من قصة إنسانية ملهمة بدأت بمعاناة مع السمنة المفرطة، وصولًا إلى التتويج بألقاب عالمية مرموقة، يكتب لاعب «أقوى رجل» البحريني عبدالله محمد الموسى فصولًا جديدة من التحدي والإصرار في سجلات الرياضة البحرينية. اللاعب الذي انطلق من صفوف الحرس الملكي، مستلهمًا من قادته سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وجد في لعبة «أقوى رجل» مساحة لتفجير طاقاته وتحويل مساره من الضعف إلى القوة، ومن المحلية إلى العالمية.
وفي حوار مطوّل مع الملحق الرياضي في «أخبار الخليج»، كشف الموسى عن تفاصيل بداياته، وأبرز إنجازاته على المستويات الخليجية والإقليمية والعالمية، متحدثًا عن دوافعه، والصعوبات التي واجهها، ورسائله للشباب البحريني، وطموحاته المقبلة، وعلى رأسها التتويج ببطولة العالم في إسبانيا.
س: بداية.. من هو عبدالله الموسى الإنسان قبل أن يصبح بطلًا في لعبة أقوى رجل؟
ج: قصتي بدأت بمعاناة مع السمنة المفرطة، حيث كنت أعاني من زيادة وزن كبيرة أثرت في صحتي ولياقتي ونفسيتي أيضًا. لكن بفضل الله، ثم بدعم أهلي وأصدقائي، قررت التغيير. انضممت إلى الحرس الملكي، وهناك وجدت البيئة المثالية للانضباط، والجدية، والتدريب، ومن هنا بدأت مرحلة التحول من شخص يعاني من السمنة إلى لاعب يسعى أن يكون ضمن نخبة من أقوى رجال العالم.
س: من كان الدافع الأول وراء دخولك عالم لعبة أقوى رجل؟
ج: بلا شك، قائدي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة هو القدوة والدافع الأكبر لي، فكل إنجاز يحققه على الصعيد العالمي يعطيني شغفًا أكبر للوصول إلى نفس المكانة. كذلك لا أنسى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، الذي تفضّل في عام 2017 بتنظيم أول بطولة أقوى رجل في البحرين، وكان بنفسه من أوائل المشاركين في اللعبة، وهو ما منحني دفعة قوية لمواصلة الطريق. أيضًا أخي ومدربي أحمد الموسى له فضل كبير عليّ، فقد كان الداعم والموجّه الحقيقي منذ بداياتي وحتى اليوم.
س: حدثنا عن أبرز إنجازاتك على المستويات الخليجية والعالمية؟
ج: الحمد لله، تمكنت خلال السنوات الماضية من تحقيق عديد من الإنجازات، أهمها:
• ذهبية بطولة أقوى رجل في الهند (بنغالور 2025) وتأهلت منها لبطولة العالم في أمريكا.
• ذهبية بطولة إيطاليا (تورين) مع بطاقة تأهل لبطولة العالم في إسبانيا.
• ذهبية بطولة ماليزيا (كوالالمبور 2023).
• المركز الأول في بطولة «إلفيت» العالمية للألعاب المختلطة في القاهرة 2024.
• وصافة بطولة العالم «World Strongman Championship» في دبي 2024.
• وصافة كأس العالم لأقوى رجل في الغردقة 2024.
• وصافة بطولة أقوى رجل لقوة دفاع الكويت 2025.
• وأخيرًا المركز الأول في مهرجان «ألبا الرياضي» 2025.
وبالمجمل، شاركت في 8 بطولات خارجية خلال العامين الماضيين، وهو رصيد أفتخر به وأعتبره بداية فقط.
س: كيف كان تأثير البيئة الرياضية في الحرس الملكي في مسيرتك؟
ج: البيئة هناك بيئة بطولات وانضباط، ووجدت الدعم الكبير سواء من المسؤولين أو من الزملاء. التدريبات كانت قاسية، لكنها أسهمت في صقل شخصيتي ومنحي الإرادة الصلبة لمواجهة التحديات.
س: لعبة أقوى رجل لعبة صعبة وتحتاج إلى اللياقة خاصة.. كيف تستعد لمثل هذه المنافسات؟
ج: التحضيرات تتضمن تدريبات يومية على القوة والتحمل والسرعة، إلى جانب الاهتمام الكبير بالتغذية والراحة. هناك تفاصيل دقيقة جدًا مثل التحكم في النظام الغذائي ومتابعة الأوزان والتمارين المخصصة لكل بطولة، فلكل منافسة خصوصيتها وأدواتها.
س: ما أصعب لحظة واجهتها في مسيرتك الرياضية؟
ج: أعتقد أن أصعب اللحظات كانت في بداية مشواري، حين كنت أقاتل نفسي للتغلب على السمنة، وحين كنت أواجه نظرات البعض المشككة في قدرتي على أن أصبح رياضيًا. لكن بفضل الإصرار والدعم المستمر من أهلي وأخي أحمد، تجاوزت تلك المرحلة وتحولت إلى حافز إضافي.
س: ما أبرز طموحاتك في المرحلة القادمة؟
ج: تركيزي الآن على بطولة العالم التي ستقام الأسبوع القادم في إسبانيا، وأسعى بكل قوة لرفع علم البحرين في هذا المحفل العالمي الكبير. وبعدها لدينا استحقاقات أخرى في سبتمبر ونوفمبر، بالإضافة إلى البطولة الآسيوية في أكتوبر من هذا العام. هدفي الأساسي هو أن يكون اسم البحرين حاضرًا في كل منصة تتويج.
س: كيف ترى مستوى لعبة أقوى رجل في البحرين والمنطقة؟
ج: اللعبة تشهد نموًا ملحوظًا، خصوصًا بعد رعاية سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد، وتنظيم البطولات المحلية. نحن الآن نملك قاعدة جيدة من اللاعبين، ونحتاج إلى استمرار الدعم والمؤسساتية حتى نتمكن من الوصول إلى مصاف الدول العالمية.
س: من الأشخاص الذين تعتبرهم شركاء نجاح في مسيرتك؟
ج: كما ذكرت، أخي ومدربي أحمد الموسى هو الشريك الأساسي، وأعتبره جزءًا من كل إنجاز أحققه. أيضًا لا أنسى دعم اللجنة الأولمبية البحرينية، والسيد فارس الكوهجي الأمين العام، على حرصه المستمر بدعم الشباب والرياضة.
س: ما رسالتك للشباب البحريني؟
ج: رسالتي واضحة: الطموح لا حدود له، وكل إنسان قادر على أن يغير واقعه إذا امتلك الإرادة. أنصح كل شاب وشابة أن يسعوا دائمًا للتطوير من أنفسهم، وأن يحملوا حلم رفع علم البحرين في أي مجال سواء رياضي أو علمي أو ثقافي.
س: كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟
ج: أشكر قيادتنا الرياضية، وعلى رأسها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، على دعمهما الكبير لنا كرياضيين. وأؤكد أنني سأبذل قصارى جهدي لرفع علم البحرين عاليًا في بطولة العالم المقبلة بإسبانيا، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك