سلطان الشامسي لـ«أخبار الخليج»:
نهج زايد الإنساني حاضر ويتجدد بقيادة محمد بن زايد
90 ألف طن مساعدات إماراتية لغزة وإجلاء آلاف الجرحى للعلاج
أكثر من 100 مليار دولار حجم المساعدات الإماراتية منذ التأسيس
إعلام إنساني متخصــص.. صـــوت للمـحتـاجـيـن وجسـر للقيـم الإنـسانـيـة
منظومة إمـاراتيــة متكاملة لمواجهة الـكـوارث والاستـجابـة خلال 24 ساعـة
المرأة شريك رئيسي في التنمية الدولية.. وشراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية
منذ تأسيسها عام 1971، ارتبط اسم دولة الإمارات العربية المتحدة بالعطاء والعمل الإنساني، بفضل النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليجعل من الإمارات بلداً مانحاً وداعماً للشعوب في السراء والضراء، وقد تحوّل هذا النهج إلى ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للدولة، لتصبح الإمارات اليوم ضمن أكبر المانحين عالمياً قياساً بدخلها القومي الاجمالي.
واليوم، يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، المسيرة الإنسانية ذاتها بخطى ثابتة، ليؤكد أن نهج زايد ليس مجرد تاريخ مضى، بل حاضر نابض ومستقبل ممتد، عنوانه الإمارات… وطن الإنسانية.
«أخبار الخليج» أجرت لقاء حصريا مع سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية ونائب رئيس وكالة الامارات للمساعدات الدولية – دولة الإمارات العربية المتحدة للحديث حول عن المساعدات الإماراتية، وأدواتها، وتجاربها الميدانية، مؤكداً سرعة الاستجابة للكوارث، والدور الحيوي في غزة، والتحديات العالمية، إلى جانب رؤية الدولة للتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وأهمية الإعلام الإنساني.
إرث الشيخ زايد… البداية
الراسخة من محمد بن زايد
{ هل لا تزال الإمارات تسير على النهج الذي أرساه الشيخ زايد في مجال المساعدات؟
النهج ثابت ولم يتغير، فمنذ اليوم الأول للاتحاد كان هناك وعي بأن التنمية لا تنحصر داخل حدود الدولة، بل يجب أن تمتد إلى المنطقة والعالم، وأن إنشاء صندوق أبوظبي للتنمية عام 1971 خلال نفس العام الذي اعلن عنه اتحاد الامارات، كان رسالة واضحة أن البعد الإنساني جزء من هوية الدولة، والإمارات لم تتوقف يوماً عن العمل الإنساني والخيري، سواء في أوقات السلم أو الأزمات، لتترسخ صورتها كدولة مانحة وعطاء متواصل، جعل من العطاء جزءاً من هوية الدولة وركيزة في سياستها الخارجية.
ومنذ ذلك الحين، تأسست مؤسسات متخصصة مثل الهلال الأحمر الإماراتي لتكون الذراع الإنساني، مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني في المجال الصحي، مبادرات محمد بن راشد العالمية، دبي العطاء في مجال التعليم، ونور دبي في مكافحة العمى، إضافة إلى مبادرات المياه والطاقة، ما يؤكد تراكم الخبرات وعمق الالتزام.
سرعة الاستجابة…
منظومة متكاملة
{ كيف تواكب الإمارات المستجدات العالمية في الاستجابة الإنسانية؟
نعمل وفق منظومة استجابة شاملة، لدينا معايير تجعلنا نتحرك خلال 24 ساعة من وقوع أي كارثة. وعلى سبيل المثال، خلال جائحة كورونا سيرت الإمارات أكثر من 200 طائرة محملة بالمستلزمات الطبية واللقاحات إلى 141 دولة في العالم.
فيما اليوم نمتلك بنية تحتية قوية: مطارات وموانئ عالمية، وشبكات لوجستية متطورة، وصناعات دوائية وطبية، ما جعل الاستجابة الإماراتية أكثر سرعة وفعالية من أي وقت مضى.
غزة… أولوية إنسانية ثابتة
{ ماذا عن دور الإمارات في دعم غزة؟
منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في غزة، قدمت الإمارات نحو 90 ألف طن من المساعدات الإنسانية، وأجلت 2785 حالة طبية مع مرافقيها للعلاج في مستشفيات الدولة.
كما يعمل المستشفى الإماراتي في غزة، وتم تمديد خط مياه بطول 7.5 كيلومترات في قطاع غزة لمناطق خانيونس لتوفير 2 مليون جالون يومياً يستفيد منه نحو مليون شخص. إضافة إلى ذلك، توفر الإمارات السكن والتعليم للأطفال المرافقين للجرحى.
طرق إيصال المساعدات متعددة: العريش في مصر حيث توجد مخازن كبرى، وكذلك الأردن، إلى جانب الإسقاط الجوي، ما يعكس التزام الإمارات بأن تكون في قلب المشهد الإنساني داخل غزة.
حضور عالمي في الكوارث والأزمات
{ الإمارات حاضرة دوماً في الكوارث، ما أبرز المحطات ؟
القائمة طويلة، ومنها:
• أفغانستان (2025): فرق إنقاذ ومساعدات بعد الزلزال.
• ألبانيا ومونتنيغرو: طائرات إماراتية لمكافحة حرائق الغابات.
• باكستان: استجابة لفيضانات مدمرة ودعم إعادة الإعمار.
• السودان وجنوب السودان وتشاد: دعم انساني مستمر إنشاء مستشفيات ميدانية مثل مستشفى في منطقة «مادود» في جنوب السودان الذي يستقبل يومياً أكثر من 200 مريض.
إجمالاً، تجاوزت قيمة المساعدات الإماراتية منذ التأسيس وحتى اليوم 100 مليار دولار.
التنمية المستدامة… رؤية نحو 2030
{ كيف تنظرون إلى أهداف التنمية المستدامة؟
الإمارات تعمل على دعم الدول النامية لتحقيق الأهداف الـ17، لكننا نركز على اهداف مثل: القضاء على الفقر، الأمن الغذائي، الصحة، التعليم، تمكين المرأة، والطاقة المستدامة.
مشاريعنا تشمل إنشاء الطرق والجسور وشبكات المياه والمستشفيات، بدعم من صندوق أبوظبي للتنمية. لكن التنمية لا تكتمل إلا بوجود استقرار سياسي وحوكمة قوية، إلى جانب دور القطاع الخاص في خلق الوظائف.
تمكين المرأة… من الدعم إلى القيادة
{ ما موقع المرأة في العمل التنموي الإماراتي؟
المرأة شريك أساسي في التنمية. لدينا مشاريع زراعية في ليبيريا شاركت فيها ألف امرأة، ومبادرات للطاقة المتجددة في الجزر الكاريبية بإدارة نسائية محلية.
كما أن مبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات» رسخت برامج تدريبية كبرى في إفريقيا، مثل السنغال وإثيوبيا، وتولي اهتماماً خاصاً بالنساء اللاجئات، باعتبارهن الأكثر هشاشة في النزاعات.
شراكات دولية وتعاون
متعدد الأطراف
{ ماذا عن التعاون مع المنظمات الدولية؟
لدينا شراكات راسخة مع المنظمات الدولية مثل: برنامج الغذاء العالمي، مفوضية اللاجئين، منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الفاو، والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، وغيرها. ويوجد في الامارات أكبر مستودعات للإغاثة في العالم تابعة للمنظمات الدولية. هذا التعاون يضمن توزيعاً فعالاً للمساعدات وفق المعايير الدولية، ويعزز الثقة بقدرة الإمارات على قيادة مبادرات إنسانية عالمية.
الإعلام الإنساني… صوت لا غنى عنه
{ كلمة أخيرة لقراء «أخبار الخليج»؟
الإعلام شريك أساسي. هو ليس مجرد ناقل للأخبار، بل أداة لإيصال الأثر الحقيقي للمساعدات، وتسليط الضوء على قضايا قد تُهمل عالمياً، مثل قضية الروهينغا في بنغلاديش أو بعض اللاجئين في إفريقيا.
نحتاج إلى إعلاميين متخصصين في الإعلام الإنساني، سواء في الإمارات أو مملكة البحرين أو المنطقة عموماً، يعكسون القيم الإنسانية ويجعلون صوت المحتاجين مسموعاً.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك