العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٢ - الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

بصمات نسائية

المشاركة في معرض الحرير التايلاندي انطلاقتي نحو العالمية

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

أول بحرينية تعرض أزياءها في معرض الحرير التايلاندي.. شاركت بتصاميمها في احتفالية وطنية في روسيا.. حصلت على المركز الثاني في مسابقة حاضنة البحرين للأزياء «دلمون ستار».. الفنانة التشكيلية ومصممة الأزياء معلمة التربية الفنية فاطمة مهدي السماهيجي لـ«أخبار الخليج»:


تقول‭ ‬مصممة‭ ‬الأزياء‭ ‬العالمية‭ ‬كوكو‭ ‬شانيل‭: ‬‮«‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬شخصا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دائما‭ ‬مختلفا‭.. ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أصنع‭ ‬الموضة‭ ‬بل‭ ‬أنا‭ ‬الموضة‮»‬‭!‬

إن‭ ‬ارتداء‭ ‬الملابس‭ ‬الجيدة‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬السلوك،‭ ‬وصورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬التميز،‭ ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬الموضة‭ ‬لغة‭ ‬فورية‭ ‬عالمية‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬صانعوها‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬حاجات‭ ‬الانسان‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يستخدموه‭ ‬من‭ ‬خيال‭ ‬ومعرفة‭ ‬ومهارة‭ ‬وابتكار‭.‬

فاطمة‭ ‬مهدي‭ ‬السماهيجي‭ ‬معلمة‭ ‬التربية‭ ‬الفنية،‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصناع‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأزياء،‭ ‬فراحت‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬اللمسات‭ ‬التراثية‭ ‬والحديثة‭ ‬في‭ ‬تصاميمها،‭ ‬فأبهرت‭ ‬الجميع‭ ‬بمشاركتها‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الحرير‭ ‬التايلاندي‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تنال‭ ‬هذا‭ ‬الشرف،‭ ‬فكانت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬نحو‭ ‬العالمية‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قادها‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬سفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬أزيائها‭ ‬المميزة‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬عشقها‭ ‬للفنون‭ ‬بأشكالها‭ ‬المختلفة‭ ‬وراء‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمها‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬الذي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬احترافها‭ ‬لمجال‭ ‬تصميم‭ ‬وصناعة‭ ‬الأزياء‭ ‬فخاضت‭ ‬رحلتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الرائع‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رؤيتها‭ ‬أن‭ ‬الموضة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬عمل‭ ‬تجاري‭ ‬بل‭ ‬ظاهرة‭ ‬ثقافية‭ ‬واجتماعية‭ ‬مدفوعة‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬الجديد،‭ ‬وبأن‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬هو‭ ‬فن‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬التطبيقية‭ ‬المتخصصة‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬المصمم‭ ‬لإرضاء‭ ‬كافة‭ ‬الأذواق‭ ‬ومواكبة‭ ‬العصور‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالفن؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬حبي‭ ‬للفن‭ ‬متأصل‭ ‬بداخلي‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬فقد‭ ‬ورثته‭ ‬بالفطرة‭ ‬عن‭ ‬والدتي‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬معلمة‭ ‬خياطة‭ ‬وأشغال‭ ‬يدوية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تعلمني‭ ‬وتدربني‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الفنون‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفاري،‭ ‬وخاصة‭ ‬الرسم‭ ‬والخياطة‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬ماهرة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬بطاقات‭ ‬التهنئة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

كيف‭ ‬جاءت‭ ‬الانطلاقة؟

عند‭ ‬عمر‭ ‬16‭ ‬عاما‭ ‬تقريبا‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬شاركت‭ ‬مع‭ ‬المعهد‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬فن‭ ‬الأزياء‭ ‬بمناسبة‭ ‬إقامة‭ ‬عرض‭ ‬أزياء‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وقد‭ ‬صممت‭ ‬فستانا‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬معالم‭ ‬حضارة‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬حيث‭ ‬اخترت‭ ‬المواد‭ ‬المستخدمة‭ ‬بعناية‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬الاسكتلندي‭ ‬وقمت‭ ‬بتطريزه‭ ‬بخيوط‭ ‬ذهبية‭ ‬اقتباسا‭ ‬من‭ ‬ثوب‭ ‬النشل‭ ‬التراثي‭ ‬البحريني،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬رائعة‭ ‬أبهرت‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬ارتبطت‭ ‬بشدة‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬وبعدها‭ ‬شاركت‭ ‬بتصميم‭ ‬فساتين‭ ‬تتمتع‭ ‬بخاصية‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مستوي‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعمقت‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬وخياطتها‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬اتقان‭ ‬ذلك‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬هندسة‭ ‬الديكور‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭.‬

هل‭ ‬فكرتِ‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬فن‭ ‬الأزياء؟

لقد‭ ‬اخترت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الفنون‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وهو‭ ‬الديكور‭ ‬الداخلي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الفرصة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مواتية‭ ‬لي‭ ‬لدراسة‭ ‬فن‭ ‬الأزياء‭ ‬تحديدا‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬متاحة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬وبكلفة‭ ‬عالية،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬عني‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة‭ ‬عشقي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفن‭ ‬وساعدني‭ ‬أساتذتي‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬على‭ ‬اشباع‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬وبعد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬قررت‭ ‬السفر‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬لدراسة‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬لي‭ ‬شغفي‭ ‬فاخترت‭ ‬دولة‭ ‬إيطاليا‭.‬

ولماذا‭ ‬إيطاليا‭ ‬تحديدا؟

كان‭ ‬اختياري‭ ‬لدراسة‭ ‬الأزياء‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أهمها‭ ‬أنها‭ ‬بلد‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬شهرته‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الذوق‭ ‬الإيطالي‭ ‬الرفيع‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفنون،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬تصميم‭ ‬وخياطة‭ ‬الأزياء‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬واتقنت‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالخياطة‭ ‬النظيفة‭ ‬الراقية،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬وطني‭ ‬وصممت‭ ‬مجموعة‭ ‬ضمت‭ ‬حوالي‭ ‬ثمان‭ ‬تصميمات‭ ‬كبداية‭ ‬لمشروع‭ ‬خاص‭ ‬أطلقته‭ ‬بمفردي‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬مشاركاتي‭ ‬المهمة‭.‬

 

أهم‭ ‬المشاركات؟

مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬دلمون‭ ‬ستار‭ ‬مع‭ ‬حاضنة‭ ‬البحرين‭ ‬للأزياء‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المحطات‭ ‬وقد‭ ‬صممت‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬مجموعة‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬السلال،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬بها،‭ ‬بعدها‭ ‬تلقيت‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬السفير‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تايلاند‭ ‬الذي‭ ‬أعجب‭ ‬كثيرا‭ ‬بهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الحرير‭ ‬التايلاندي‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تنال‭ ‬هذا‭ ‬الشرف،‭ ‬ومن‭ ‬ملكة‭ ‬تايلاند‭ ‬كذلك‭ ‬وبالفعل‭ ‬عرضت‭ ‬مجموعتي‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الحرير‭ ‬التايلاندي‭ ‬والتي‭ ‬ضمت‭ ‬ستة‭ ‬تصاميم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدربت‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬حرفيين‭ ‬ماهرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ثم‭ ‬دعيت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للمشاركة‭ ‬بالأعمال‭ ‬نفسها‭.‬

 

ماذا‭ ‬عن‭ ‬موهبة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي؟

أنا‭ ‬أحب‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬بشدة‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬بلوحاتي‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معرض‭ ‬فني‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬أميل‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬الفنية‭ ‬التجريدية،‭ ‬ويصل‭ ‬عدد‭ ‬أعمالي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬لوحات‭ ‬وتم‭ ‬بيع‭ ‬معظمها‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭.‬

وبعد‭ ‬تجربة‭ ‬معرض‭ ‬الحرير‭ ‬التايلاندي؟

تجربة‭ ‬عرض‭ ‬أعمالي‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الحرير‭ ‬التايلاندي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬والتي‭ ‬وضعت‭ ‬قدمي‭ ‬نحو‭ ‬العالمية،‭ ‬وعرفتني‭ ‬على‭ ‬مصممين‭ ‬محترفين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مختلفة،‭ ‬وقد‭ ‬حاولت‭ ‬نقل‭ ‬خبراتي‭ ‬الطويلة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬إلى‭ ‬طالباتي‭ ‬بعد‭ ‬عملي‭ ‬كمعلمة‭ ‬تربية‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬آخر‭ ‬عالمي‭ ‬مهم‭.‬

وما‭ ‬هو؟

لقد‭ ‬تلقيت‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬سعادة‭ ‬السفير‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬روسيا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬كبيرة‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬بحرية‭ ‬بنهر‭ ‬موسكو،‭ ‬وعرضت‭ ‬خلالها‭ ‬أزيائي‭ ‬التي‭ ‬صممتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وعرضتها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬دلمون‭ ‬ستار‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬معرض‭ ‬الحرير‭ ‬التايلندي،‭ ‬وكان‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬إيجابي‭ ‬للغاية،‭ ‬وقيل‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬تصاميمي‭ ‬هو‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬اللمسة‭ ‬التراثية‭ ‬والحديثة،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬عشقي‭ ‬الشديد‭ ‬لتراث‭ ‬وطني‭ ‬وحرصي‭ ‬على‭ ‬تقديمه‭ ‬للعالم‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬شيقة‭ ‬مختلفة‭.‬

 

هل‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬عودة‭ ‬للتراث؟

نعم،‭ ‬هناك‭ ‬عودة‭ ‬وبقوة‭ ‬للتراث‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأزياء،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشباب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬خاصة،‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ثوب‭ ‬النشل‭ ‬نجده‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفعاليات،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬احتفالات‭ ‬المدارس‭ ‬حيث‭ ‬يرتدي‭ ‬التلاميذ‭ ‬الزي‭ ‬البحريني‭ ‬التقليدي‭ ‬ويشعرون‭ ‬بسعادة‭ ‬وفخر‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك‭.‬

دور‭ ‬التربية‭ ‬الفنية‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك؟

يجب‭ ‬هنا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬تدريس‭ ‬مادة‭ ‬التربية‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والذي‭ ‬أجده‭ ‬تطور‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬بهذه‭ ‬المادة‭ ‬واعتبارها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬أعمل‭ ‬بها،‭ ‬فهناك‭ ‬ثلاث‭ ‬حصص‭ ‬أسبوعية‭ ‬تخصص‭ ‬لتدريسها،‭ ‬وكم‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬نستشعر‭ ‬الاهتمام‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهالي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديمهم‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬لأبنائهم‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الفنية‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

 

التحدي‭ ‬الأصعب‭ ‬عبر‭ ‬مشوارك؟

من‭ ‬أصعب‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬هو‭ ‬تحدي‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليات‭ ‬عملي‭ ‬وشغفي‭ ‬وأسرتي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬التحلي‭ ‬بمهارة‭ ‬إدارة‭ ‬الوقت‭ ‬واستغلال‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬يومي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحاول‭ ‬تعليمه‭ ‬وغرسه‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬ابنتي،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬الشعور‭ ‬بالثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والشجاعة‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭.‬

 

من‭ ‬وراء‭ ‬نجاحك؟

أنا‭ ‬أتمتع‭ ‬بقناعة‭ ‬تامة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬رضا‭ ‬الوالدين‭ ‬ودعاء‭ ‬الأم‭ ‬هما‭ ‬مصدر‭ ‬القوة‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬والدتي‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬جميلة‭ ‬قد‭ ‬أفادني‭ ‬كثيرا‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقدير‭ ‬قيمة‭ ‬العمل‭ ‬والوقت‭ ‬والمثابرة‭ ‬حتى‭ ‬بلوغ‭ ‬الهدف،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنها‭ ‬خصصت‭ ‬لي‭ ‬مشغلا‭ ‬صغيرا‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لممارسة‭ ‬شغفي‭ ‬الشديد‭ ‬بالفن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬طور‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الموهبة‭ ‬بداخلي‭ ‬حتى‭ ‬الاحتراف،‭ ‬كذلك‭ ‬يجب‭ ‬هنا‭ ‬تأكيد‭ ‬الدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬زوجي‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مراحل‭ ‬تطوري‭ ‬المهني،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬أكبر‭ ‬داعم،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬فنية‭ ‬تقدر‭ ‬وتحترم‭ ‬الفن‭ ‬كثيرا‭.‬

سلاحك‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬فشل؟

في‭ ‬كل‭ ‬تجربة‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬نواجه‭ ‬بالطبع‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬مشاكل،‭ ‬ويبقى‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬التوقف‭ ‬أو‭ ‬الاستسلام‭ ‬تحت‭ ‬مسمي‭ ‬الفشل،‭ ‬وشخصيا‭ ‬حين‭ ‬أصادف‭ ‬أي‭ ‬عثرات‭ ‬أتذكر‭ ‬هدفي‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشعرني‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬المواصلة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تجاهل‭ ‬أي‭ ‬آراء‭ ‬محبطة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تضايقني‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬لكني‭ ‬لا‭ ‬أسمح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تعيقني،‭ ‬بل‭ ‬أصنع‭ ‬منها‭ ‬دافعا‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬أرمي‭ ‬إليه‭.‬

 

حلمك‭ ‬الحالي؟

دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬يبقى‭ ‬حلمي‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬امتلاك‭ ‬دار‭ ‬أزياء‭ ‬خاصة‭ ‬بي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مجموعاتي‭ ‬وتصاميمي‭ ‬من‭ ‬الأزياء‭ ‬الراقية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬شاهدته‭ ‬وتعلمته‭ ‬في‭ ‬إيطاليا،‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬المتميزة‭ ‬والمتألقة‭ ‬دوما‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ومنذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصور‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا