لم تعد إدارة المشاريع التطويرية والعقارية مجرد ترف او أمرا ثانويا في أي مشروع، بل باتت ركنا أساسيا في الوصول إلى الأهداف الموضوعة.
وتعرف إدارة المشاريع العقارية بأنها عملية شاملة للتخطيط والإشراف والتنفيذ لمشاريع التطوير العقاري والتجديدات، مع التركيز على الالتزام بالجدول الزمني والتكاليف والجودة وتحقيق أهداف المشروع، بما يشمل دراسة الجدوى، التصميم، وإدارة الإنشاءات، وعلاقات المساهمين.
ومن ثم تشمل إدارة المشاريع العقارية التخطي وتحديد الأهداف المشروع وتحليل الاحتياجات ووضع خطط التطوير وإعداد دراسات الجدوى، وإدارة الجداول الزمنية، وإدارة الموارد، والتصميم والإشراف، والحصول على التراخيص وإدارة التكاليف. كما تلعب دورا كبيرا في التسويق وإدارة علاقات المساهمين والعملاء.
وأكد تقرير لمنصة رؤية العقارية أنه في ظل النهضة التنموية المتسارعة في قطاع العقار يظهر دور إدارة المرافق كعامل رئيس في نجاح المشاريع التطويرية الجديدة. سواء في المساحات التجارية، التجزئة، الصناعية أو الاستخدامات المختلطة، حيث يستقطب مديرو المرافق خبرات تشغيلية تؤثر على تصميم المشروع، مواصفاته، وأدائه على المدى الطويل.
كما أن فِرق إدارة المرافق يمتلكون خبرة في تشغيل وصيانة المباني القائمة. تُمكّنهم هذه الخبرة العملية من تحديد الاحتياجات للمستخدمين النهائيين بدقة، سواء كانوا مستأجري مكاتب، أو عملاء تجزئة، أو مشغلي صناعات.
فضلا عن تعاونهم مع فرق التصميم والهندسة، على سبيل المثال: في مشروع تطوير متعدد الاستخدامات، يُقدم مديرو المرافق متطلبات تفصيلية للمطاعم والمقاهي، مثل أحدث المطابخ، وأنظمة التهوية، ومساحات التخزين، وذلك بناءً على الخبرة التي يخترنها خبراء ادارة المرافق من تحاربهم السابقة.
في المشاريع الصناعية، يمكن لمديري المرافق التوصية بمزايا لمرائب التحميل وأنظمة الرفوف في المستودعات، وتنعكس تلك الوصايا في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف التشغيلية بشكل فعّال.
ويلعب مديرو المرافق دوراً حاسماً في توجيه اختيار المواد وأنظمة البناء. كما تساعد خبرتهم العملية في تحديد الحلول الأكثر متانة وسهولة في الصيانة والكلفة الفعالة، ما يضمن الأداء على المدى الطويل. مثال: ترشيح تفضيلات لمواد أرضيات مقاومة للضغط في المناطق ذات الحركة المرورية العالية، أو اقتراح أنظمة إضاءة وتكييف هواء موفرة للطاقة تتماشى مع أهداف الاستدامة في المشروع. تساعد هذه المدخلات فِرق التصميم في اتخاذ قرارات مستنيرة تقلل من التكاليف.
وبخبرتهم في التعامل مع الموردين ومصنعي المعدات الأصلية (OEM)، يمكن لمديري المرافق توجيه فرق الهندسة في اختيار الأصول الرئيسية كالمضخات والمصاعد. تستند هذه الخيارات إلى عوامل مثل الموثوقية وتوافر قطع الغيار ودعم الصيانة، ما يؤثر بشكل كبير على فترات التوقف المستقبلية ويسهم في تحليل أفضل للاستثمار الأولي مقابل كلفة دورة الحياة.
كما يمكنهم أيضًا اقتراح تقنيات متقدمة مثل أنظمة إدارة المباني (BMS) أو مراقبة تدفق الأقدام، لتجهيز العقار بنقاط الاستشعار اللازمة لإدارة المرافق والتحكم في الحركة المرورية وتحسين الإضاءة والتبريد. لا يساعد هذا في تحسين العمليات بل يسهم أيضًا في التنبؤ بدورة حياة العقار وتقليل التكاليف على المدى البعيد.
ومن أهم مساهمات ادارة المرافق في المشاريع التطويرية الجديدة هو ضمان انتقال سلس من البناء إلى التشغيل. تُمكنهم المشاركة الفعالة في عملية التصميم توقع التحديات المحتملة ومعالجتها بشكل استباقي، ما يقلل من الاضطرابات ويضمن جاهزية المرافق للتشغيل السلس من يومها الأول.
عندما يشارك مديرو المرافق من البداية يتم تحديد جوانب مثل تخصيص المساحات ونقاط الدخول والخروج ونشر الموظفين وفهم أنظمة الميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEP) بوضوح. يسهم هذا الوضوح في تسليم سلس وفحص أولي فعال للعقار ويقلل من العيوب الإنشائية.
يصبح التخطيط التشغيلي للأدوات والمعدات والمواد الاستهلاكية أكثر كفاءة وفعالية من حيث الكلفة، حيث يفهم مديرو المرافق مواصفات المواد وتخصيص المساحات من مرحلة التطوير. مع فهم واضح لقيود العقار، بالإضافة إلى تحسين كفاءة القوى العاملة، وتكاليف المواد، وإدارة المخزون. ويمكن لمديري المرافق تطوير برامج تدريب شاملة لتأهيل الموظفين المسؤولين عن العمليات والصيانة، ما يضمن تشغيل وصيانة المرافق الجديدة بأعلى المعايير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك