انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، رئيس اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب الآسيوية للشباب 2025، لتجهيز المنشآت الرياضية بما يتناسب مع الرعاية الملكية السامية التي تحظى بها الدورة، ومع سمعة ومكانة مملكة البحرين كوجهة رياضية رائدة في القارة الآسيوية، عملت الهيئة العامة للرياضة على مدى الأشهر الماضية على تنفيذ خطة تطوير شاملة تهدف إلى الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية في جميع المنشآت والمرافق الرياضية استعداداً لاستضافة هذا الحدث القاري الكبير، الذي سيُقام خلال الفترة من 22 حتى 31 أكتوبر الجاري، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي ورياضية يمثلون 45 لجنة أولمبية آسيوية، يتنافسون في 26 رياضة تحت مظلة المجلس الأولمبي الآسيوي.
وحرص سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على إجراء زيارات ميدانية لمختلف المنشآت الرياضية من أجل الوقوف على ما تم إنجازه من اعمال تطويرية، وجاءت جهود الهيئة العامة للرياضة واللجنة التنفيذية للدورة تنفيذاً لتوجيهات سموه التي شددت على أن تكون النسخة البحرينية من دورة الألعاب الآسيوية للشباب نموذجاً تنظيمياً استثنائياً يعكس قدرات المملكة وإمكاناتها في استضافة البطولات القارية والدولية، ويعبر عن روح العمل الوطني الجماعي الذي تتبناه البحرين في ظل الرعاية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وقد وجه سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة إلى أن تكون كافة المنشآت والمرافق الرياضية مهيأة بأعلى مستويات الجودة، بما يواكب معايير المجلس الأولمبي الآسيوي، ويعكس التطور العمراني والرياضي الذي تشهده البحرين في السنوات الأخيرة.
ومن هذا المنطلق، كثفت الهيئة العامة للرياضة جهودها الميدانية عبر خطة وطنية متكاملة تضمنت تطوير البنية التحتية لمختلف المرافق والصالات والملاعب الرياضية، إلى جانب تجهيز المواقع الخدمية والإدارية الداعمة، بما يشمل غرف تبديل اللاعبين والحكام، والمرافق الطبية والإعلامية، وأنظمة الإضاءة والصوت، كما تم تحديث الأرضيات المعتمدة من الاتحادات الدولية لمختلف الألعاب، وتزويد المنشآت بأحدث أنظمة التكييف والسلامة والمعدات الرياضية الحديثة، بالإضافة إلى تطوير المرافق اللوجستية الداعمة مثل مواقف الحافلات وممرات الوصول.
وحرصت الهيئة على أن يتوافق كل عنصر من عناصر العمل مع أعلى المعايير الفنية المعتمدة دولياً، سواء في الملاعب المفتوحة أو الصالات المغلقة، وذلك لضمان تقديم تجربة رياضية متكاملة للرياضيين والجماهير والإعلاميين. وقد تولت فرق ميدانية متخصصة مهمة الإشراف على الأعمال في مختلف المواقع، حيث تم تقسيم خطة التنفيذ إلى مراحل تغطي جميع المنشآت المستضيفة للدورة وفق برنامج زمني دقيق، ما أسهم في تحقيق إنجازات ملموسة على مستوى الجاهزية الفنية والتنظيمية خلال فترة زمنية قياسية.
وتوزعت مواقع إقامة المنافسات على ثلاث مناطق رئيسية وعدد من المواقع الفرعية، ضمن خطة تشغيلية متكاملة أعدّتها الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع اللجنة التنظيمية العليا. ففي المنطقة الأولى الكائن في مدينة عيسى الرياضية، تُقام أبرز المنافسات في استاد البحرين الوطني الذي يحتضن مسابقات ألعاب القوى، إلى جانب صالات عيسى بن راشد متعددة الاستخدامات التي تستضيف الكرة الطائرة للشباب والشابات، كرة اليد، والكابادي. وقد تم تحديث هذه المنشآت بالكامل لتكون مطابقة لمواصفات الاتحادين الآسيوي والدولي من حيث المساحات والتجهيزات التقنية.
أما المنطقة الثانية المتمثلة في مركز البحرين الدولي للمعارض، فتعد القلب النابض للبطولة لما تضمه من منافسات متعددة تجمع بين الفنون القتالية والرياضات الفردية الحديثة، وتشمل التايكوندو، الجودو، الجوجيتسو، فنون القتال المختلطة، المواي تاي، والملاكمة، إضافة إلى ألعاب رفع الأثقال، تنس الطاولة، الرياضات الإلكترونية، والتيك بول، وقد عملت الهيئة العامة للرياضة بجانب اللجنة التنفيذية للدورة على تجهيز القاعات الكبرى في المركز بأرضيات احترافية معتمدة، وتركيب منصات تدريب مخصصة، وتزويد القاعات بأنظمة تحكيم إلكترونية وشاشات عرض متطورة تتيح بث النتائج لحظياً، إلى جانب تجهيز مناطق مخصصة للإحماء وغرف مهيأة لاستقبال الوفود والفرق الفنية.
أما المنطقة الرئيسية الثالثة الواقعة في مدينة خليفة الرياضية، فستستضيف منافسات السباحة في المسبح المجهز بأحدث أنظمة التوقيت والتحكيم المعتمدة من الاتحاد الدولي للسباحة، إلى جانب منافسات كرة القدم للصالات (فوتسال)، في حين تم تحديد العديد من المواقع الفرعية الأخرى مثل مجمع صالات أم الحصم الذي يستضيف منافسات كرة اليد والسلة 3×3، والنادي الملكي للغولف، كما تحتضن منطقة سما باي منافسات الكرة الطائرة الشاطئية والمصارعة الشاطئية، بينما تقام سباقات الدراجات الهوائية على مسار ناصر بن حمد، في حين تحتضن قرية القدرة بالصخير منافسات سباقات الهجن وسباقات الفروسية، إلى فندق السوفوتيل الذي ستنطلق منه منافسات التراياثلون.
ويأتي توزيع المواقع الرياضية بهذا الشكل ليمنح الدورة طابعاً وطنياً شاملاً، حيث تمتد المنافسات على امتداد محافظات المملكة، بما يتيح للجماهير البحرينية متابعة الفعاليات عن قرب، ويعكس جاهزية البنية التحتية الرياضية المتطورة التي أصبحت مفخرة للبحرين على مستوى المنطقة. كما يبرز هذا التوزيع التنوع الكبير في طبيعة الرياضات المستضافة، التي تجمع بين الألعاب الأولمبية التقليدية والرياضات الحديثة والتراثية، في صورة تعكس الأصالة والتجديد في آنٍ واحد.
ويُتوقع أن تشهد الدورة تنافساً كبيراً في مختلف المسابقات، خصوصاً في ألعاب القوى والسباحة التي ستوزع فيها أكبر عدد من الميداليات، كما ستشهد الدورة حضوراً جماهيرياً لافتاً، إلى جانب الإقبال الكبير المتوقع على منافسات الرياضات الإلكترونية التي تُدرج للمرة الأولى ضمن البرنامج الرسمي للدورة.
وبفضل التوجيهات السديدة والمتابعة الدقيقة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وبتنفيذ الهيئة العامة للرياضة وجهود اللجان العاملة، أصبحت مملكة البحرين في جاهزية تامة لاستقبال الحدث الرياضي الأكبر على مستوى القارة، حيث اكتملت جميع الاستعدادات الفنية والتنظيمية واللوجستية. وتمثل هذه الدورة بالنسبة الى البحرين محطة رياضية تاريخية تؤكد مكانتها كعاصمة آسيوية للرياضة الشابة، ومركزًا إقليميًا رائدًا لتنظيم البطولات القارية وفق أعلى المستويات من الاحترافية والتميز.
وبهذا الجهد الوطني المتكامل، تمضي المملكة بثقة نحو تقديم نسخة استثنائية من دورة الألعاب الآسيوية للشباب 2025، تكتب من خلالها صفحة جديدة في مسيرة الرياضة البحرينية، وتعكس الرعاية الملكية السامية والقيادة الرياضية الحكيمة التي جعلت من البحرين نموذجاً يحتذى به في التطوير الرياضي والتنظيم الإقليمي والدولي، لتؤكد أن شعارها في هذه الدورة هو : «البحرين.. تكتب مستقبل الرياضة الآسيوية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك