العدد : ١٧٣٣٢ - الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٢ - الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

قراءة أم تجاهل؟

تظل‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬أخذ‭ ‬وعطاء‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬والرياضة،‭ ‬فما‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمواقع‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬المباراة‭ ‬وصبيحة‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وقودا‭ ‬محفزا،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬عبئا‭ ‬نفسيا‭ ‬إضافيا‭ ‬على‭ ‬اللاعب‭ ‬والمدرب‭ ‬معا،‭ ‬وهنا‭ ‬يطفح‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يطلع‭ ‬اللاعب‭ ‬والمدرب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬عنهم،‭ ‬أم‭ ‬يتجاهلونه؟

والرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬غير‭ ‬متفق‭ ‬عليه،‭ ‬فبعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬وآراء‭ ‬النقاد‭ ‬طاقة‭ ‬إضافية،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬إشادة‭ ‬أو‭ ‬انتقادا،‭ ‬لتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الأفضل‭.‬

قراءة‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬وما‭ ‬يقال‭ ‬يمنح‭ ‬المدرب‭ ‬واللاعب‭ ‬مؤشرا‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬الفريق‭ ‬لدى‭ ‬الجماهير‭ ‬والإعلام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭.‬

والمقالات‭ ‬التحليلية‭ ‬قد‭ ‬تحمل‭ ‬ملاحظات‭ ‬فنية‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬اللاعب‭ ‬أو‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني،‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬وراءها‭ ‬كتاب‭ ‬ومحللون‭ ‬ونقاد‭ ‬متمكنون،‭ ‬ويحظون‭ ‬بقبول‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القراء‭ ‬والمتابعين‭.‬

على‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬المكتوب‭ ‬وخاصة‭ ‬قبل‭ ‬المباراة‭ ‬تحديدا‭ ‬تشويشا‭ ‬للذهن،‭ ‬فقد‭ ‬تسبب‭ ‬العناوين‭ ‬المثيرة‭ ‬أو‭ ‬التحليلات‭ ‬المتشائمة‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬الهزيمة‭ ‬فإن‭ ‬الانتقادات‭ ‬القاسية‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المعنويات،‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تضعف‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمباراة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وأحيانا‭ ‬يجر‭ ‬المكتوب‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمدربين‭ ‬إلى‭ ‬جدالات‭ ‬جانبية‭ ‬تبعدهم‭ ‬عن‭ ‬تركيزهم‭ ‬الأساسي‭ ‬وهو‭ ‬الملعب‭.‬

وإزاء‭ ‬من‭ ‬يؤيد‭ ‬القراءة،‭ ‬ومن‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬تجاهلها،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حل‭ ‬وسط،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬التوقيت‭ ‬ومصدر‭ ‬القراءة،‭ ‬فقبل‭ ‬المباراة‭ ‬يفضل‭ ‬أن‭ ‬يجنب‭ ‬اللاعب‭ ‬والمدرب‭ ‬أنفسهما‭ ‬القراءة‭ ‬المفرطة،‭ ‬ويتركان‭ ‬المساحة‭ ‬كاملة‭ ‬للتركيز‭ ‬الذهني‭ ‬والفني‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬جانب‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يمكن‭ ‬للاعب‭ ‬والمدرب‭ ‬بعد‭ ‬المباراة‭ ‬أن‭ ‬يطلعا‭ ‬على‭ ‬التحليلات‭ ‬الرصينة‭ ‬لا‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬أخطأ‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الدروس‭ ‬وأخذ‭ ‬العبرة‭ ‬لتحسين‭ ‬الأداء،‭ ‬أما‭ ‬التفاعل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الإعلام‭ ‬فيفضل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بوعي‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬إعلامي‭ ‬من‭ ‬النادي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬إضافي‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ليست‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬القراءة‭ ‬أو‭ ‬عدمها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬القراءة‭ ‬وتوقيتها،‭ ‬ويبقى‭ ‬الإعلام‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية،‭ ‬لكن‭ ‬حسن‭ ‬توظيفه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحدد‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬طريقا‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

 

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا