العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

مقالات

المسن في البحرين

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الاعزاء،‭ ‬

الأسرة‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬المجتمع‭ ‬وفقاً‭ ‬لدستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وللمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬الخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬والاسرة‭ ‬تمثل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬افرادها‭ ‬التنوع‭ ‬الجنسي،‭ (‬الذكور‭ ‬والاناث‭) ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬فيُشكل‭ ‬أعضاؤها‭ ‬أجيالا‭ ‬مختلفة‭ ‬تفصل‭ ‬بينهم‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬تقسمهم‭ ‬إلى‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والشباب‭ ‬والاطفال،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬لكل‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬سماتها‭ ‬واحتياجاتها‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬بجانب‭ ‬اختلافها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفكرية‭ ‬والعقلية‭ ‬والعاطفية،‭ ‬وتحظى‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬منهم‭ ‬برعاية‭ ‬وعناية‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البحريني‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬للأسرة‭ ‬كيانها‭ ‬واستمرارها‭ ‬كخلية‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬ايجابي‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬أعلنت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بموجب‭ ‬قرارها‭ ‬رقم‭ ‬45‭/‬106،‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للمسنّين‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬فيه‭ ‬بكبار‭ ‬السن،‭ ‬والتذكير‭ ‬بدورهم‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬الاسهام‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬حينما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬العطاء،‭ ‬ودورهم‭ ‬الحاضر‭ ‬كخبرات‭ ‬ثريّة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬موضوع‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالمسنين‭ ‬لعام‭ ‬2025‭ ‬ليكون‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬القيادة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬للعمل‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي‭: ‬تطلّعاتُنا،‭ ‬رفاهُنا،‭ ‬وحقوقُنا‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬حرّضني‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الحماية‭ ‬والعناية‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬باعتبار‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬حق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬بتقديمه‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

وبما‭ ‬اننا‭ ‬سنحتفي‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للمسنين‭ ‬أجد‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬لإبراز‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬تعزيز‭ ‬واحترام‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬رعاية‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬اصعدة‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬حيث‭ ‬تتنوع‭ ‬خطط‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬والدعم‭ ‬للآباء‭ ‬والامهات‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الاسرية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وادماجهم‭ ‬في‭ ‬بيئتهم‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ولعل‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬النهارية‭ ‬للوالدين‭ ‬تعد‭ ‬نموذجاً‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬كوسيلة‭ ‬ادماج‭ ‬فاعلة‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يُحقق‭ ‬اهدافه‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أوجه‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬والمعيشية‭ ‬والترفيهية‭ ‬لكبار‭ ‬السن،‭ ‬والسعي‭ ‬لتطوير‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬المناسبة‭ ‬لهم،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬تدار‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تفعيل‭ ‬الشراكة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬مبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الرعائية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭  ‬استطاعت‭  ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الفريدة‭  ‬أن‭ ‬تُدهش‭ ‬وتِلهم‭  ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬بعددها‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭  ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬دارا،‭ ‬منها‭  ‬دار‭ ‬المحرق‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين،‭ ‬ودار‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬ودار‭ ‬المنار‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭  ‬تُشرف‭ ‬الوزارة‭ ‬عليها‭ ‬إشرافاً‭  ‬مباشراً‭ ‬وتُنفّذ‭ ‬بشأنها‭ ‬نظام‭  ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬الدورية‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭  ‬تنفيذ‭ ‬ورش‭ ‬تدريبية‭ ‬للعاملين‭ ‬فيها‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬خدمات‭ ‬الوزارة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬نفعاً‭ ‬هي‭: ‬

خدمة‭ ‬التخفيضات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬للمسنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬لفئة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬60‭ ‬عاماً‭ ‬فأكثر،‭ ‬لتسهيل‭ ‬حصولهم‭  ‬على‭ ‬تخفيضات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص‭  ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬50%‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬خدمة‭ ‬بمختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وعززتها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬والبرامج‭ ‬المقدمة‭ ‬لفئة‭ ‬المسنين‭ ‬وتسهيل‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد،‭ ‬بتفعيل‭ ‬مكتب‭ ‬خدمات‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬خدمات‭ ‬الأجهزة‭ ‬التعويضية‭ ‬التي‭ ‬تُقدم‭ ‬للمسنين‭ ‬حيث‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مدروسة‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬وضمان‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬كتوفير‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬المتطورة‭ ‬لمساعدة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬للتغلب‭  ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يواجهونها،‭ ‬مثل‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬العادية‭ ‬والكهربائية،‭ ‬السرير‭ ‬الطبي‭ ‬العادي‭ ‬والكهربائي،‭ ‬والسماعات‭ ‬الطبية،‭ ‬وغيرها‭. ‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬تعتبر‭ ‬ثمرة‭ ‬لجهود‭ ‬لجنة‭ ‬تخصصية‭ ‬نوعية‭ ‬وهي‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمسنين‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتعنى‭ ‬بتنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬لرعاية‭ ‬المسنين‭. ‬وإعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لهم‭. ‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬جميعها‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬عناية‭ ‬ورعاية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬أساساً‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬الانسانية‭ ‬ولتحقيق‭ ‬الرفاه‭ ‬باعتباره‭ ‬ركيزة‭ ‬للعهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

 

Hanadi‭.‬aljowder@gmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا