العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٢ - الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

مقالات

نجوم تحت الأضواء:
مرينا بيكم حمد

بقلم: فاطمة اليوسف.

الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

ماذا‭ ‬لو‭ ‬راهن‭ ‬المبدعون‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬عمل‭ ‬فني؟‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬تتجلى‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬عندما‭ ‬يجتمع‭ ‬الإبداع‭ ‬مع‭ ‬العاطفة،‭ ‬وينتج‭ ‬عنه‭ ‬عمل‭ ‬يظل‭ ‬عالقًا‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭. ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك؛‭  ‬أغنية‭ "‬مرينا‭ ‬بيكم‭ ‬حمد‭"‬،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬عبقرية‭ ‬الشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬وصوت‭ ‬الفنان‭ ‬ياس‭ ‬خضر‭.‬

‎مرينا‭ ‬بيكم‭ ‬حمد‭  ‬

واحنا‭ ‬بقطار‭ ‬الليل‭  ‬

واسمعنا,‭ ‬دك‭ ‬اكهوه‭  ‬

وشمينة‭ ‬ريحة‭ ‬هيل‭  ‬

يا‭ ‬ريل‭  ‬

صيح‭ ‬ابقهر‭  ‬

صيحة‭ ‬عشق,‭ ‬ياريل‭  ‬

‭"‬مرينا‭ ‬بيكم‭ ‬حمد‭"‬،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬العراقي،‭ ‬حيث‭ ‬طافت‭ ‬شهرتها‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭. ‬كتب‭ ‬النواب‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬مستلهمًا‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬المصادفة‭ ‬التي‭ ‬جمعته‭ ‬بتلك‭ ‬البدوية‭ ‬الأربعينية‭ ‬لتغيب‭ ‬عن‭ ‬الذاكرة‭ ‬العراقية‭. ‬تتضمن‭ ‬أحداث‭ ‬المصادفة‭ ‬مشهدًا‭ ‬يلامس‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬الريفية،‭ ‬مما‭ ‬يجذر‭ ‬قصص‭ ‬الماضي‭ ‬وما‭ ‬نُقل‭ ‬إلينا‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬شعرًا‭ ‬وروايةً‭.‬

لاحظ‭ ‬النواب،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬مهتمًا‭ ‬بكتابة‭ ‬الشعر،‭ ‬أن‭ ‬دموع‭ ‬البدوية‭ ‬تنهمر‭ ‬على‭ ‬خديها‭ ‬عند‭ ‬وصول‭ ‬القطار‭ ‬إلى‭ ‬قرية‭ ‬أم‭ ‬الشامات‭. ‬دفع‭ ‬الفضول‭ ‬النواب‭ ‬لسؤالها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬بكائها،‭ ‬لتحكي‭ ‬له‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬جمعتها‭ ‬بابن‭ ‬عمها‭ "‬حمد‭". ‬لكن‭ ‬الأعراف‭ ‬العشائرية‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لهما‭ ‬بالزواج،‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬قريتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سمعت‭ ‬نية‭ ‬أهلها‭ ‬بقتلها‭.‬

حققت‭ ‬الأغنية‭ ‬نجاحًا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير،‭ ‬وانتقل‭ ‬نجاحها‭ ‬سريعًا‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬ظلت‭ ‬تُغنى‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬مطربين‭ ‬كُثر‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ "‬مرينا‭ ‬بيكم‭ ‬حمد‭" ‬جواز‭ ‬قبول‭ ‬لكل‭ ‬مطرب‭ ‬جديد،‭ ‬مما‭ ‬يبرز‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المبدعين‭.‬

ياس‭ ‬خضر،‭ ‬الذي‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬تلوين‭ ‬أدائه‭ ‬للأغنية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬اللهجة‭ ‬العراقية،‭ ‬البحتة،‭ ‬بشكل‭ ‬جذاب‭ ‬للجمهور‭ ‬العربي،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬رمزًا‭ ‬للفن‭ ‬العراقي‭.‬

‭"‬مرينا‭ ‬بيكم‭ ‬حمد‭" ‬ملحمةً‭ ‬للعشق‭ ‬والألم،‭ ‬قصةً‭ ‬إنسانية‭ ‬عميقة‭ ‬لامست‭ ‬قلوبنا‭ ‬وبقيت‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الفنية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا