العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

أمانة العاصمة.. والسوق المركزي

أول‭ ‬السطر‭:‬

حاليا‭.. ‬تقوم‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بمراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لعضوياتها‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬بهدف‭ ‬تقييم‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬العضويات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكاملة،‭ ‬وبيان‭ ‬عائدها‭ ‬وتكلفتها‭ ‬المالية‭.. ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬جميعا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المراجعة‭ ‬الشاملة،‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬الاستفادة،‭ ‬وتقليل‭ ‬النفقات‭ ‬المالية‭. ‬

أمانة‭ ‬العاصمة‭.. ‬والسوق‭ ‬المركزي‭:‬

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نشاهد‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬و«المحافظين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬بزيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬للشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬والمدارس‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬والأسواق‭ ‬والمحلات‭.. ‬ويتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الفورية‭ ‬لتصحيح‭ ‬المخالفات،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المقصرين،‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬والصلاحيات‭ ‬المتاحة‭ ‬لهم‭.‬

هذا‭ ‬أسلوب‭ ‬فعّال‭ ‬ومنهج‭ ‬سليم‭.. ‬تحتاجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬الرقابة‭ ‬والمحاسبة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬العمل‭ ‬والجد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التطور‭ ‬والإنجاز‭ ‬لخدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

مؤخرا‭ ‬تابعنا‭ ‬قيام‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة،‭ ‬بإغلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬المخالفة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي،‭ ‬مع‭ ‬توجيه‭ ‬إنذارات‭ ‬وإخطارات‭ ‬لمحلات‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بالضوابط‭ ‬البلدية‭.‬

مخالفات‭ ‬متكررة‭.. ‬تم‭ ‬التنبيه‭ ‬عليها‭ ‬مسبقا‭.. ‬أبرزها‭ ‬التخلص‭ ‬غير‭ ‬السليم‭ ‬من‭ ‬الزيوت‭ ‬المستخدمة،‭ ‬وسكبها‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعطيلها‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

هذا‭ ‬ملخص‭ ‬الحملة‭ ‬التفتيشية‭ ‬الموسعة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬مؤخرا،‭ ‬واستهدفت‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي‭.. ‬بعد‭ ‬حادثة‭ ‬‮«‬فيضان‮»‬‭ ‬المجاري‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭.‬

ندرك‭ ‬الجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬وأمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬بالسوق‭ ‬المركزي‭.. ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لمحافظة‭ ‬العاصمة‭ ‬دور‭ ‬داعم‭ ‬ومساند‭.. ‬ونقرأ‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬الحرص‭ ‬والمتابعة،‭ ‬والزيارات‭ ‬الميدانية،‭ ‬والميزانيات‭ ‬المخصصة‭ ‬للتكييف‭..  ‬ونتابع‭ ‬خطة‭ ‬تطوير‭ ‬السوق‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬مراحل،‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬ثلاثة،‭ ‬وبقيت‭ ‬المرحلة‭ ‬الرابعة‭.. ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬يقام‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬مترا‭ ‬مربعا،‭ ‬ويضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬950‭ ‬وحدة‭ ‬تجارية،‭ ‬يشغلها‭ ‬ويعيش‭ ‬عليها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬الذين‭ ‬يعولون‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭.‬

منذ‭ ‬فترة‭ ‬تابعنا‭ ‬إغلاق‭ ‬مجمع‭ ‬‮«‬المارينا‭ ‬مول‮»‬‭ ‬المحاذي‭ ‬للسوق‭ ‬المركزي‭.. ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الحركة‭ ‬الشرائية‭ ‬هناك‭.. ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬وقوف‭ ‬الشاحنات‭ ‬والمركبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الخاصة‭ ‬للسيارات‭.. ‬ولطالما‭ ‬دعا‭ ‬التجار‭ ‬والباعة‭ ‬والمشترين‭ ‬والأهالي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬سرعة‭ ‬معالجة‭ ‬الملاحظات‭ ‬والمشكلات‭ ‬والأخطاء‭.‬

مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن،‭ ‬وتحول‭ ‬العصر،‭ ‬وتغير‭ ‬الثقافة‭ ‬الشرائية‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬المركزية‭ ‬‮«‬بصورتها‭ ‬الحالية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والهايبر‭ ‬ماركت‭ ‬والمحلات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬بات‭ ‬لزاما‭ ‬إنشاء‭ ‬سوق‭ ‬مركزي‭ ‬جديد‭ ‬بالعاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سمعنا‭ ‬عنه‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬بنقل‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬بالعاصمة،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬النور‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

ومع‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬والرغبة‭ ‬والتصريح،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدار‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬الجديد‭ ‬وفق‭ ‬عقلية‭ ‬ومنظومة‭ ‬تجارية‭ ‬عصرية،‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ويكون‭ ‬دور‭ ‬الوزارة‭ ‬والأمانة‭ ‬والمحافظة‭ ‬الإشراف‭ ‬فقط‭.. ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬منطقة‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬وفق‭ ‬منهجية‭ ‬ونظام‭ ‬إدارة‭ ‬منطقة‭ ‬تجارية‭ ‬وسياحية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬وناجح‭ ‬بالدول‭ ‬الخليجية‭.. ‬عندها‭ ‬فقط‭ ‬سيكون‭ ‬للسوق‭ ‬المركزي‭ ‬شأن‭ ‬آخر،‭ ‬ومخالفات‭ ‬أقل،‭ ‬ومكاسب‭ ‬أكثر‭.‬

ملحوظة‭ ‬أخيرة‭.. ‬نتمنى‭ ‬في‭ ‬المرات‭ ‬القادمة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬والحملات‭ ‬التفتيشية،‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬المخالفة‭ ‬لا‭ ‬بعدها‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

مع‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭.. ‬خسر‭ ‬فريق‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬كأس‭ ‬السوبر‭ ‬بنتيجة‭ ‬تاريخية‭ ‬من‭ ‬نادي‭ ‬الخالدية‭.. ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬وخسر‭ ‬بنتيجة‭ ‬ثقيلة‭ ‬من‭ ‬نادي‭ ‬المحرق‭.. ‬ترى‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يذهب‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي؟‭ ‬ومن‭ ‬ينقذ‭ ‬مستقبله،‭ ‬ويحفظ‭ ‬تاريخه‭ ‬العريق‭..‬؟؟‭ ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا