رام الله - (وكالات الأنباء): أفادت تقارير إعلامية بأن مستوطنين إسرائيليين أضرموا، فجر أمس الجمعة، النار في عدد من مركبات الفلسطينيين في بلدة دير دبوان، الواقعة شرق مدينة رام الله.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها: إن مجموعة من المستوطنين هاجمت منطقة التل في البلدة، وقامت بإشعال النيران في عدة مركبات كانت متوقفة أمام منازل فلسطينيين. وأضافت أن ذلك «أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة».
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين، وسط مطالبات فلسطينية بتوفير الحماية للسكان المدنيين وممتلكاتهم.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنتقدان بشدة هجمات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وفرضا عقوبات على مستوطنين متطرفين وثلاث منظمات بسبب انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية إلى جانب 3 ملايين فلسطيني.
وفي حين يحاول الوسطاء تعزيز وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، يقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة: إن أعمال العنف المكثفة التي يشنها مستوطنون إسرائيليون وتستهدف موسم حصاد الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة استمرت من دون هوادة.
وتروي المواطنة الفلسطينية عفاف أبو عليا من الضفة الغربية: انها استيقظت في وقت مبكر من يوم 19 أكتوبر الجاري للانضمام إلى أحفادها الذين يجمعون محصول الزيتون بالقرب من قرية ترمسعيا في الضفة الغربية، لكنها سمعت فجأة صوت امرأة تصرخ «مستوطنين. مستوطنين».
ومن بين الأشجار خرج ملثمون وضرب أحدهم عفاف البالغة من العمر 55 عاما على رأسها بهراوة، بحسب ما قالت السيدة وأكده مقطع فيديو تحققت منه رويترز يظهر الهجوم. وقالت عفاف لرويترز يوم الأربعاء الماضي بينما كانت عينها اليمنى مصابة بكدمات جراء الاعتداء: «ارتميت عالأرض... وبعدين ما شفتش حاجة».
ومنذ بدء موسم الحصاد في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، وقع ما لا يقل عن 158 هجوما في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وفقا لأرقام نشرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية. وقال أجيث سونجاي مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن هناك زيادة بنسبة 13 بالمائة في هجمات المستوطنين في الأسبوعين الأولين من موسم حصاد عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها في 2024.
ويقول ناشطون ومزارعون: إن العنف اشتد منذ الهجمات التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتي أشعلت فتيل الحرب في غزة قبل عامين. ويضيفون أن المستوطنين يستهدفون أشجار الزيتون لأن الفلسطينيين يعتبرونها رمزا لارتباطهم بأرضهم. ويقول الناشط الفلسطيني أدهم الربيعة: إن شجرة الزيتون رمز للصمود الفلسطيني. وقال سونجاي: إن المستوطنين أحرقوا هذا الموسم عددا من البساتين، وقطعوا أشجار زيتون بالمناشير، ودمروا منازل وبنية تحتية زراعية. ويعد الزيتون عصب قطاع الزراعة الفلسطيني. وتقول وزارة الزراعة التابعة للسلطة الفلسطينية: إنه يسهم بنحو ثمانية بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر أكثر من 60 ألف وظيفة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك