الرباط - (د ب أ): في صباح خريفي من سبتمبر، وتحديدا يوم 21 ، حطت بعثة المنتخب المغربي للشباب الرحال في العاصمة التشيلية سانتياجو.
المشهد بدا وكأنه جزء من فيلم رياضي طويل: حقائب خضراء، وجوه متحمسة، لاعبون بالكاد تجاوزوا العشرين عاما يحملون على أكتافهم آمال بلد بأكمله.
لم يكن وصولهم إلى المونديال وليد صدفة، بل ثمرة سنوات من الإعداد والمثابرة، ومشوار إفريقي شاق توج بوصافة كأس الأمم الإفريقية للشباب في مصر 2025.
محمد وهبي، الرجل الذي يقود هؤلاء الفتيان، بدا هادئا كعادته. لكنه في العمق يعرف أن المهمة ليست سهلة، وقال: «نحن لا نذهب إلى تشيلي للسياحة أو لاكتساب التجربة فقط، بل نطمح إلى المنافسة بجدية، وإلى إثبات أن المغرب قادر على صناعة أبطال شباب كما فعل مع الكبار».
كان الطريق إلى مونديال الشباب مليئا بالعرق والدموع.
في القاهرة، خلال بطولة أمم إفريقيا، اصطدم الأشبال بمنافسين أقوياء، لكنهم تمكنوا من العبور واحدا تلو الآخر. ولم يكن الفوز على سيراليون بهدف يتيم في دور الثمانية، مجرد انتصار عادي، بل بطاقة عبور رسمية إلى كأس العالم. يومها، صرخ اللاعبون وبكوا في الملعب، بينما رفع وهبي يديه إلى السماء في لحظة امتنان نادرة.
في النهائي، توقفت المغامرة أمام منتخب جنوب إفريقيا الذي خطف اللقب بهدف قاتل. لم يكن الحزن قليلا، لكن وهبي كان أول من أعاد الأمور إلى نصابها، وقال: «الوصول إلى النهائي إنجاز، والتأهل إلى المونديال حلم تحقق. والآن، علينا التفكير في الخطوة المقبلة».
لم ترحم القرعة المنتخب المغربي، إذ أوقعته في مجموعة وصفت بـ«مجموعة الموت» التي تضم إسبانيا والبرازيل والمكسيك. أسماء كبيرة في كرة القدم العالمية، منتخبات عريقة اعتادت على منصات التتويج. لكن وهبي يرى الأمر من زاوية مختلفة: «هذه فرصة ذهبية لاختبار جيلنا أمام أقوى المدارس الكروية. إذا أردنا أن نثبت أننا كبار، علينا أن نواجه الكبار».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك