شهد اليوم الأول من منافسات دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب «البحرين 2025» انطلاقة قوية اتسمت بحماس كبير وارتفاع نسق المنافسة بين الوفود الآسيوية، حيث بدأت المنتخبات في حصد أولى الميداليات ضمن 15 منافسة رياضية أقيمت على مدار اليوم، في عدد من المواقع الرياضية المنتشرة حول مملكة البحرين، وسط أجواء تنظيمية متميزة وتجهيزات متكاملة تعكس جاهزية المملكة لاستضافة هذا الحدث القاري الكبير الذي يُقام تحت الرعاية الملكية السامية للحدث الآسيوي.
وأفرز اليوم الافتتاحي نتائج مثيرة عكست قوة المستوى الفني للبطولة واتساع رقعة المنافسة بين الدول المشاركة، إذ تصدرت الصين جدول الميداليات بإجمالي 18 ميدالية (7 ذهبية، 10 فضية، 1 برونزية)، بعد تألقها اللافت في ألعاب القوى، والتايكوندو والتك بول والتراياثلون، مؤكدة استمرار تفوقها القاري في تنوع الألعاب الفردية والسرعة في حسم النهائيات، وجاءت تايلاند ثانية برصيد 10 ميداليات (6 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية) بفضل تفوقها في الكابادي والمواي تاي والتراياثلون، بينما واصلت أوزبكستان أداءها القوي في الكوراش والبنشاك سيلات وألعاب القوى لتحتل المركز الثاني مناصفة مع تايلاند بـ 10 ميداليات (6 ذهبية، 2 فضية، 2 برونزية).
أما إيران فحلت رابعة برصيد 13 ميدالية، حيث برزت بشكل خاص في التايكوندو والكابادي، في حين جاءت الهند خامسة بـ 10 ميداليات نتيجة تألقها في ألعاب القوى والكابادي والكوراش، في الوقت الذي حقق فيه المنتخب العراقي إنجازًا مميزًا بحصده ذهبية وفضيتين من منافسات التك بول ليحل في المركز السادس.
ومع ختام اليوم الأول، يتجدد الحماس في اليوم الثاني الذي يشهد زخمًا واسعًا في المنافسات عبر 13 رياضة جديدة تتوزع على مختلف المواقع الرياضية في المملكة، حيث يمثل سباق الدراجات الهوائية الحدث المميز اليوم والذي يقام صباحاً على مسار ناصر بن حمد للدراجات، لتواصل البحرين استقبال أكبر تجمع شبابي آسيوي في تاريخها، وتشمل رياضات اليوم الثاني كرة السلة 3×3، ألعاب القوى، الكرة الطائرة الشاطئية، الملاكمة، كرة الصالات (الفوتسال)، الغولف، كرة اليد، الفنون القتالية المختلطة، المواي تاي، القفز الاستعراضي للفروسية، التايكوندو، والكرة الطائرة.
أما مركز البحرين العالمي للمعارض فيُعد يوم أمس من أكثر المواقع نشاطًا، حيث احتضن منافسات الملاكمة والمواي تاي والفنون القتالية المختلطة (MMA) بمشاركة واسعة من المنتخبات الآسيوية، وسط أجواء جماهيرية حماسية.
فيما مازلت الكرة الطائرة الشاطئية التي تقام في سما بي تستقطب حضورا جماهيريا كبيرا مع دخول منافستها مراحل الحسم، وتحتضن النادي الملكي للغولف منافسات الغولف لليوم الثاني على التوالي، بينما تختتم اليوم مسابقات القفز الاستعراضي للفروسية بمشاركة نخبة من الفرسان الصاعدين من مختلف الدول.
وتُظهر مملكة البحرين جاهزية تنظيمية متكاملة على مختلف المستويات، إذ جاءت جميع المواقع الرياضية مجهزة بأحدث التقنيات والأنظمة لتسهيل إدارة المنافسات وضمان انسيابية الحركة بين الرياضيين والوفود، إلى جانب كفاءة الفرق الميدانية والكوادر التطوعية. وقد نالت المملكة إشادات واسعة من اللجان الأولمبية والوفود الآسيوية المشاركة، التي عبّرت عن إعجابها بالبنية التحتية الحديثة، والدقة في الجداول الزمنية، وجودة الخدمات اللوجستية المقدمة للرياضيين.
ومن الناحية التقنية، ساهم التطبيق الرسمي «Bahrain 2025» في توفير تجربة رقمية متقدمة للمتابعين والإعلاميين، إذ يتيح متابعة لحظية للنتائج والترتيبات والميداليات، إلى جانب الجداول المحدثة للفعاليات والمواقع.
400 إعلامي يغطون الحدث
وفي الجانب الإعلامي، تشهد الدورة حضورًا قياسيًا لأكثر من 400 إعلامي محلي ودولي يمثلون مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والرقمية من دول آسيا والعالم، وقد وفّرت اللجنة التنفيذية للدورة مراكز إعلامية متطورة في مدينة عيسى الرياضية ومركز البحرين العالمي للمعارض مزوّدة بكل الخدمات المطلوبة وأماكن مخصصة للمقابلات والتصوير، كما تم تخصيص نقاط نقل مباشر وتغطية آنية للفعاليات من على قنوات تلفزيون البحرين، بما يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به الدورة.
ويؤدي الإعلاميون دورًا بارزًا في نقل الصورة المشرقة لمملكة البحرين، من خلال تغطية إنجازات الرياضيين وإبراز الجهود التنظيمية والتطوعية التي تُسهم في إنجاح الحدث، بما يعزز من مكانة المملكة على الصعيدين الآسيوي والدولي. وقد حرصت اللجنة المنظمة على تسهيل جميع متطلبات العمل الإعلامي وتوفير مسارات مخصصة للمصورين لتغطية المنافسات من زوايا مميزة تعكس روح البطولة وحماس الشباب الآسيوي.
وشهدت مختلف المواقع الرياضية في اليوم الأول حضورًا جماهيريًا لافتًا من العائلات البحرينية والمقيمين والجاليات الآسيوية التي امتلأت بها المدرجات، في مشهد يجسد تفاعل المجتمع مع الحدث وحرصه على مؤازرة الرياضيين. وقد تميّزت الأجواء بالحيوية والفرح، وسط عروض ترفيهية وموسيقية مصاحبة جذبت الجمهور إلى مواقع الفعاليات. وأبدى الزوار إعجابهم بالتنظيم الدقيق وسهولة الوصول إلى المنشآت، مؤكدين أن الدورة تمثل فرصة مثالية لتعزيز السياحة الرياضية في البحرين وإبراز الوجه الحضاري للمملكة أمام القارة الآسيوية.
ومع استمرار المنافسات واتساع نطاق المشاركة، تمضي دورة الألعاب الآسيوية للشباب «البحرين 2025» بثقة نحو تقديم نسخة تاريخية تُجسد رؤية القيادة الرشيدة، وجهود سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في دعم الحركة الرياضية البحرينية ورفع شأنها إقليميًا وقاريًا، لتبقى البحرين نموذجًا متميزًا في التنظيم، والتنوع، والإبداع الرياضي الآسيوي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك