ماذا لو راهن المبدعون على نجاح عمل فني؟ في عالم الفن، تتجلى هذه الفكرة بشكل واضح عندما يجتمع الإبداع مع العاطفة، وينتج عنه عمل يظل عالقًا في الأذهان. مثال على ذلك؛ أغنية "مرينا بيكم حمد"، التي جمعت بين عبقرية الشاعر العراقي مظفر النواب وصوت الفنان ياس خضر.
مرينا بيكم حمد
واحنا بقطار الليل
واسمعنا, دك اكهوه
وشمينة ريحة هيل
يا ريل
صيح ابقهر
صيحة عشق, ياريل
"مرينا بيكم حمد"، واحدة من العلامات الفارقة في الفن العراقي، حيث طافت شهرتها من العراق إلى العواصم العربية. كتب النواب هذه الأغنية مستلهمًا من قصة حقيقية، ولم تكن تلك المصادفة التي جمعته بتلك البدوية الأربعينية لتغيب عن الذاكرة العراقية. تتضمن أحداث المصادفة مشهدًا يلامس تفاصيل الحياة الريفية، مما يجذر قصص الماضي وما نُقل إلينا عبر تاريخ تلك القصص شعرًا وروايةً.
لاحظ النواب، الذي بدأ حياته مهتمًا بكتابة الشعر، أن دموع البدوية تنهمر على خديها عند وصول القطار إلى قرية أم الشامات. دفع الفضول النواب لسؤالها عن سبب بكائها، لتحكي له قصة حب جمعتها بابن عمها "حمد". لكن الأعراف العشائرية لم تسمح لهما بالزواج، مما دفعها للهروب من قريتها بعد أن سمعت نية أهلها بقتلها.
حققت الأغنية نجاحًا منقطع النظير، وانتقل نجاحها سريعًا إلى دول الخليج العربي، حيث ظلت تُغنى من قِبل مطربين كُثر حتى اليوم. وقد أصبحت "مرينا بيكم حمد" جواز قبول لكل مطرب جديد، مما يبرز أهمية التعاون بين المبدعين.
ياس خضر، الذي برع في تلوين أدائه للأغنية على مر السنين، استطاع أن يقدم اللهجة العراقية، البحتة، بشكل جذاب للجمهور العربي، مما جعله رمزًا للفن العراقي.
"مرينا بيكم حمد" ملحمةً للعشق والألم، قصةً إنسانية عميقة لامست قلوبنا وبقيت خالدة في الذاكرة الفنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك