المشاركة نقلة نوعية للمرأة الرياضية
إنجاز تحكيمي يرفع اسم المملكة
الخبرة التحكيمية تخدمني إداريا
في إنجاز جديد يضاف إلى مسيرة الرياضة البحرينية، وضمن مكاسبها المتنامية على الصعيد القاري، تم اختيار الحكم الدولي ابتسام عبد الوهاب للمشاركة في إدارة منافسات دورة الألعاب الآسيوية للشباب تحت 18 عاماً، التي تستضيفها مملكة البحرين خلال شهر أكتوبر المقبل، فيما وقع الاختيار على الحكم وديعة عادل لتتولى مهمة مديرة منتخب السيدات المشارك في البطولة. ويعكس هذا التقدير المكانة التي وصلت إليها الكوادر البحرينية النسائية في المشهد الرياضي الآسيوي، وما تتمتع به من كفاءة وجدارة في مختلف المواقع.
حرص الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» على حوار صاحبتي الإنجازين التحكيمي والإداري، لنعرف من قرب ماذا يشكل لهما؟ وكيف سينعكس على طموحهما؟
*ماذا يعني لك على الصعيد الشخصي اختيارك ضمن طاقم تحكيم منافسات دورة الألعاب الآسيوية للشباب تحت 18 سنة؟
ابتسام: أشعر بسعادة غامرة لاختياري ضمن طاقم تحكيم منافسات دورة الألعاب الآسيوية للشباب، فهو شرف كبير ومسؤولية مضاعفة في الوقت ذاته، هذا الاختيار يعكس ثقة الاتحاد ولجنة الحكام في قدراتي، ويمثل فرصة لأُقدم صورة مشرفة عن المرأة البحرينية في المحافل القارية والدولية.
*كيف استقبلت خبر اختيارك مديرة لمنتخب السيدات تحت 18 عاما في دورة الألعاب الآسيوية للشباب؟
وديعة: تلقيت خبر تعييني من رئيس اللجنة النسائية السيد علي، وهذا ينم عن ثقة كبيرة من الاتحاد البحريني للكرة الطائرة، ومن رئيس الاتحاد ورئيس اللجنة النسائية أيضا، وبطبيعة الحال منحني هذا الاختيار سعادة غامرة واعتبرتها فرصة مميزة لأخدم من خلالها بلدي، وأسعى إلى أن أكون على قدر هذه الثقة الغالية.
*كونك أول سيدة بحرينية تشارك في تحكيم حدث قاري بهذا الحجم، كيف تنظرين إلى هذه الخطوة بالنسبة لمسيرة المرأة الرياضية البحرينية؟
ابتسام: كوني أول سيدة بحرينية تشارك في تحكيم حدث قاري بهذا الحجم، أعتبرها خطوة فارقة في مسيرتي ومسيرة المرأة البحرينية عموما، هذه المشاركة تؤكد أن المرأة البحرينية قادرة على التميز والوصول إلى أعلى المستويات متى ما توفرت لها الفرصة والدعم.
*ما الذي يمثله لك هذا التكليف على الصعيدين الشخصي والمهني كخطوة جديدة في مسيرتك الرياضية؟
وديعة: مهنيا، أعتبرها خطوة محورية في مسيرتي الرياضية، وفرصة لأتعلم وأضيف المزيد إلى خبرتي، أما على الصعيد الشخصي فتمثل مصدر فخر كبير لي، خاصة أن الاتحاد منحني هذه الثقة التي أعتز بها كثيرا.
*ما أبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك التحكيمية حتى الوصول إلى هذه المكانة الدولية؟
ابتسام: أبرز التحديات التي واجهتني كانت في إثبات الذات داخل مجال يطغى عليه الرجال، إضافة إلى التوفيق بين مسؤولياتي العملية والشخصية ومسيرتي في التحكيم، كما أن الوصول إلى المستوى الدولي يتطلب جهدا مضاعفا، من خلال المشاركة المستمرة في البطولات واكتساب الخبرات عبر الاحتكاك الخارجي.
*اعتدنا أن نراك في ساحة التحكيم، كيف ترين الانتقال إلى الجانب الإداري هذه المرة؟
وديعة: وجودي سنوات في ساحة التحكيم جعلني قريبة من أجواء المباريات وتفاصيلها، لكن الجانب الإداري تجربة مختلفة كليا، إذ يتطلب رؤية أوسع ومسؤوليات تنظيمية أكبر، كما أنه يتيح لي المساهمة في تطوير اللعبة من زاوية أخرى، عبر دعم اللاعبات وتوفير البيئة المثالية لهن.
*كيف تقيمين الدعم الذي حصلتِ عليه من الاتحاد البحريني للكرة الطائرة والجهات الرياضية في المملكة؟
ابتسام: وجدت دعما كبيرا من الاتحاد البحريني للكرة الطائرة والجهات الرياضية، وهو دعم ملموس أسهم في تهيئة البيئة المناسبة للتطور، هذا الاهتمام منحني دافعا إضافيا، وأشعرني أنني لست وحدي في هذه المسيرة بل خلفي منظومة متكاملة تؤمن بقدراتي وقدرات زميلاتي الحكمات أيضا.
*برأيك، ما أبرز التحديات التي تنتظرك في إدارة منتخب وطني فتي يشارك في محفل قاري بهذا الحجم؟
وديعة: أكبر التحديات تكمن في حداثة أعمار اللاعبات وقلة خبرتهن على الصعيد القاري، وهذا يستدعي جهدا مضاعفا في الإعداد النفسي والذهني تحديدا. فضلا أن غرس روح الفريق والانضباط والثقة بالنفس يمثل مسؤولية أساسية، حتى يظهر المنتخب بصورة مشرفة تليق باسم المملكة.
*ما الفارق بين التحكيم على المستوى المحلي والدولي، وكيف استعددتِ للتعامل مع ضغوط بطولة آسيوية كبرى؟
ابتسام: التحكيم المحلي يوفر أرضية وخبرة مهمة، لكن التحكيم الدولي يضع الحكم أمام تحديات أكبر، أبرزها تنوع المدارس الآسيوية واختلاف مستويات المنتخبات، استعددت لهذه التجربة من خلال تكثيف الاطلاع على القانون ومستجداته، إلى جانب تعزيز الجاهزية الذهنية للتعامل مع ضغوط البطولات الكبرى.
*كيف يمكن أن تسهم خبرتك في التحكيم بخدمة مهمتك الجديدة كمديرة للمنتخب؟
وديعة: التحكيم منحني الانضباط والدقة، وزودني بفهم عميق لقوانين اللعبة، وأسعى إلى توظيف هذه الخبرة في الإدارة، سواء في تنظيم المنتخب أو في مساعدة اللاعبات على استيعاب الجوانب الفنية بشكل أوضح.
*من وجهة نظرك، ما الذي يميز الحكم الناجح عن غيره، خاصة في لعبة تتسم بالسرعة والدقة مثل الكرة الطائرة؟
ابتسام: الحكم الناجح هو من يمتلك سرعة البديهة والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح في أجزاء من الثانية، مع التحلي بالحياد والثبات الانفعالي، وفي لعبة مثل الكرة الطائرة، إذ إن السرعة والدقة عنصران أساسيان، فإن التركيز العالي والدقة في الملاحظة يعدان من أهم مقومات النجاح.
*ما خططك لدعم اللاعبات الشابات نفسيا وبدنيا قبل وأثناء المنافسات؟
وديعة: الجانب النفسي سيكون محوريا، وسنركز على الجلسات التحفيزية وغرس الثقة في قدرات اللاعبات، مع توضيح أن الضغط جزء طبيعي من أي منافسة كبرى. أما بدنيا، فقد أعددنا مع الجهاز الفني برنامجا متدرجا يتناسب مع الفترة القصيرة المتاحة، مع الحرص في الوقت نفسه على المتابعة الدقيقة للراحة والتغذية والنوم، حفاظا على جاهزية اللاعبات طوال البطولة.
*هل لديك طقوس أو استعدادات خاصة قبل دخول المباريات الكبيرة لإدارة اللقاءات بثبات وهدوء؟
ابتسام :قبل المباريات الكبيرة أحرص على الحصول على قسط وافر من الراحة والهدوء الذهني، وأخصص وقتاً لمتابعة بعض المباريات الدولية بهدف تعزيز التركيز والاستعداد الذهني لإدارة اللقاء بثبات وهدوء.
*كونك أول سيدة بحرينية تتولى هذا الدور في بطولة آسيوية للشباب، ماذا تقولين عن رمزية هذا الإنجاز للرياضة النسائية في البحرين؟
وديعة: أشعر بفخر واعتزاز كبيرين كوني أول سيدة بحرينية تتولى هذا الدور في بطولة آسيوية، ويشكل إنجازا رمزيا للرياضة النسائية في البحرين، ودليلا على قدرة المرأة البحرينية على الحضور الفاعل في مختلف المواقع الرياضية، وأتمنى أن يكون هذا الإنجاز دافعا لفتح الطريق أمام مزيد من السيدات لخوض تجارب مماثلة.
*ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها للفتيات البحرينيات الطامحات إلى خوض مجال التحكيم الرياضي؟
ابتسام: رسالتي لكل فتاة بحرينية تطمح لدخول مجال التحكيم: لا تترددن، هذا المجال يحتاج إلى شغف وعزيمة، وإذا امتلكتن الإرادة فسوف تصلن بعيدا، المرأة البحرينية أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، والتحكيم الرياضي باب آخر يستحق طرقه بقوة.
*إلى أي مدى ترين أن هذا التكليف قد يفتح الباب أمام كوادر نسائية أخرى لتولي أدوار قيادية في المنتخبات الوطنية؟
وديعة: أرى أن هذا التكليف رسالة ثقة موجهة إلى كل الكوادر النسائية في البحرين، وليس مقتصر علي شخصيا، بل فرصة لتأكيد أن المرأة قادرة على تولي أدوار قيادية في المنتخبات الوطنية، مما يشجع أخريات على خوض غمار هذه التجربة لتأكيد القدرة.
*بعد هذه المشاركة القارية، ما طموحاتك المستقبلية على صعيد التحكيم الدولي؟ هل تفكرين في الأولمبياد مثلا؟
ابتسام: الأولمبياد هو حلم كل حكم، وبطبيعة الحال هو من بين طموحاتي المستقبلية. لكن هدفي الحالي هو الوصول إلى العالمية، وأن أكون ضمن الحكام المميزين على مستوى الاتحاد الدولي.
*ما رسالتك للاعبات المنتخب المقبلات على المشاركة في أول دورة آسيوية للشباب على أرض البحرين؟
وديعة: رسالتي للاعبات أن هذه المشاركة تمثل حدثا تاريخيا، وبما أنها أول بطولة آسيوية للشباب تقام على أرض المملكة، وأنتم جزء أساسي منها، فأنتن مطالبات أن تلعبن بروح الفريق، وتستمتعن بكل لحظة، وتؤمن أنكن قادرات على تشريف وطنكن وترك بصمة مميزة.
*كيف تتمنين أن ينعكس وجودك في هذا الحدث الآسيوي على صورة البحرين الرياضية أمام القارة والعالم؟
ابتسام: أتمنى أن يعكس وجودي في هذا الحدث القاري صورة إيجابية عن البحرين، ويبرهن أن المملكة قادرة على تصدير الكفاءات في مختلف مجالات الرياضة، سواء في اللعب أو في التحكيم والإدارة. هذه المشاركة تسهم في رفع اسم الوطن، وتؤكد أن البحرين شريك فاعل في صناعة الرياضة الآسيوية والعالمية.
*بعد هذه التجربة، هل تفكرين في التوجه أكثر نحو الجانب الإداري في المستقبل أم ستواصلين مشوارك التحكيمي بالتوازي معه؟
وديعة: أعتبر هذه التجربة الإدارية إضافة مهمة لمسيرتي، وأرى أن لدي الكثير لأقدمه فيها مستقبلا، في المقابل التحكيم يمثل لي جزءا أساسيا من شغفي باللعبة، ولا أفكر في التخلي عنه، إذ إنني أؤمن أن التوازن بين الدورين يمنحني خبرة أوسع، ويساعدني على خدمة الكرة الطائرة البحرينية من زوايا متعددة.
وأخيرا.. يمثل هذان التكليفان دلالة واضحة على نجاح المملكة في الاستثمار في طاقات المرأة الرياضية، وتعزيز حضورها على المستويين الإداري والتحكيمي، من شأن هذا الأمر أن يسهم في ترسيخ صورة المملكة كمركز رياضي قادر على إعداد كوادر وطنية مؤهلة للمنافسة والإشراف في أكبر الاستحقاقات القارية والدولية، كما يمثل الاختيار فخرا للمرأة البحرينية التي تثبت بين الفنية والأخرى قدرتها على أن تكون شريكا أساسيا في صياغة المستقبل الرياضي للمملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك