غزة - (أ ف ب): دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس برجا سكنيا ثانيا في مدينة غزة، وأمر سكان المدينة بمغادرتها والانتقال إلى منطقة المواصي جنوبا، مع استعداده المستمر لتنفيذ عدوان بري على المدينة.
وتحدث الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 24 شخصا أمس بنيران الاحتلال، بينهم خمسة قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب القطاع. وردا على سؤال لفرانس برس، لم يشأ الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.
وألقت طائرات اسرائيلية أمس آلاف المناشير فوق الاحياء الغربية في مدينة غزة، طالبة من السكان إخلاءها.
ولاحقا، أعلن الجيش انه قصف برجا ثانيا أفاد شهود بأنه برج السوسي، غداة قصفه برج مشتهى.
وقال نافع (44 عاما) الذي أورد أنه يقيم مع عائلته في خيمة في حي الرمال: «قرأت المناشير ولكن الى أين نذهب؟ سننتظر وحين نرى الدبابات الاسرائيلية تقترب سنرحل».
من جهتها، اتهمت حماس الجيش الاسرائيلي بارتكاب «جريمة النزوح القسري بحق الشعب الفلسطيني».
وأقرّت حكومة الاحتلال مؤخرا خطة للسيطرة على غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المائة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحوى مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من «كارثة».
وتواصل إسرائيل عمليات التدمير غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة «منخرطة في مفاوضات معمّقة جدا مع حماس».
وتطرق ترامب الى موضوع الرهائن قائلا: «أفرجوا عنهم جميعا الآن، أفرجوا عنهم جميعا»، مشيرا إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم.
ورغم أنّ حماس وافقت في أغسطس على اقتراح الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر لاتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن، تطالب الحكومة الإسرائيلية الحركة بإلقاء سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وفي بيان أمس، وجه منتدى عائلات الرهائن شكره إلى ترامب وستيف ويتكوف، موفده الخاص إلى الشرق الأوسط، لـ«عزمهما (...) على إحراز تقدم في المفاوضات».
وأمل أن تظهر الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض لمزيد من الضغوط الداخلية والخارجية «التصميم نفسه على إعادة الرهائن وإنهاء الحرب».
منذ بداية الحرب، شنّ الجيش الإسرائيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها «إنسانية» و«آمنة» للسكان، زاعما أنّه يستهدف مقاتلي حماس المختبئين بين المدنيين.
وقال عبد الناصر مشتهى (48 عاما) النازح المقيم في خيمة في منطقة الجندي المجهول في غرب مدينة غزة، بعد مغادرته حي الزيتون الذي تعرّض للقصف: «الجيش يكذب على الناس، إذا ذهبنا للحصول على مساعدات طحين ومعلّبات غذائية يطلقون النار».
وأضاف لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: «حاليا سنبقى في مكاننا... كل مناطق غزة والجنوب فيها قصف وموت».
من جانبه، أكد بسام الأسطل (52 عاما) الذي نزح مع عائلته إلى منطقة المواصي، أنّ «أسوأ منطقة هي المواصي... ليست منطقة إنسانية ولا منطقة آمنة، أكبر عدد للشهداء يوميا في المواصي وليس فيها أماكن للخيام ولا خدمات إنسانية، ولا مياه وصرف صحي ولا مساعدات غذائية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك