أثار تقرير نشره موقع «خبر أونلاين» الايراني جدلا واسعا في إيران بعد كشفه تفاصيل المبالغ الضخمة التي خُصصت لمؤسسات دينية وثقافية وإعلامية مرتبطة مباشرة بالمرشد علي خامنئي، وهو ما دفع الرئيس مسعود بزشكيان إلى التعبير عن استيائه من هذا الإنفاق الذي وصفه بأنه «بلا فائدة».
وأبرز ما كشفه التقرير أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية «صدا وسيما» ابتلعت وحدها نحو 30 ألف مليار تومان، أي ما يفوق مجموع ميزانيات عشر وزارات حكومية مجتمعة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية خانقة وتراجع مستوى المعيشة.
كما استعرض التقرير موازنات ضخمة لمؤسسات الحوزات الدينية، بينها المجلس الأعلى للحوزات العلمية الذي حصل على أكثر من 9 آلاف مليار تومان، ومكتب الدعاية الإسلامية في قم بقرابة 914 مليار تومان، إضافة إلى آلاف المليارات لمؤسسات مثل المنظمة الإسلامية للتبليغ وجامعة المصطفى العالمية والمجمع العالمي لأهل البيت.
ولم تقتصر الاعتمادات على المؤسسات الدينية فقط، بل شملت هيئات ثقافية وسياسية تابعة للحرس الثوري مثل «مقر قرب بق?ة الله» الذي حصل على أكثر من 5 آلاف مليار تومان، ويمتلك مؤسسات إعلامية وفنية ضخمة بينها منظمة «أوج» السينمائية المالكة للجدارية الشهيرة في ميدان وليعصر بطهران.
وأثار التقرير تساؤلات واسعة حول أولويات الإنفاق الحكومي، وخصوصا أن هذه الميزانيات الضخمة أُدرجت في مشروع الموازنة الذي وقّعه بزشكيان بنفسه وأرسله إلى البرلمان للتصديق، ما يضعه في مواجهة انتقادات مزدوجة: اعتراضه العلني من جهة، ومسؤوليته السياسية من جهة أخرى.
ويعكس الجدل المتصاعد حول هذه الموازنات حجم التناقض بين الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن التقشف وحماية الاقتصاد، وواقع تضخم ميزانيات المؤسسات المرتبطة بالمرشد، وهو ما قد يفتح بابا جديدا للصراع الداخلي حول إدارة موارد الدولة في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك