع الأصعدة، موضحًا أن التفاعل الجماهيري الكبير والاهتمام الإعلامي المتزايد يعكسان المكانة المتقدمة التي باتت تحظى بها كرة اليد البحرينية آسيويًا وعالميًا، مضيفًا أن هذه البطولة تمثل بداية موسم واعد ينتظر أن يحمل الكثير من الإثارة والتنافس القوي بين الفرق.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك