أصغر بحرينية صاحبة مشروع خاص للمخبوزات الحلوة.. ابتكرت منتجا هو الأول من نوعه
وشاركت به في برنامج «بيبان».. لجين حسن مهدي لـ«أخبار الخليج»:
يقول الكاتب والفيلسوف فولتير «التربية تطور المواهب.. ولكن لا تخلقها»!
نعم، المواهب تولد بالفطرة مع الإنسان، المهم هو احتضانها، وتلك هي كلمة السر وراء تحقيق المرء للنجاح، فالاستثمار ليس في المنتجات فقط بل في الاهتمام بالأفكار، علما بأن البشر أسرع الاستثمارات نموا.
هذا بالفعل ما يرمي إليه برنامج «بيبان» الذي تنتجه مشاريع الأمل بالمملكة ويعتبر الملتقى الأبرز عالميا في قطاع ريادة الاعمال، حيث يهدف إلى تمكين رواد الأعمال المحليين والدوليين عبر تسعة أبواب تأتي تحت شعار «وجهة عالمية للفرص».
برنامج «بيبان» يبحث عن المواهب، ويستقطبها، ويصقلها، ويطورها، ومن ثم الإبقاء عليها، انطلاقا من قناعة القائمين عليه بأن امتلاك المواهب والتي تمثل رأس المال الفكري لأي مجتمع يعد كنزا ثمينا ومن الأصول الهائلة التي يجب الاستثمار فيها.
لجين حسين مهدي، كانت واحدة من تلك المواهب التي استحقت الاحتضان وعن جدارة، فهي أصغر صاحبة مشروع خاص للمخبوزات الحلوة بالبحرين، شاركت في برنامج «بيبان» بمنتج هو الأول من نوعه، الأمر الذي دفع أربعة من المستثمرين الخليجيين إلى الاستثمار في مشروعها الذي أطلقته عند عمر 12 عاما.
لقد فتح «بيبان» أمامها فرصا استثنائية للتدريب على أيادٍ عالمية لتطوير مشروعها الذي تحول من مجرد مشروع منزلي صغير إلى نجاح كبير حتي افتتحت محلها الجديد الذي شكل فارقا كبيرا في قصتها التي نتوقف عند تفاصيلها في الحوار التالي:
متى بدأت علاقتك بالطبخ؟
علاقتي بالطبخ بدأت في سن مبكرة للغاية، واذكر أنني كنت أهوى الطبخ منذ الصغر، وأقوم بجمع الوصفات وتصويرها من شبكة الإنترنت وطبخها في المنزل، ومن ثم عرضها على حسابي على الانستجرام، وكانت والدتي تشجعني وتحفزني على ذلك بعد أن استشعرت موهبتي وتحمست لي بشدة، لكنها رفضت في البداية أن تتحول هوايتي إلى مشروع تجاري في هذه السن الصغيرة خوفا من تأثير ذلك بالسلب على دراستي ومشواري العلمي وتفوقي إلى أن تمت موافقتها.
كيف تمت الموافقة؟
في يوم من الأيام كانت تتحدث مع الشيف آيات عن موهبتي وهي من اقنعها بان احول هوايتي إلى بيزنس، حيث أكدت لها أنني لن أخسر شيئا حتى لو لم أنجح فيه، وبالفعل وافقت والدتي وأطلقت مشروعي عند عمر 12 عاما عبر حساب على الانستجرام، وحققت شهرة واسعة ونجاحا لافتا، وعكفت على تطوير موهبتي ومهاراتي، فسافرت إلى دبي ولندن لدراسة كورسات في الطبخ إضافة إلى الالتحاق بدورات محلية، وكان تركيزي على المخبوزات الحلوة، وطورت من عملي وأتقنت الطهي وابتكرت وصفات جديدة، علما بأن كل ذلك تم بمفردي ومن دون أي مساعدة من أحد، واليوم أصبح لدي ثلاث موظفات أعتبر إحداهن هي يدي اليمين سواء في الطهي او الإدارة، وقد تم افتتاح المحل الخاص بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على البداية.
أهم الصعوبات التي واجهتك؟
يمكن القول بأن أهم صعوبة واجهتني كانت إمكانية توفير رأس المال، والذي لم يتعد 500 دينار في بداية المشروع، ومع الوقت تمت تغطية الكلفة ثم حققت أرباحا بعد أكثر من عام، ومن التحديات الأخرى المهمة كان تحقيق التوازن بين مسؤولية الدراسة وبين إدارة مشروعي من الالف للياء، ولكني تمكنت من إدارة الوقت بمهارة.
ماذا عن تحقيق التوازن بين دراستك وعملك؟
لقد استطعت ولله الحمد تحقيق قدر كبير من التوازن بين دراستي وعملي إلى حد ما، وهو ما تطلب بذل جهد مضاعف دون شك، فمثلا كنت أذهب إلى المحل عقب انتهاء دوام المدرسة وأنهي أشغالي ومهامي به، ثم أعود إلى المنزل وقت المغرب واعكف علي انجاز واجباتي المدرسية، وبالطبع وقت الامتحانات كنت أعطي الأولوية للدراسة والاستذكار بكل تأكيد، ولا شك أن دراستي لتخصص إدارة الأعمال اسهمت في نجاحي العملي بصورة لافتة، حيث منحتني الخبرة والمعلومات اللازمة للخوض في مشروعي بكل كفاءة لتمتعي بخلفية واسعة، وكان ذلك من أسباب نجاحي رغم صغر عمري وعدم بذل مجهود كبير في الالمام بكافة الأمور المطلوبة في هذا البيزنس.
بماذا تتميز منتجاتك؟
يصل عدد منتجاتي إلى حوالي عشرة أصناف تم صنعها بنفسي عبر ساعات عمل تصل إلى ما يقارب أربع ساعات يوميا، أما عدد الطلبات التي استقبلها فهي تتجاوز العشر تقريبا، والتي ترتفع في عطلة نهاية الأسبوع إلى الضعف تقريبا، ويمكن القول بأن أهم ما يميز منتجاتي هو أنها تجمع بين الشكل الجميل والطعم اللذيذ، وهو شيء نادر الحدوث بالنسبة للكثير من المنتجات الأخرى بالسوق، حيث نجد أن الشكل يطغى أحيانا على الطعم او العكس، وبالطبع كانت دراستي لفنون الطبخ وراء ذلك، حيث أمدتني بالخبرات اللازمة التي اسهمت في تطوير ونجاح مشروعي بهذه الصورة التي وصلت إليها اليوم.
من وراء نجاحك؟
انا مؤمنة بالنظرية التي تقول «حب ما تعمل كي تعمل ما تحب» وهي من اهم أسباب نجاحي، فالشخص الذي يعمل في مجال شغفه لا بد له ان يحقق تألقا في ذلك المجال، هذا فضلا عن الدعم الكبير الذي يقدمه لي والدي ووالدتي وأخي، وهذا ما جعلني أتمكن من مواجهة المنافسة في السوق والتي أراها شديدة وقاسية في الوقت نفسه، وبالطبع يكون البقاء دوما لصاحب التميز واللمسات المتفردة، كما أنني أحرص على ابتكار أصناف حديثة في المناسبات المختلفة اجمع فيها بين تراثنا العريق وبين النكهات العصرية.
حدثينا عن تجربتك مع برنامج بيبان؟
برنامج بيبان من البرامج المهمة التي تدعم المبدعين، وهو الملتقى الأبرز في قطاع ريادة الاعمال والمعني بتمكين البيئة الريادية في المملكة لرواد الاعمال المحليين والدوليين، وذلك من خلال تسعة أبواب تحت شعار «وجهة عالمية للفرص»، وهو برنامج تلفزيوني واقعي ريادي تنتجه مشاريع الأمل الذراع الاستثمارية لصندوق الأمل، حيث يعرض فيه رواد الاعمال مشاريعهم الواعدة أمام لجنة من المستثمرين لمنحهم فرصة الاستثمار مقابل أسهم في الشركة، إضافة الى الحصول على الفرص الاستراتيجية لتطوير المشاريع.
كيف تم الاستفادة منه؟
لقد التحقت ببرنامج بيبان عند عمر 13 عاما، واستفدت منه كثيرا في تأسيس مشروعي وكذلك تطويره وفي الإلمام بكل الأمور الإدارية والفنية الخاصة به، وقد تم اختياري أنا وتسع غيري من بين مائة من أصحاب البيزنس، وأجريت تعاقدا مع أربعة من المستثمرين في الخليج للاستثمار في مشروعي، وقد أبهرت الجميع بمشاركتي بمنتج متفرد هو الأول من نوعه وكان عبارة عن آيس كريم غير قابل للذوبان، وقد لاقى اعجابا شديدا من اللجنة، ومن هنا جاءت الشراكة مع المستثمرين الخليجيين، وكان ذلك نقطة تحول بالنسبة لي وبالتعاون معهم تمكنت ولله الحمد من افتتاح أول محل وأصبح لدي سجل تجاري.
خطتك المستقبلية؟
بعد تخرجي في الثانوية العامة قريبا سوف أتوجه إلى سويسرا لدراسة الطبخ في جامعة تعتبر من ثاني أفضل جامعات العالم في المخبوزات الحلوة وذلك كي أتمكن من تطوير مشروعي بصورة أكثر احترافيه ومن ثم التوسع فيه وافتتاح فروع اخرى له، ولا خوف على غيابي عن المحل طوال مدة دراستي، لان هناك عاملة تقوم بمهامي وتمثل بالنسبة لي يدي اليمنى فضلا عن إدارة والدتي واشرافها على المشروع، ومن المؤكد أنني سأتابع كافة الأمور عن بعد.
ما هو طموحك تجاه للمطبخ البحريني؟
اتمنى عقب دراستي لفن الطبخ في سويسرا وعودتي إلى وطني أن أسهم بقدر كبير في تطوير مهارات الشباب البحريني في هذا المجال، وان امد إليهم يد المساعدة عبر خبراتي الواسعة بهدف إتقان هذه المهنة لرفع اسم المطبخ البحريني عاليا أمام العالم أجمع.
حلمك القادم؟
أحلم حاليا بأن احتل مرتبة أفضل شيف في البحرين، وأن أتمكن من الحصول على جائزة في مجالي على مستوى العالم، ولعل قدوتي في ذلك الشيف تالا بشمي التي أتمنى الوصول إلى ما وصلت اليه من مهارة وشهرة محلية وعالمية، ولا أرى هناك مستحيلا أمام تحقيق ذلك فقط كل ما أحتاجه هو مزيد من التعلم والتدريب المستمر، واكتساب خبرات متنوعة وجديدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك