العدد : ١٧٣٣٢ - الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٢ - الجمعة ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العقاري

النهضة العقارية:
شارع البديع عودة المدارس وعودة الزحمة

بقلم: جاسم الموسوي

الأربعاء ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الجديد‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬يعود‭ ‬المشهد‭ ‬اليومي‭ ‬المعتاد‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭: ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬حركة‭ ‬بطيئة‭ ‬تكاد‭ ‬تتوقف‭ ‬أحياناً،‭ ‬وتأخير‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعة‭ ‬يومياً‭. ‬هذا‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬شرياناً‭ ‬حيوياً‭ ‬يربط‭ ‬القرى‭ ‬ومدينة‭ ‬سلمان‭ ‬والمحلات‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الشارع‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬والمناطق‭ ‬السكنية‭ ‬بمراكز‭ ‬العمل‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وسترة‭ ‬الصناعية‭ ‬والمدارس‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬والرفاع‭ ‬ومدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬عنواناً‭ ‬للأزمة‭ ‬المتجددة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭.‬

المفارقة‭ ‬أن‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬الصيف‭ ‬كان‭ ‬مثالاً‭ ‬في‭ ‬الانسيابية‭ ‬والراحة‭ ‬المرورية،‭ ‬فغياب‭ ‬الطلبة‭ ‬عن‭ ‬المدارس‭ ‬قلّص‭ ‬الضغط‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬لتصبح‭ ‬الحركة‭ ‬سهلة‭ ‬وسريعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬طويل‭. ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تكشف‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬المشكلة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المركبات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لشارع‭ ‬استراتيجي‭ ‬يخدم‭ ‬عشرات‭ ‬القرى‭ ‬والمناطق‭ ‬المأهولة‭ ‬السكنية‭.‬

السؤال‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يتردد‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬الجميع‭: ‬متى‭ ‬سيتم‭ ‬التوسعة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لشارع‭ ‬البديع؟‭ ‬رغم‭ ‬التصريحات‭ ‬العديدة‭ ‬سيتم‭ ‬قريباً‭ ‬بإنشاء‭ ‬التوسعة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي؛‭ ‬فالأزمة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬جديدة،‭ ‬بل‭ ‬تتكرر‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭. ‬والأسوأ‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعقد‭ ‬مع‭ ‬منح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التراخيص‭ ‬لبناء‭ ‬مراكز‭ ‬تجارية‭ ‬ومجمعات‭ ‬تسوق‭ ‬والدكاكين‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المحور‭ ‬المزدحم‭ ‬أصلاً،‭ ‬وكأننا‭ ‬نضيف‭ ‬وقوداً‭ ‬إلى‭ ‬نار‭ ‬الازدحام‭.‬

هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬انزعاج‭ ‬يومي‭ ‬للسائقين‭ ‬ومرتادين‭ ‬شارع‭ ‬البديع،‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬تبعات‭ ‬واسعة‭:‬

*‭ ‬اقتصادية‭: ‬ساعات‭ ‬عمل‭ ‬وظيفية‭ ‬تُهدر‭ ‬يومياً‭ ‬في‭ ‬الازدحام‭.‬

*‭ ‬اجتماعية‭: ‬توتر‭ ‬ومعاناة‭ ‬للأسر‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬أبنائها‭ ‬للمدارس‭ ‬أو‭ ‬عودتهم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متأخر‭.‬

*‭ ‬بيئية‭: ‬زيادة‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬وقوف‭ ‬السيارات‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭.‬

*‭ ‬تأخر‭ ‬المصالح‭: ‬وتضرر‭ ‬اصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬من‭ ‬استمرارية‭ ‬الازدحامات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬جذري‭.‬

ولأن‭ ‬النقد‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬فإن‭ ‬الحلول‭ ‬العملية‭ ‬أصبحت‭ ‬واضحة‭ ‬وملحّة،‭ ‬ويمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭:‬

1‭. ‬توسعة‭ ‬الشارع‭ ‬عبر‭ ‬إضافة‭ ‬مسارات‭ ‬جديدة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الكثافة‭ ‬المتزايدة‭ ‬لكل‭ ‬جانب‭.‬

2‭. ‬إنشاء‭ ‬جسور‭ ‬في‭ ‬التقاطعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬وبين‭ ‬القرى‭ ‬لتخفيف‭ ‬نقاط‭ ‬الاختناق‭ ‬على‭ ‬الدوارات‭.‬

3‭. ‬تخصيص‭ ‬اماكن‭ ‬خاصة‭ ‬لحافلات‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الخاصة‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬الفردية‭ ‬صباحاً‭.‬

4‭. ‬إنشاء‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬موازية‭ ‬تخدم‭ ‬القرى‭ ‬والمناطق‭ ‬المتصلة‭ ‬بالشارع،‭ ‬لتوزيع‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭.‬

5‭. ‬مراجعة‭ ‬سياسة‭ ‬التراخيص‭ ‬التجارية،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يُسمح‭ ‬بإضافة‭ ‬مشاريع‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ربطها‭ ‬بخطة‭ ‬تطوير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬المحيطة‭ ‬لمخارج‭ ‬ومداخل‭ ‬المجمعات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬ازدحاماتها‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭.‬

التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬شوارع‭ ‬رئيسية‭ ‬مثل‭ ‬شارع‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الحلول‭ ‬ممكنة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وُضعت‭ ‬الخطط‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬فلماذا‭ ‬يُستثنى‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية؟

إن‭ ‬ما‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬اهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬ومرتادو‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬حق‭ ‬أساسي‭ ‬لضمان‭ ‬انسيابية‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭. ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬الأسئلة‭ ‬مفتوحة‭: ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سيبقى‭ ‬ازمة‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حل؟‭ ‬ومتى‭ ‬تتحول‭ ‬الوعود‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس؟

إنها‭ ‬ليست‭ ‬أزمة‭ ‬مرور‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬قضية‭ ‬عدالة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬وضرورة‭ ‬عاجلة‭ ‬لحماية‭ ‬وقت‭ ‬وجهد‭ ‬كل‭ ‬موظف‭ ‬وولي‭ ‬أمر‭ ‬وطالب‭ ‬يعبر‭ ‬هذا‭ ‬الشارع‭ ‬يومياً‭.‬

الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬الفاتح

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا