وقت مستقطع

علي ميرزا
قراءة أم تجاهل؟
تظل هناك علاقة أخذ وعطاء بين الإعلام والرياضة، فما ينشر في الصحف والمواقع ومنصات التواصل صبيحة يوم المباراة وصبيحة اليوم التالي قد يكون وقودا محفزا، وقد يكون عبئا نفسيا إضافيا على اللاعب والمدرب معا، وهنا يطفح على السطح هذا السؤال: هل من الأفضل أن يطلع اللاعب والمدرب على ما يكتب عنهم، أم يتجاهلونه؟
والرد على هذا السؤال غير متفق عليه، فبعض اللاعبين يجدون في عناوين الصحف وآراء النقاد طاقة إضافية، سواء كانت إشادة أو انتقادا، لتحفيزهم على تقديم الأفضل.
قراءة ما ينشر وما يقال يمنح المدرب واللاعب مؤشرا عن شكل الفريق لدى الجماهير والإعلام، وهو ما قد يساعد في ضبط الخطاب الإعلامي أو تحسين الأداء.
والمقالات التحليلية قد تحمل ملاحظات فنية مهمة يمكن أن يستفيد منها اللاعب أو الجهاز الفني، وخاصة إن كان وراءها كتاب ومحللون ونقاد متمكنون، ويحظون بقبول كبير من قبل القراء والمتابعين.
على الضفة الأخرى هناك من يرى في المكتوب وخاصة قبل المباراة تحديدا تشويشا للذهن، فقد تسبب العناوين المثيرة أو التحليلات المتشائمة شيئا من القلق والتوتر.
وفي حال الهزيمة فإن الانتقادات القاسية قد تؤثر على المعنويات، ومن شأنها أن تضعف التركيز على الاستعداد للمباراة المقبلة، وأحيانا يجر المكتوب اللاعبين والمدربين إلى جدالات جانبية تبعدهم عن تركيزهم الأساسي وهو الملعب.
وإزاء من يؤيد القراءة، ومن يشجع على تجاهلها، قد يكون هناك حل وسط، يكمن في اختيار التوقيت ومصدر القراءة، فقبل المباراة يفضل أن يجنب اللاعب والمدرب أنفسهما القراءة المفرطة، ويتركان المساحة كاملة للتركيز الذهني والفني هذا من جانب.
ومن جانب آخر يمكن للاعب والمدرب بعد المباراة أن يطلعا على التحليلات الرصينة لا للتركيز على من أخطأ فقط، بل لاستيعاب الدروس وأخذ العبرة لتحسين الأداء، أما التفاعل المباشر مع الإعلام فيفضل أن يتم بوعي وتحت إشراف إداري أو إعلامي من النادي حتى لا يتحول إلى عبء إضافي.
وفي نهاية المطاف ليست القضية في القراءة أو عدمها بقدر ما هي في كيفية القراءة وتوقيتها، ويبقى الإعلام جزءا لا يتجزأ من المنظومة الرياضية، لكن حسن توظيفه هو ما يحدد إن كان طريقا نحو النجاح من عدمه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك