تمثل دراسة الجدوى في أي مشروع بحياتك خطوة أساسية تلعب إلى حد كبير دورا في نجاح المشروع من عدمه، وتفتح أمامك آفاقا واسعة لتوقع النتائج الإيجابية وتجنب السلبية.
وفي القطاع العقاري، تتضاعف أهمية دراسة الجدوى نظرا لأن التعامل في هذا القطاع غالبا ما يكون بمبالغ كبيرة سواء كان المشروع منزلا خاصا أو مشروعا عقاريا ضخما.
تعرف دراسة الجدوى في العقارات بأنها عملية تقييم وتحليل متكاملة تهدف إلى تحديد نجاح المشروع العقاري من حيث حاجة السوق ومميزات المشروع كالموقع والتكاليف والتمويل والفرص والمخاطر وغيرها. وبمعنى آخر، إن دراسة الجدوى تتعامل مع سؤال أساسي هو (هل تعتبر فكرة المشروع عملية وناجحة؟).
وبالتالي فإن الأمر لا يعتمد فقط على الحسابات والأرقام، وإنما تشمل كذلك جمع البيانات والدراسة والتحليل العميق للتاريخ والحاضر والتوقعات المستقبلية. وإجراء دراسة جدوى وافية للمشروع ووضع السوق العقاري كفيل بأن يمد الشخص بمعلومات مهمة حول وضع السوق وحجم العرض والطلب، والفئات المستهدفة والنشطة والتي يمكن أن يصاغ المشروع العقاري بناء على حاجاتها. كما تساعد دراسة الجدوى على دراسة آليات التمويل، وأدوات الاستثمار الأنسب وتحديد التكاليف بدقة أكبر، فضلا عن معرفة حجم المنافسة والأسعار وتوقعات المستقبل. يضاف إلى ما سبق، أن دراسة الجدوى تسهم في تقييم الفرص والوضع الاقتصادي والمالي والجوانب القانونية، وتساعد على اتخاذ القرارات الصائبة المعتمدة على البيانات الدقيقة.
بشكل عام، تستند دراسة الجدوى للمشروع العقاري على عدة مكونات هي:
- تحليل وضع السوق والجدوى السوقية: لمعرفة حجم العرض والطلب على العقار والمنافسة القائمة، وتحديد الشرائح المستهدفة والهدف من العقار كالبيع او التأجير.
- الجدوى الفنية والهندسية: فقد تختلف تكاليف تطوير مشروع من موقع لآخر حسب طبيعة الأرض والخدمات المتوفرة وسهولة الوصول.
- الجدوى المالية والاقتصادية والتكاليف المحتملة شاملة الرسوم والضرائب والصيانة وغيرها.
- آليات التمويل.
- القوانين والإجراءات التي تحكم السوق العقاري.
- تقييم المخاطر المحتملة مثل تقلب الأسعار والفقاعة العقارية والحماية القانونية وغيرها
- العوائد المالية المتوقعة.
- سهولة البيع والتسويق:
- خطة وتكاليف الإدارة والصيانة.
وعند توافر كل هذه المعلومات المستندة إلى تحليل واقعي، فإن دراسة الجدوى تساعدك في اتخاذ قرارات سليمة، ما يجعل الاستثمار العقاري أكثر ذكاء. كما تساعد على تقليل المخاطر وتخفيف الخسائر، حيث تمثل دراسة الجدوى نظرة مستقبلية تحذر من أية مخاطر محتملة سواء كانت مخاطر سوقية تتعلق بالعرض والطلب، أو مخاطر مالية يتعلق بالميزانية وتقديرات التكاليف، أو مخاطر هندسية مثل دراسة طبيعة الموقع والأرض والجوانب القانونية المتعلق بالأرض والمشروع،
وتتكون دراسة الجدوى في المشاريع العقارية من عدة مراحل أهمها:
- تحديد الأهداف وفكرة المشروع. فالهدف من عقار للسكن الخاص يختلف عن بناء عقارات استثمارية مثلا.
- دراسة السوق بدقة، وهو ما يشمل التحليل الديموغرافي وطبيعة السكان والوضع والاقتصادي في المنطقة.
- دراسة المشاريع المشابهة ومعرفة نقاط قوتها وضعفها.
- تقييم البنية التحتية وتوافر الخدمات والمرافق المجاورة، فكل ذلك يلعب دورا في الأسعار والتكاليف.
- جمع المعلومات التفصيلية، سواء من الجهات الرسمية المعنية أو التقارير العقارية المتخصصة أو البيانات الميدانية، أو حتى التطبيقات التخصصية التي تساعد على تحليل الأرقام والجدوى المالية للمشاريع العقارية.
- تحليل الأسعار والإيجارات في المنطقة.
- الدراسة الفنية والمالية لوضع التصورات الأولية كالتصميم الهندسي ومواد البناء والتقنيات التي سيتم استخدامها.
- دراسة التكاليف المالية استنادا إلى المعلومات السابقة. وهو الهدف الأساسي من دراسة الجدوى.
- وضع التقرير النهائي المستند إلى التحليلات والأرقام والدراسات.
- اتخاذ القرار.
والخلاصة، إن دراسة الجدوى في المشروع العقاري حتى لو كان منزلا خاصا، لا تعد خطوة ترفيهية أو هامشية، فقد تجنبك هذه الخطوة مهما بلغت تكلفتها خسائر مضاعفة مستقبلا، وتغنيك عن الوقوع ضحية مفاجآت غير محسوبة، غالبا ما تكون سمة دارجة في السوق العقاري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك