وقت مستقطع

علي ميرزا
الطائرة العربية.. الواقع والطموح
ودعت المنتخبات العربية الخمسة المشاركة في بطولة العالم للكرة الطائرة الجارية في الفلبين المنافسات مبكرا، وكان آخرها منتخب تونس (نسور قرطاج) الذي سقط في ثمن النهائي أمام فنلندا بثلاثة أشواط نظيفة، بعد أن سبقته منتخبات مصر والجزائر وقطر وليبيا بالخروج من دور المجموعات.
هذا الخروج الجماعي يعيد فتح النقاش الجاد حول واقع الكرة الطائرة العربية، والفوارق الشاسعة التي ما زالت قائمة بينها وبين منافسيها الأوروبيين، لا يمكن إغفال أن المنتخبات الأوروبية تملك منظومات رياضية متكاملة، ممثلة في بطولات دوري قوية، إلى مدارس ناشئين متطورة، وصولا إلى احتراف اللاعبين في أندية عريقة داخل وخارج القارة.
هذا التدرج الطبيعي من شأنه أن يولد لاعبا مكتمل الأضلاع: بدنيا، فنيا، وتكتيكيا، في المقابل تعاني الكرة الطائرة العربية من ضعف في الاستثمارات، وقلة في فرص الاحتراف الخارجي، بل إن بعض المنتخبات لا تملك دوريات قادرة على تهيئة لاعبين لمستوى عالمي.
إذ كشفت مشاركة منتخباتنا العربية الخمسة عن غياب مشروع استراتيجي طويل الأمد، يراكم النجاحات ويطور جيلا بعد جيل، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أغلب مشاركاتنا العربية تبدو موسمية، تتحرك عند الاستحقاقات القارية أو العالمية، ثم تخبو من جديد.
المنتخبات الأوروبية تدخل البطولات بعقلية الفوز والمنافسة، بينما مشاركتنا تأتي بشعار «المشاركة المشرفة»، هذه الفجوة الذهنية ليست تفصيلا عابرا، بل عامل حاسم في لحظات الضغط والحسم، ويأتينا السؤال الكلاسيكي، فهل من حلول؟
فالحلول تكمن في دوريات قوية، إذ لا يمكن أن ننتظر معجزات من منتخبات لا تملك دوريات قوية ومنتظمة، فضلا عن الاستثمار في المدربين والبرامج العلمية التي نرى فيها أنها أهم من أي معسكر قصير الأمد، وفتح أبواب الاحتراف الخارجي على مصراعيه، إذ إن تجربة لاعب عربي في دوري أوروبي قد تفيد منتخبه أكثر من سنوات في دوري ضعيف.
وزد على ذلك أنه ينبغي أن ننفض الغبار عن عقليتنا، بحيث نشد الرحال إلى البطولات بعقلية تنافسية، وليس بشعار المشاركة المشرفة.
فالخروج الجماعي للعرب من مونديال الطائرة ليس مجرد حادث عابر، بل يعكس واقعا رياضيا يحتاج إلى مراجعة جذرية، الفارق مع أوروبا لا يقاس فقط بالنقاط والأشواط، بل بالمنظومة الكاملة التي تصنع الفارق منذ القاعدة وحتى القمة، السؤال: هل نستمر في تبرير الإخفاقات، أم نبدأ في بناء مشروع حقيقي يجعل للطائرة العربية مكانا على الخارطة العالمية؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك