واشنطن مهتمة بخطوات تنويع مصادر الطاقة في البحرين
كتبت: مروة أحمد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
أكد دوغ بورغوم وزير الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية المعني بالموارد الطبيعية والأراضي العامة أهمية اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت امتدادًا للعلاقات الوطيدة والممتدة بين واشنطن والمنامة، ومن الممكن تفعيلها في مختلف المجالات، منوها إلى أن انضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية سيسهم في توطيد العلاقات الثلاثية بما يسهم في الأمن والابتكار.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مسـاء يوم الجمعة على هامش منتدى حوار المنامة 2025.
وكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم جميع مصادر الطاقة الموثوقة وبـأسعار معقولة ولا تتطلب دعمًا هائلًا، مضيفا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمضي قدمًا بشـأن مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والريـاح، مشددا على أهمية استمرارية الحصول على طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة المصدر، وبرر السبب في ذلك بسبب السباق الأمريكي الصيني في مجال التسلح واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي رد على سؤال خاص حول الطاقة النووية أوضح وزير الداخلية الأمريكي أن واشنطن تسعى في الوقت الراهن إلى توفير موارد توريد كاملة وآمنة تمامًا لها ولحلفائها للمواد الخاصة لدفع الصناعة النووية ثم جميع الصناعات من دون التوّجه إلى توريدها من الخصوم، كما كشف عن وجود اهتمام بالغ بتنويع مصادر الطاقة في البحرين، بالإضافة إلى الاهتمام بمسألة المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد تام للعب دور الشريك المصدّر أو أن تلعب دورًا في التصدير في مختلف أنواع الفرص ومنها النفط والغاز التقليدي.
ومن هذا المنطلق أوضح دوغ بيرغام أن الولايات المتحدة الأمريكية توقفت عن استخدام مصطلح الطاقة المتجددة بعد دعمها للطاقة النووية والطبيعية؛ أي التقنيات الخالية من الكربون، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تُعارض مصادر الطاقة المتقطعة وغير الموثوقة التي قد تزعزع استقرار الشبكة.
وحول مسألة ارتباط أمن الطاقة بالأمن الوطني قال إن الملفين يحظيان باهتمام بالغ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى بشكل مستمر وجاد في إحلال السلام، والعمل بشكل جدي في إنهاء الحروب.
كما كشف عن وجود اهتمام بالغ بمسألة تنويع مصادر الطاقة وضمان توفير بدائل لها؛ وذلك لمنع استفادة روسيـا من الايرادات الحاصلة من ارتفاع الأسعار في ظل وجود العقوبات المفروضة على النفط الروسي.
وأكد أن الدبلوماسية في قطاع الطاقة قد تسهم في خفض الأسعار وتحقق الازدهار، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بشكل دوري إلى إنهاء تمويل آلات الحرب والإرهاب من خلال تحقيق الوفرة في مصادر الطاقة المتنوعة.
وخلال المؤتمر أكد أن ملفي أمن الطاقة والأمن الوطني مرتبطان بشكل وثيق ولا يمكن فصلهما، وأن المساعي لتحقيق وفرة في الطاقة هو الطريق نحو احلال السلام والرخاء في العالم أجمع.
ولفت إلى تمويل الحرب الروسية الأوكرانية من خلال مبيعات النفط الروسية، بالإضافة إلى أن تمويل الجماعات الإرهابية كان من تمويل النفط الإيراني.
وتطرق إلى أن حوار المنامة تناول ملف الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه مجال للتعاون بين الدول باعتبار هذا المجال مرتبطا بسياسة الطاقة ولا يمكن الفصل بينهما، حيث أوضح أن كل رأسمال متدفق من الذكاء الاصطناعي سيستقر في أماكن ذات طاقة كهربائية منخفضة، ومن هذا المنطلق أكد ضرورة وفرة الطاقة للتمكن من الحصول على القدرة على تحمل التكاليف لجذب رأس المال في مجال صناعات الذكاء الاصطناعي. وأشار دوغ بيرغام إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة بتطوير المزيد من الشراكات مع الحلفاء في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي سؤاله عن تصوّر الولايات المتحدة الأمريكية بشـأن تعزيز الشراكات الدولية في تأمين إمدادات الطاقة العالمية ولا سيما في منطقة الخليج حيث يؤثر الاستقرار بشكل مباشر على الأسواق العالمية، فقد قال إن الصين قد اتخذت اجراءً عدائيًا منذ فترة بعد اعلانها ارساء ضوابط للتصدير على جميع المواد الأساسية حيث تسيطر على 85% إلى 100% من معالجة 20 معدنًا أرضيًا نادرًا يمكن اعتبارها مصدرًا للطاقة، وأنه من غير الممكن فصل ملف الطاقة عن المعادن الحرجة أو المعادن الحمراء، وأن هذه الضوابط يمكن اعتبارها تجاوزًا كاملًا من ناحية المعلومات.
وأضاف في هذا السيـاق أنه من الضروري ايجاد سلسلة من الحلول لضمان سلسلة توريد آمنة للمعادن الحيوية لأنها ستسهم في بناء مراكز بيانات وانشاء شبكات وتوسيع طرق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب تعزيز سبل التعاون مع الشركاء في مجال الطاقة بشكل عام، كما شجع على وجود التدفق الحر للسلع.
.jpeg)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك