العدد : ١٧٣٩٠ - الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٠ - الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

وزيرة الخارجية الفلسطينية لـ«أخبار الخليج»:
البحرين تقف دائما مع الحق الفلسطيني في جميع المحافل

الأحد ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

67 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

 ندعو العالم إلى المشاركة في مؤتمر «المانحين» بمصر


أجرت الحوار: ياسمين العقيدات 

تصوير: رضا جميل 

أكدت‭ ‬فارسين‭ ‬أغابيكيان،‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬والمغتربين‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬أهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬يشكل‭ ‬جوهر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وأن‭ ‬حضور‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ضروري‭ ‬لإيصال‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬المستدام‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أمن‭ ‬حقيقي،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬الأحداث‭ ‬الفظيعة‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭: ‬إن‭ ‬الرؤية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬واضحة،‭ ‬وهي‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬والعدالة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬مع‭ ‬محاسبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ينتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أقرت‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬مستدام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعترف‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

وأشادت‭ ‬أغابيكيان‭ ‬بالدور‭ ‬الخليجي،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬دعم‭ ‬البحرين‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أهمية‭ ‬استمرار‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وفي‭ ‬ملف‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬أكدت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬جاهزة‭ ‬ومبنية‭ ‬بفكر‭ ‬فلسطيني‭ ‬كامل،‭ ‬وتشمل‭ ‬65‭ ‬برنامجًا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مشروع‭ ‬لتغطية‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬بهدف‭ ‬بدء‭ ‬التعافي‭ ‬والإعمار‭ ‬الكامل‭ ‬بتكلفة‭ ‬تقارب‭ ‬67‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬المانحين‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وشددت‭ ‬أغابيكيان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تمكين‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬التدريب‭ ‬الجاري‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأردن‭ ‬ومصر‭ ‬يشمل‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬متدرب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى،‭ ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬معزولة‭ ‬دبلوماسيًا،‭ ‬وأن‭ ‬العزلة‭ ‬اليوم‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬المستمرة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضحية‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بعد‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭.  ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬

‭- ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬مشاركة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬الإقليم‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية؟

حوار‭ ‬المنامة‭ ‬مهم‭ ‬جدًا،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الذي‭ ‬نتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأساس‭ ‬وجوهر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬القائمة،‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالأمن،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬والعالم‭ ‬أيضًا‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حاضرين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬محفل‭ ‬دولي‭ ‬يتناول‭ ‬أو‭ ‬يناقش‭ ‬موضوع‭ ‬فلسطين‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وقضايا‭ ‬الأمن‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬فالحضور‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ضروري‭ ‬لإيصال‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

وخلال‭ ‬العامين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬شهدنا‭ ‬أحداثًا‭ ‬فظيعة‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬اليوم‭ ‬التفكير‭ ‬بعمق‭ ‬في‭ ‬المتطلبات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬سلام‭ ‬مستدام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬هذا‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أمن‭ ‬حقيقي،‭ ‬فالأمن‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأي‭ ‬استقرار‭ ‬دائم‭.‬

‭-  ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الرؤى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬طرحها‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنبر؟

أهم‭ ‬ما‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬طرحه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬ولكن‭ ‬لسلام‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬والعدالة‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ونحن‭ ‬كفلسطينيين‭ ‬طلاب‭ ‬سلام،‭ ‬ولكنه‭ ‬سلام‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ثابتة،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬المساومة‭ ‬أو‭ ‬التجاهل،‭ ‬سلام‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬المحاسبة‭ ‬وعدم‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ينتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬يرتكب‭ ‬انتهاكات‭ ‬بحق‭ ‬الإنسان‭.‬

على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عقود،‭ ‬أفلتت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بصفتها‭ ‬دولة‭ ‬احتلال‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬والعقاب،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬للأزمة‭ ‬وتفاقم‭ ‬للمعاناة،‭ ‬لذلك‭ ‬رسالتنا‭ ‬واضحة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وهي‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬يعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬يبنى‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬السلام،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نحتكم‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الحل‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أقرت‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬وهي‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬تحظى‭ ‬باعتراف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬الى‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬البحرين‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬رؤيتكم‭ ‬للدور‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية؟

الدور‭ ‬الخليجي‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المادي،‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬المساندة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فكل‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬يُعتبر‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬تهديدًا‭ ‬لاستقرار‭ ‬الإقليم‭ ‬بأكمله‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والعالم‭ ‬الأوسع‭ ‬أيضًا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬البحرين،‭ ‬فهي‭ ‬تقف‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬ونحن‭ ‬نقدر‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬وننظر‭ ‬إليه‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬لمستقبل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬كما‭ ‬نعول‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬مستقبلاً‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والبناء‭ ‬بعد‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬تقييمكم‭ ‬للمواقف‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأمريكية‭ ‬الأخيرة‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬التوترات‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهل‭ ‬أحيا‭ ‬ذلك‭ ‬حل‭ ‬الدولتين؟

اليوم‭ ‬هناك‭ ‬تغير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬الموقف‭ ‬الأوروبي‭ ‬جاء‭ ‬متأخرًا‭ ‬لكن‭ ‬كما‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬يأتي‭ ‬متأخرًا‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬ألا‭ ‬يأتي‭ ‬أبدًا‭ ‬ونحن‭ ‬نسعى‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحول،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬عدة‭ ‬عوامل،‭ ‬أهمها‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬والدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬سال‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تشديد‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحراك‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وهذا‭ ‬الحراك‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭.‬

اليوم‭ ‬هناك‭ ‬شعور‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بأن‭ ‬الوقت‭ ‬مناسب‭ ‬لدفع‭ ‬جهود‭ ‬تحصين‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬يظل‭ ‬الخيار‭ ‬الممكن‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأنه‭ ‬ونحن‭ ‬ندرك‭ ‬تمامًا‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لذا‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬حماية‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬ودعمه،‭ ‬لأنه‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فهو‭ ‬قابل‭ ‬للقراءة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬زوايا‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬هناك‭ ‬ضغوط‭ ‬أوروبية‭ ‬وعالمية‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بسبب‭ ‬التباين‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يُناقش‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬وما‭ ‬تتخذه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهذا‭ ‬الضغط‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي،‭ ‬لكنه‭ ‬يعكس‭ ‬أيضًا‭ ‬إدراك‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية،‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الاستعماري‭ ‬التوسعي،‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬إبادة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬لجم‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا،‭ ‬واليوم‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬المتعلق‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة‭ ‬أصبح‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬عنصرًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬وسبل‭ ‬حماية‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬تواجهون‭ ‬محاولات‭ ‬إسرائيل‭ ‬لعزل‭ ‬فلسطين‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية؟

اليوم‭ ‬المعزول‭ ‬ليست‭ ‬فلسطين‭ ‬بل‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬نفسها،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬فلسطين‭ ‬تسير‭ ‬بشكل‭ ‬سليم‭ ‬ضمن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬ولدينا‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬تدعم‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركتنا‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاعترافات‭ ‬بدولتنا‭ ‬تتزايد،‭ ‬ونعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬بعد،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬توسع‭ ‬الحضور‭ ‬والدور‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭.‬

الذي‭ ‬أصبح‭ ‬معزولًا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬نتيجة‭ ‬لإجراءاتها‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬المستمرة،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬سابقًا،‭ ‬فالعالم‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬كضحية‭ ‬والشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬يتمتع‭ ‬باحتكار‭ ‬السردية‭ ‬الدولية،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬الضحية‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬عانى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سبعة‭ ‬عقود،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬دفاع‭ ‬حقيقي‭ ‬عنه‭ ‬ومحاسبة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬انتهك‭ ‬حقوقه‭ ‬وأمنه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الطويلة‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬للسلام‮»‬،‭ ‬وماذا‭ ‬بعد‭ ‬اعلان‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬القاهرة؟

قمة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬كانت‭ ‬حدثًا‭ ‬مهمًا‭ ‬جدًا،‭ ‬خاصة‭ ‬لأنها‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬اتفاقية‭ ‬لوقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبإمكاننا‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬الشراسة‭ ‬والوحشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬توقفت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬فمنذ‭ ‬إبرام‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬نشهد‭ ‬سقوط‭ ‬عشرة‭ ‬قتلى‭ ‬فلسطينيين‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬28‭ ‬جريحًا‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الأرقام‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬كان‭ ‬كبيرًا‭ ‬جدًا‭.‬

الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬كارثيًا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬هناك‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬شبه‭ ‬مدمر‭ ‬بالكامل،‭ ‬إذ‭ ‬تفتقد‭ ‬المنطقة‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والخدمات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انقطاع‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء،‭ ‬فالواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬الهائل،‭ ‬وصعوبة‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للسكان،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬تخيل‭ ‬مدى‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬يوميًا‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة؟

الدور‭ ‬الطبيعي‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكونا‭ ‬حاضرتين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬التخطيط‭ ‬لأي‭ ‬جسم‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬أي‭ ‬شأن‭ ‬مرتبط‭ ‬بالقطاع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات،‭ ‬لأن‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الجسم‭ ‬القانوني‭ ‬والإداري‭ ‬الرئيسي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الولاية‭ ‬القانونية‭ ‬والإدارية‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬جسم‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يمتلك‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬والبديهي،‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الانفصال‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ليكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الجسم‭ ‬الأكبر،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬توحيد‭ ‬الطرفين،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬فعليًا‭ ‬نسعى،‭ ‬والعالم‭ ‬معنا،‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬واحدة،‭ ‬تحت‭ ‬قانون‭ ‬واحد،‭ ‬بإدارة‭ ‬واحدة،‭ ‬وسلاح‭ ‬واحد،‭ ‬لضمان‭ ‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬واستقرارها‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬جدية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬السلاح،‭ ‬وهل‭ ‬ترصدون‭ ‬التزاما‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬انهاء‭ ‬الحرب؟

حماس‭ ‬صرحت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬محفل‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬فيما‭ ‬يُسمى‭ ‬بـ«اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬بندًا‭ ‬صريحًا‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬السلاح‭.‬

اليوم،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬مليًا‭ ‬في‭ ‬ماهية‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬لحماية‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭. ‬والأمل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬واضح‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسليم‭ ‬السلاح،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬مستقبل‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هي‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لقرار‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بالمصادقة‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬أراض‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬تعليقكم‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر؟

الضم‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬واضحة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬المستمرة‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتواصلة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬موقف‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ووجود‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإسرائيل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءاتها‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬تتحدى‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬وتعلن‭ ‬بأنها‭ ‬دولة‭ ‬توسعية‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وقد‭ ‬صرحت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بأنها‭ ‬تسعى‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المجاورة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬الأردن‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان،‭ ‬وحتى‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬كفلسطينيين،‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ولكن‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬رادع‭ ‬فعال‭ ‬يوقف‭ ‬هذه‭ ‬التوسعات‭ ‬والتصريحات‭ ‬التوسعية‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالموقف‭ ‬الأمريكي،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬بصراحة‭ ‬رفضه‭ ‬للضم،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرفض‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فالواقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وحدات‭ ‬استيطانية‭ ‬جديدة‭ ‬وتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬القائمة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الضم‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬واضحة‭ ‬تُظهر‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬التوسعية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حساب‭ ‬أو‭ ‬عقوبة‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الانقسام‭ ‬الفلسطيني؟

هناك‭ ‬محادثات‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬ودول‭ ‬متعددة،‭ ‬ونتابع‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬نأمل‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬لأنه‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬ونبني‭ ‬دولة‭ ‬ونواجه‭ ‬العالم‭ ‬فعلاً،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬موحدين‭ ‬في‭ ‬رؤيتنا‭ ‬ومشروعنا‭ ‬لماهية‭ ‬فلسطين‭ ‬وما‭ ‬نريد،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬موحدين‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬واحدة،‭ ‬وسلاح‭ ‬واحد،‭ ‬ونظام‭ ‬واحد،‭ ‬ودستور‭ ‬واحد‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬تعليقكم‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأردني‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬تجهيز‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالسلاح‭ ‬للقيام‭ ‬بمهامها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأردن‭ ‬ومصر‭ ‬لتدريب‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية؟

حقيقةً‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬سلامًا‭ ‬مستدامًا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتمكين‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬وبسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬والقيام‭ ‬بمهامها،‭ ‬فذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬إجراءات‭ ‬أمنية‭ ‬واضحة‭ ‬وهذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفذها‭ ‬أي‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أنفسهم‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬يأتي‭ ‬تمكين‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كخطوة‭ ‬أساسية‭ ‬نحن‭ ‬حالياً‭ ‬نقوم‭ ‬بتدريب‭ ‬كوادر‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تدريب‭ ‬أجهزة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأردن‭ ‬ومصر‭ ‬تقريبًا‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬متدرب‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى،‭ ‬وهناك‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانية‭ ‬تليها‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬بمقدور‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭.‬

هؤلاء‭ ‬المتدربون‭ ‬هم‭ ‬الأقرب‭ ‬لفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬المنطقة‭ ‬ومعرفة‭ ‬تركيب‭ ‬العائلات‭ ‬والقبائل،‭ ‬ولذلك‭ ‬هم‭ ‬الأنسب‭ ‬لتولي‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬اليها‭ ‬غزة‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬رأيكم‭ ‬في‭ ‬المطالبات‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مستقلة‭ ‬لمراقبة‭ ‬أي‭ ‬خروقات‭ ‬تتعلق‭ ‬باتفاق‭ ‬وقف‭ ‬النار؟

بالتأكيد،‭ ‬ونحن‭ ‬نطالب‭ ‬بذلك‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وأي‭ ‬اتفاقية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬وحثيثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المختصة،‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬متابعة‭ ‬اتفاقية‭ ‬أوسلو‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬فعال،‭ ‬ورصد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬لما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭. ‬

دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬انتهكت‭ ‬كل‭ ‬بند‭ ‬من‭ ‬بنود‭ ‬أوسلو‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬متابعة‭ ‬حقيقية‭ ‬ونية‭ ‬صادقة‭ ‬للمحاسبة‭ ‬وفرض‭ ‬إجراءات‭ ‬عقابية‭ ‬لكان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬منع‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬للأوضاع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬هي‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬بشأن‭ ‬خطة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهل‭ ‬تم‭ ‬تأمين‭ ‬أي‭ ‬منح‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬دولي‭ ‬لتنفيذها؟

خطة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬جاهزة‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وحظيت‭ ‬بموافقة‭ ‬منه‭ ‬وكذلك‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مصادقة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بأسره،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬اليوم‭ ‬الخطة‭ ‬مبنية‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭ ‬وقوي،‭ ‬وتشمل‭ ‬65‭ ‬برنامجًا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مشروع‭ ‬تغطي‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬القطاع‭ ‬وبدء‭ ‬عملية‭ ‬التعافي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الإعمار‭ ‬الكامل‭ ‬وتبلغ‭ ‬تكلفة‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬اليوم‭ ‬تقريبًا‭ ‬67‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬بحسب‭ ‬التقديرات‭.‬

من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يُعقد‭ ‬قريبًا‭ ‬مؤتمر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬لمؤتمر‭ ‬المانحين‭ ‬ونسعى‭ ‬لأن‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬لتوضح‭ ‬مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬المطروحة‭. ‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مهم‭ ‬جدًا،‭ ‬لأنه‭ ‬مسؤولية‭ ‬عالمية‭ ‬وليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬فلسطينية‭ ‬فقط،‭ ‬العالم‭ ‬شهد‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يعانيه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬هناك‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية‭ ‬لإعطاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فرصة‭ ‬لأمل‭ ‬المستقبل‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتقدم‭ ‬هذا‭ ‬الأمل‭ ‬فإن‭ ‬سلسلة‭ ‬العنف‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭.‬

اليوم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يعد‭ ‬شعبا‭ ‬مكلوما‭ ‬وضحية‭ ‬لكنه‭ ‬يمتلك‭ ‬إرادة‭ ‬وصلابة‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬شبابنا‭ ‬ما‭ ‬عشناه‭ ‬بل‭ ‬نسعى‭ ‬لهم‭ ‬لمستقبل‭ ‬كريم‭ ‬وهذه‭ ‬الكرامة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬فلسطينية‭ ‬ودعم‭ ‬دولي‭ ‬مستمر‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا