في مشهد يعيد رسم خريطة السياسة السورية وصل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى موسكو، حيث استُقبل رسميًا في الكرملين من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة تحمل رمزية لافتة، كونها تجمع بين عدوين سابقين تحوّلا إلى شركاء في مرحلة ما بعد الحرب.
فمن كان يومًا هدفًا لطائرات السوخوي الروسية في معارك إدلب بات اليوم ضيفًا مكرّمًا في القصر الرئاسي الروسي، في مفارقة تختصر تبدّل موازين القوى وتقلّب التحالفات في المنطقة.
أما بشار الأسد، الذي حكم سوريا أكثر من عقدين بقبضة من حديد، فيعيش اليوم في الظل داخل روسيا، بعد أن فقد سلطته ونفوذه، ليغدو مثالًا على نهاية مرحلة وبداية أخرى.
اللقاء بين الشرع وبوتين، وفق مراقبين، حمل رسالة أوضح من كل التصريحات: لا ثوابت في السياسة، والمصالح هي التي ترسم خطوط المستقبل.
فمن انحاز إلى شعبه نال المشروعية الدولية، ومن قصف شعبه بالبراميل انتهى إلى العزلة والنسيان.
ومن خنادق إدلب إلى قصور موسكو، يدور الزمن دورته ليؤكد أن السياسة لا تعرف أصدقاء دائمين ولا خصوماً أبديين، بل فقط من يتقن فن البقاء في الصدارة حين تتبدّل الرياح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك