في تصريح تحليلي خص به «أخبار الخليج الرياضي»، قدّم المدرب الوطني والمحاضر القاري عصام عبدالله قراءة شاملة لبطولة كأس السوبر البحريني لكرة اليد، التي توّج فيها فريق النجمة باللقب بعد فوزه المثير على منافسه وغريمه التقليدي الأهلي، مشيرًا إلى أن النسخة الحالية تُعد من أفضل نسخ البطولة على الإطلاق من حيث التنظيم والمستوى الفني والاهتمام الإعلامي.
بطولة مميزة
أكد عصام عبدالله أن نظام المربع الذهبي الذي اعتمد للموسم الثاني على التوالي أضفى طابعًا تنافسيًا مختلفًا على البطولة، موضحًا أن النظام القديم كان يقتصر على مواجهة بطل الدوري مع بطل الكأس، ثم يختار الفريق اللعب في السوبر البحريني السعودي أو البحريني الإماراتي.
وأضاف أن البطولة هذا الموسم حظيت بزخم إعلامي واسع، من خلال النقل التلفزيوني عبر قناة البحرين الرياضية والتغطية الصحفية المكثفة، إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير الذي أعطى المباريات طابعًا حماسيًا وساهم في رفع المستوى الفني، لافتًا إلى أن المستوى العام للسوبر كان أفضل من مباريات الدوري.
وأشار إلى أن توقيت إقامة البطولة جاء موفقًا، موضحًا أن رغم اختلاف الآراء حول موعد السوبر، رأى أن إقامته بعد مرور ست جولات من الدوري أسهمت في جاهزية الفرق فنيًا وبدنيًا، وهو ما انعكس على جودة المباريات، مضيفًا أن وجود المدرب السويدي روبت هيدين في المدرجات ومتابعته للمباريات الأربع منح الجهاز الفني للمنتخب فرصة مثالية لاختيار العناصر الأنسب.
النجمة والشباب
تطرق عصام عبدالله إلى مباراة النجمة والشباب التي انتهت بتعادل الفريقين (33-33) قبل أن تحسمها رميات الجزاء لصالح النجمة (35-33)، مؤكدًا أن المواجهة جاءت من أقوى لقاءات الموسم.
وأوضح أن فريق الشباب كان الطرف الأفضل في أغلب فترات المباراة، لكن النجمة أظهر شخصية البطل في الثلث الأخير وتمكن من قلب النتيجة قبل أن يعود الشباب ويفرض التعادل.
وقال عبدالله: مدرب النجمة السيد علي الفلاحي وفق في اختيار منفذي الرميات الجزائية، في حين لم يوفق مدرب الشباب أحمد المدوب في اختياراته الأولى، وهو ما رجح كفة النجمة.
وأشار إلى أن اللقاء تميز بالسرعة والندية، مؤكدًا أن الشباب قدّم أداءً هجوميًا قويًا، وفاجأ الجميع بعودة اللاعب نادر سامي إلى مركز الدائرة، وهو المركز الذي عانى منه الفريق منذ بداية الموسم، معتبرًا أن نتيجة التعادل كانت عادلة قبل أن تبتسم الحظوظ للنجمة في رميات الترجيح.
الأهلي والدير
وعن مواجهة الأهلي والدير، أشار عصام عبدالله إلى أن المباراة بدأت بسيطرة شبه مطلقة للأهلي خلال أول 20 دقيقة، إذ تقدم بفارق تجاوز عشرة أهداف وسط غياب تام من لاعبي الدير، موضحًا أن الأهلي كان قادرًا على توسيع الفارق لولا إضاعة بعض الفرص المحققة.
وبيّن أن الدير تحسّن تدريجيًا مع منتصف الشوط الأول وتمكّن من تقليص الفارق إلى خمسة أهداف، وظهر بشكل أفضل في الشوط الثاني مستفيدًا من تراجع الأهلي بدافع الاطمئنان للنتيجة.
وقال عبدالله: الدير يعاني دائمًا من مشكلة البداية البطيئة، في حين أن الأهلي استحق الفوز بناءً على أدائه في المجمل، مؤكدًا أن المباراة كشفت عن إمكانيات فنية جيدة لدى الفريقين رغم تفاوت الأداء.
النهائي الكبير
أما عن المباراة النهائية بين النجمة والأهلي، فوصفها عصام عبدالله بأنها أقوى مباراة هذا الموسم من حيث المستوى الفني والإثارة، مشيرًا إلى أنه توقع أن تحسم بفارق هدف أو أن تنتهي بالتعادل، وهو ما تحقق فعلاً.
وأوضح أن النجمة تأثر بغياب محمد حبيب في الجانب الدفاعي أكثر من الهجومي، إلا أن المدرب «الفلاحي» نجح في تعديل أسلوب اللعب إلى دفاع (5-1) مع تألق الحارس محمد عبدالحسين، الذي عوّض غياب حسن مدن من خلال إشراك السيد علي باسم، إضافة إلى تميز علي عبدالكريم في مركز الدائرة الذي يتوقع أن يكون من أفضل اللاعبين في مركزه في المستقبل.
وبين عبدالله أن الأهلي كان الطرف الأفضل في الشوط الأول من حيث الانضباط الفني والفعالية الهجومية، لكنه تراجع نسبيًا في الثاني بسبب الضغط العصبي بين الفريقين. وأضاف أن النجم النجماوي حسين محفوظ قدّم مباراة مميزة، بينما حسمت بعض التفاصيل الصغيرة نتيجة اللقاء، ومن بينها الخطأ الفني الذي ارتكبه علي عيد في الثواني الأخيرة، مؤكدًا أن قرار الحكام بطرده بالبطاقة الحمراء كان صحيحًا بشهادة الجميع.
وأشار إلى أن النجمة خرج بمكاسب كبيرة من هذه البطولة، أبرزها بروز عناصر جديدة وتألق الجناحين عادل محمد وعلي فؤاد، اللذين شكّلا إضافة قوية للفريق.
إشادة مستحقة
وفي ختام حديثه أشاد عصام عبدالله بالمستوى العالي الذي قدّمه المدربون الأربعة المشاركون في البطولة، مؤكدًا أن ذلك يعكس كفاءة المدربين البحرينيين وقدرتهم على ترك بصمة واضحة في أي فريق يتولون قيادته.
كما أثنى على الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ المدرجات في جميع المباريات، معتبرًا أن ذلك أعاد الزمن الجميل لكرة اليد البحرينية ومنح البطولة أجواءً استثنائية من الحماس.
وختم عبدالله تصريحه بالتأكيد على أن بطولة السوبر هي باكورة الألقاب المحلية، وأن المستوى الذي ظهرت به يُعد مؤشرًا قويًا لما ستكون عليه بطولتا الدوري والكأس هذا الموسم من منافسة شرسة وتنظيم مميز يليق بسمعة كرة اليد البحرينية.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك