العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

متى يتعافى الحزب الديمقراطي من هزيمته الانتخابية؟

بقلم: د. جيمس زغبي

السبت ١١ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

ظل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬يركز‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬قاعدته‮»‬‭ (‬الناخبون‭ ‬الشباب،‭ ‬والسود،‭ ‬واللاتينيون،‭ ‬والآسيويون،‭ ‬والنساء‭ ‬المتعلمات‭).‬

وبالمقابل‭ ‬تخلى‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬من‭ ‬البيض‭ ‬لصالح‭ ‬الجمهوريين‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬والمحلية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬الغرب‭ ‬الأوسط‭ ‬ومنطقة‭ ‬وسط‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وعندما‭ ‬نتمعن‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2024،‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬استبعاد‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬من‭ ‬البيض،‭ ‬فإن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الآن‭ ‬معرضون‭ ‬لخطر‭ ‬فقدان‭ ‬أجزاء‭ ‬مما‭ ‬يعتبرونه‭ ‬دوائر‭ ‬انتخابية‭ ‬‮«‬أساسية‮»‬‭ ‬أيضًا‭.‬

وفي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬بين‭ ‬الانتخابات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2024،‭ ‬انخفضت‭ ‬نسبة‭ ‬الناخبين‭ ‬السود‭ ‬واللاتينيين‭ ‬والآسيويين‭ ‬الذين‭ ‬صوتوا‭ ‬للديمقراطيين‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬أنفق‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناخبين،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬يُعد‭ ‬مؤشرًا‭ ‬مقلقًا‭ ‬يجب‭ ‬معالجته‭.‬

يتعلق‭ ‬السؤال‭ ‬اليوم‭ ‬بالكيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬ففي‭ ‬العادة‭ ‬يركز‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬عادةً‭ ‬رسائلهم‭ ‬الحزبية‭ ‬والانتخابية‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬معينة‭ ‬تخص‭ ‬كل‭ ‬فئة،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬صحتها‭. ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بعض‭ ‬القلق‭ ‬والمخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬وحشية‭ ‬الشرطة‭ ‬تجاه‭ ‬الناخبين‭ ‬السود‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬لاتينية،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬إصلاح‭ ‬نظام‭ ‬الهجرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المسجلين‮»‬‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭. ‬وعندما‭ ‬يسعى‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الآسيويين،‭ ‬تتصدر‭ ‬مسائل‭ ‬التمييز‭ ‬والهجرة‭ ‬المشهد‭.‬

هناك‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭. ‬أولًا‭: ‬يتجاهل‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬التعقيدات‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭. ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬الآسيوية‭ ‬واللاتينية‭ ‬متعددة‭ ‬الأجيال،‭ ‬ينحدر‭ ‬بعض‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬مهاجرين‭ ‬وجودوا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬بينما‭ ‬يوجد‭ ‬وافدون‭ ‬آخرون‭ ‬حديثي‭ ‬العهد،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬بعضهم‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الاضطهاد‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬اللجوء‭.‬

هناك‭ ‬تنوع‭ ‬بشأن‭ ‬البلدان‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬ينحدر‭ ‬منها‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬قد‭ ‬ينحدر‭ ‬الأمريكيون‭ ‬الآسيويون‭ ‬من‭ ‬اليابان‭ ‬أو‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬باكستان‭ ‬أو‭ ‬الهند‭ ‬أو‭ ‬فيتنام،‭ ‬بينما‭ ‬قد‭ ‬ينحدر‭ ‬اللاتينيون‭ ‬من‭ ‬كوبا‭ ‬أو‭ ‬بورتوريكو‭ ‬أو‭ ‬جمهورية‭ ‬الدومينيكان‭ ‬أو‭ ‬أمريكا‭ ‬الوسطى‭ ‬أو‭ ‬الجنوبية‭.‬

لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أيضًا‭ ‬تصنيف‭ ‬المجتمع‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬قالب‭ ‬نمطي‭. ‬فهو‭ ‬أيضًا‭ ‬مجتمع‭ ‬متنوع،‭ ‬تختلف‭ ‬فيه‭ ‬الطبقات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬السود‭ ‬مهاجرون‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬أو‭ ‬الكاريبية‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬قبلتُ‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬إلي‭ ‬لإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬مؤتمرٍ‭ ‬للأمريكيين‭ ‬الآسيويين‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2026‭. ‬وبعد‭ ‬تفكيرٍ‭ ‬عميقٍ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬تعمّدتُ‭ ‬عدم‭ ‬إعداد‭ ‬خطابٍ‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأسيويين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬حصرًا‭.‬

تذكرتُ‭ ‬قصةً‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬رويتها‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬المرشحين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬واستضافه‭ ‬أمريكيون‭ ‬عرب‭. ‬فقد‭ ‬جاءني‭ ‬أحد‭ ‬المرشحين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنتدى‭ - ‬وكان‭ ‬متصدرًا‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬آنذاك‭ ‬‭ ‬وقال‭ ‬لي‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬ما‭ ‬سأفعله‭. ‬سأبدأ‭ ‬بمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬الوظائف‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتعليم‭. ‬ثم‭ ‬سأتحدث‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعكم‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‮»‬‭.‬

أجبتُه‭ ‬يومها‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬‮«‬مع‭ ‬كامل‭ ‬احترامي،‭ ‬سيدي،‭ ‬يحتاج‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬جيدة،‭ ‬وهم‭ ‬يمرضون،‭ ‬ويتقدمون‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬ويريدون‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬أطفالهم‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭. ‬هذه‭ ‬قضايانا‭. ‬وإذا‭ ‬كنتَ‭ ‬تقصد‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬قضايا‭ ‬مجتمعي‮»‬‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬فلسطين‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬فهذه‭ ‬قضايا‭ ‬تخص‭ ‬جميع‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬ولا‭ ‬تهم‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬فقط‮»‬‭.‬

ولذلك،‭ ‬قمت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بتوجيه‭ ‬ملاحظاتي‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الآسيوي‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إخبارهم‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الهجرة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬واجهناها،‭ ‬والنجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققناها‭.‬

ثم‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬نتشاركها‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المهاجرة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وتطرقت‭ ‬إلى‭ ‬تآكل‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬جلبها‭ ‬المهاجرون‭ ‬على‭ ‬تنوعهم‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬وأرجعت‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬التعصب‭ ‬والقمع‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭. ‬

اختتمت‭ ‬كلمتي‭ ‬بتذكيرهم‭ ‬بأن‭ ‬رسالة‭ ‬تمثال‭ ‬الحرية‭ ‬‭ ‬‮«‬أعطوني‭ ‬فقراءكم‭ ‬وتعبكم،‭ ‬جماهيركم‭ ‬المتعطشة‭ ‬للحرية‮»‬‭ ‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وعدًا‭ ‬سابقًا،‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬تحديًا‭. ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬سنواجهه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026‭.‬

أما‭ ‬المسألة‭ ‬التي‭ ‬كنتُ‭ ‬أطرحها‭ ‬آنذاك،‭ ‬وما‭ ‬زلتُ‭ ‬أتطرق‭ ‬إليها‭ ‬الآن،‭ ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يفهمها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الديمقراطيين‭. ‬قد‭ ‬يحظى‭ ‬المرشحون‭ ‬بتصفيق‭ ‬المجموعات‭ ‬بمجرد‭ ‬ملامستهم‭ ‬لقضاياهم‭ ‬‮«‬الحساسة‮»‬‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬هو‭ ‬قدرة‭ ‬المرشح‭ ‬والحزب‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬موضوع‭ ‬شامل‭ ‬وبسيط‭ ‬يتردد‭ ‬صداه‭ ‬لدى‭ ‬الناخبين‭ ‬عبر‭ ‬ثنايا‭ ‬الخطوط‭ ‬العنصرية‭ ‬والإثنية‭ ‬والإقليمية‭.‬

ولطالما‭ ‬كان‭ ‬الجمهوريون‭ ‬أكثر‭ ‬براعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬خلال‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬الأسبق‭ ‬رونالد‭ ‬ريغان،‭ ‬لو‭ ‬سألتَ‭ ‬جمهوريًا‭ ‬عن‭ ‬مبادئه،‭ ‬لأجاب‭: ‬‮«‬حكومة‭ ‬أصغر،‭ ‬ضرائب‭ ‬أقل‮»‬‭.‬

ولكن‭ ‬إذا‭ ‬سألت‭ ‬ديمقراطيا‭ ‬عما‭ ‬يمثله،‭ ‬فسوف‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬‭ ‬شيء‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬المسن‭ ‬الذي‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬السلام‭ ‬ويضع‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬عشرات‭ ‬الأزرار‭ ‬‭ ‬ويترك‭ ‬لك‭ ‬مؤونة‭ ‬معرفة‭ ‬الموضوع‭ ‬الرابط‭ ‬بينها‭.‬

لقد‭ ‬ابتعد‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬شعار‭ ‬ريغان،‭ ‬واستبدله‭ ‬بشعاره‭ ‬الخاص‭: ‬‮«‬لنجعل‭ ‬أمريكا‭ ‬عظيمة‭ ‬مجددًا‮»‬‭. ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬قضايا‭ ‬متعددة‭ ‬ومستويات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬المعاني‭: ‬الحمائية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ومعاداة‭ ‬الهجرة،‭ ‬والانفصال‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التشابكات‮»‬‭ ‬الخارجية،‭ ‬ورفض‭ ‬التغيير‭ ‬الثقافي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬القيم‭ ‬التقليدية‮»‬‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬التعصب‭ ‬والنفاق،‭ ‬ومصيره‭ ‬الفشل،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬على‭ ‬علاته‭ ‬يلقى‭ ‬صدى‭ ‬واسعا‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬بل‭ ‬ويُلهمهم‭.‬

لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬لم‭ ‬يطوروا‭ ‬‮«‬شعارات‮»‬‭ ‬جذابة‭ ‬تلتقط‭ ‬جوهر‭ ‬رسالتهم‭ ‬في‭ ‬عبارة‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬تربط‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الدائرة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

كان‭ ‬فرانكلين‭ ‬روزفلت‭ ‬صاحب‭ ‬‮«‬الصفقة‭ ‬الجديدة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬سعى‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬النزاهة‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬‮«‬يبني‭ ‬جسرًا‭ ‬للقرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‮»‬‭. ‬أما‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬فكانت‭ ‬كلمته‭ ‬الوحيدة‭: ‬‮«‬الأمل‮»‬‭.‬

أما‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬على‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬اليوم‭ ‬فهو‭ ‬الآتي‭: ‬كيف‭ ‬ستجيبون‭ ‬عندما‭ ‬تُسألون‭: ‬‮«‬ما‭ ‬هدفكم؟‮»‬‭ ‬هل‭ ‬سيكونون‭ ‬كالرجل‭ ‬العجوز‭ ‬الذي‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أزراره،‭ ‬أم‭ ‬كمرشحٍ‭ ‬مُوجّهٍ‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬مستشارين‭ ‬يُركّز‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬كل‭ ‬فئة؟‭ ‬إنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬تُخاطب‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬الانتخابية‭ ‬وتُلهمهم‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا