العدد : ١٧٣٤٥ - الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٥ - الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

أخبار البحرين

لدى مشاركته في مؤتمر أستانا لزعماء الأديان.. رئيس الأعلى للشؤون الإسلامية:
الحوار بين الأديان ليس ترفا بل حاجة أساسية للاستقرار والأمن

الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

رئيس كازاخستان يشيد بمبادرة البحرين باحتضان مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي


شارك‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الثامن‭ ‬لزعماء‭ ‬الأديان‭ ‬العالمية‭ ‬والتقليدية‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬العاصمة‭ ‬الكازاخية،‭ ‬أستانا،‭ ‬والذي‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬وفود‭ ‬دولية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ (‬حوار‭ ‬الأديان‭.. ‬تآزر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المستقبل‭).‬

وقد‭ ‬افتتح‭ ‬المؤتمر‭ ‬فخامة‭ ‬السيد‭ ‬قاسم‭ ‬جومارت‭ ‬توكاييف‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬كازاخستان،‭ ‬وألقى‭ ‬فخامته‭ ‬كلمة‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أشاد‭ ‬فيها‭ ‬بمبادرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باحتضان‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وبحضور‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬منوهًا‭ ‬فخامته‭ ‬بالنتائج‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬خرج‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الإسلامي‭ ‬الكبير،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬أداة‭ ‬حيوية‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬البنّاء‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬البنّاء‭ ‬والتسامح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التوترات‭ ‬العالمية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬دور‭ ‬القادة‭ ‬الدينيين‭ ‬كـ«رسل‭ ‬للسلام‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والبيئية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬البشرية‭.‬

وحذر‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬القومية‭ ‬المتطرفة‭ ‬وصراع‭ ‬الأيديولوجيات،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتباع‭ ‬سياسات‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وإطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬متعددة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الدولية‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬البيئية‭ ‬والتكنولوجية‭.‬

‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أدلى‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتصريح‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬ينعقد‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬تتعاظم‭ ‬فيه‭ ‬التحديات‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬صراعاتٍ‭ ‬مسلحة،‭ ‬وأزماتٍ‭ ‬إنسانية،‭ ‬وتطرف‭ ‬ديني‭ ‬وفكري،‭ ‬وخطابات‭ ‬كراهية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬كالجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والعنصرية‭ ‬والتمييز‭ ‬وتحديات‭ ‬المناخ‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا،‭ ‬ولا‭ ‬خيارًا‭ ‬ثانويًّا‭ ‬وهامشيًّا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حاجةٌ‭ ‬أساسيةٌ‭ ‬لاستقرار‭ ‬عالمنا،‭ ‬وأمن‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وتطور‭ ‬بلداننا،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬دعمًا‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬لتحويل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوارات‭ ‬المهمة‭ ‬إلى‭ ‬شراكاتٍ‭ ‬فعالة،‭ ‬تُترجم‭ ‬إلى‭ ‬مبادراتٍ‭ ‬عمليةٍ،‭ ‬تشيع‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬وتحفظ‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتحقق‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬قد‭ ‬أطلقت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬والحوار،‭ ‬مستندةً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬رؤيتها‭ ‬بأن‭ ‬التعايش‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬ومصادر‭ ‬القوة‭ ‬والاستقرار؛‭ ‬مستوحيةً‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عقيدتها‭ ‬وإرثها‭ ‬التاريخي‭ ‬العريق‭ ‬كأرضٍ‭ ‬للتعايش‭ ‬والتنوع،‭ ‬حيث‭ ‬تعايشت‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬منذ‭ ‬قرونٍ‭ ‬أديانٌ‭ ‬ومذاهبُ‭ ‬وثقافاتٌ‭ ‬متعددةٌ‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬باعتباره‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬قيمنا‭ ‬المشتركة،‭ ‬ونؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬ستصدر‭ ‬عنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكِّل‭ ‬إطارًا‭ ‬عمليًّا‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكراهية،‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والتطرف،‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬يسوده‭ ‬العدل‭ ‬والسلام‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬شهد‭ ‬المؤتمر،‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬اليوم‭ ‬ويستمر‭ ‬مدة‭ ‬يومين،‭ ‬حضورًا‭ ‬مميزًا‭ ‬لقيادات‭ ‬دينية‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ويركز‭ ‬أعماله‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الأديان‮»‬‭ ‬كأداة‭ ‬فعالة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المختلفة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القادة‭ ‬الدينيين‭ ‬عبر‭ ‬فتح‭ ‬مسارات‭ ‬جديدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والروحية‭.‬

ويبحث‭ ‬المؤتمر‭ ‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬مع‭ ‬تناول‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملحة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬البشرية؛‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬استغلال‭ ‬الدين‭ ‬كأداة‭ ‬للتقسيم‭ ‬وتبرير‭ ‬القتل‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء،‭ ‬وإعلاء‭ ‬قيمه‭ ‬باعتباره‭ ‬جسرًا‭ ‬للتعاون،‭ ‬وطاقة‭ ‬كبرى‭ ‬لصناعة‭ ‬السلام،‭ ‬وتأكيد‭ ‬أن‭ ‬اجتماع‭ ‬القادة‭ ‬الدينيين‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬يجعل‭ ‬صوتهم‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬المدافع‭.‬

وقد‭ ‬ندد‭ ‬المؤتمر‭ ‬في‭ ‬يومه‭ ‬الأول‭ ‬بجميع‭ ‬أشكال‭ ‬ومظاهر‭ ‬العنف‭ ‬والحروب‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وبحث‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬عملية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬ومناهضة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية،‭ ‬ووجه‭ ‬نداءً‭ ‬عالميًّا‭ ‬لوقف‭ ‬قتل‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والرحمة،‭ ‬ودعم‭ ‬اللاجئين‭ ‬وضحايا‭ ‬الحروب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا