أكد حسين القيدوم المدرب الوطني لكرة اليد الشاطئية والفريق الأول بنادي البحرين أن منتخبنا الشاطئي عاد إلى الواجهة بقوة بعد غياب طويل، مشددًا على أن وصافة البطولتين الخليجية، وليبيا الودية الدولية ليست سوى بداية لمسيرة واعدة قادرة على وضع البحرين في موقع المنافسة القارية.
وأوضح القيدوم أن التحدي الأكبر يتمثل في الاستمرارية والمشاركة المنتظمة، معتبرًا أن دعم الاتحاد وتكاتف الجهود يشكلان حجر الأساس لمستقبل مشرق لكرة اليد الشاطئية والصالات معًا.
وأجرى «أخبار الخليج الرياضي» حوارًا موسعًا مع المدرب الوطني لكرة اليد الشاطئية، كشف خلاله عن كواليس مشاركة المنتخب الأخيرة، وأبرز التحديات التي واجهها الفريق والإنجازات التي حققها، كما تحدث عن رؤيته لمستقبل فريق نادي البحرين وخططه وأهدافه في الموسم الجديد.
1- بداية، كيف تقيّم ظهور منتخبنا الشاطئي في البطولة الخليجية الأخيرة بعُمان؟
المشاركة في البطولة الخليجية كانت بمثابة عودة حقيقية إلى اللعبة بعد سنوات من الغياب، وقد أثبت اللاعبون أنهم قادرون على المنافسة مهما ابتعدوا عن الميدان، صحيح أن العودة لم تكن سهلة، لكن الروح التي ظهر بها الفريق جعلته رقمًا صعبًا، إذ تحسن الأداء من مباراة إلى أخرى، وتمكنا من تحقيق وصافة مستحقة.
2- التشكيلة كانت جديدة بمعظمها، كيف رأيت أداء هذه المجموعة الشابة في أول ظهور رسمي؟
الرهان على الشباب دائمًا مليء بالمخاطر، لكن في البحرين تعودنا أن نصنع من التحديات فرصًا، حيث اللاعبون الجدد تعاملوا مع المسؤولية بجدية، وأظهروا حماسًا كبيرًا ورغبة في التعلم والتطور، كما أن الدعم الكبير الذي وفره الاتحاد كان عاملاً حاسمًا، حيث شعر اللاعبون بوجود ظهر يسندهم، فانعكس ذلك إيجابيًا على أدائهم في الملعب.
3- ماذا عن المشاركة في بطولة ليبيا الدولية الودية التي انتهت أيضًا بتحقيق الوصافة؟
تجربة «ليبيا» كانت مختلفة تمامًا، حيث واجهنا منتخبات قوية تمتاز بالخبرة واللياقة العالية، هذه الأجواء دفعت لاعبينا لتقديم أفضل ما لديهم، فالمباريات كانت تحديًا حقيقيًا لاختبار قدراتهم، لقد كان الانضباط سمة بارزة والتغييرات التي طرأت على أسلوب اللعب جعلتنا أكثر مرونة، الأمر الذي أسهم في صقل خبرة اللاعبين وإضافة بعد جديد للمنتخب.
4- ما هي الطموحات التي تضعونها للمرحلة المقبلة؟
طموحاتنا لا تتوقف عند حدود المشاركات الشرفية، حيث نريد أن يكون للبحرين حضور دائم على منصات التتويج، وذلك بدعم الاتحاد وزيادة المشاركات الخارجية، ونسعى لترسيخ مكانة منتخبنا بين المنتخبات الرائدة في آسيا، وأن نكون ضمن دائرة المنافسة على الألقاب لا مجرد مشاركين.
5- ما الذي يحتاج إليه المنتخب ليكون منافسًا قويًا عربيًا وآسيويًا؟
الاستمرارية، فكلما زاد عدد المباريات والمعسكرات والاحتكاك بالمنتخبات المختلفة، ازداد مستوى اللاعبين تطورًا، حيث لدينا خامات عالية المستوى فنيًا وبدنيًا، لكن الممارسة المتواصلة هي التي تصنع الفارق بين منتخب يشارك ومنتخب ينافس على البطولات.
6- هل تؤيد فكرة الاستمرارية في المشاركات حتى لو كانت ودية؟
بالتأكيد، المباريات الودية لا تقل أهمية عن البطولات الرسمية، فهي تمنح اللاعبين خبرة عملية وتساعدهم على تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، حيث كل مباراة مهما كان مستواها هي خطوة إلى الأمام في رحلة بناء منتخب قوي.
7- على صعيد الأندية، أنت تقود فريق نادي البحرين.. كيف تستعدون للموسم الجديد بعد تذبذب النتائج في السابق؟
الموسم الجديد يمثل لنا فرصة لتصحيح المسار، حيث خطتنا تركز على إعادة الانضباط، وزيادة الالتزام في التمارين، ورفع اللياقة البدنية، مع تعزيز الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد، كما نريد أن نعيد الفريق إلى موقعه الطبيعي في المنافسة على المراكز المتقدمة، ونعمل على بناء شخصية أقوى وأكثر احترافية للفريق.
8- كيف تقيّم الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق في المركز الأخير؟
لا يمكن إنكار أن الموسم الماضي كان صعبًا للغاية، حيث التدريبات كانت تعاني من قلة عدد اللاعبين أحيانًا، إضافة إلى نقص الانضباط، وهو ما انعكس على النتائج، لكن رغم قسوة التجربة، إلا أنها منحتنا دروسًا مهمة سنستفيد منها هذا الموسم لتجنب الأخطاء وبناء أساس أقوى للفريق.
9- ما رسالتك لإدارة النادي بشأن دعم كرة اليد؟
كرة اليد لعبة لها جمهورها ولاعبوها الموهوبون، وتستحق أن تحظى باهتمام أكبر من الإدارة، حيث الدعم المادي والمعنوي، وتوفير بيئة تدريب مناسبة، كلها عناصر أساسية لضمان استمرار اللعبة وتطويرها.
10- الفريق يفتقر إلى فرق الفئات العمرية، ما تأثير ذلك؟
غياب الفئات العمرية يشكل تحديًا حقيقيًا للعبة، منذ موسمين بدأنا خطوات جادة في هذا المجال عبر فئتي المهرجان والتجمع، والأشبال، لكن أثرها لم يظهر بعد على الفريق الأول الذي يعتمد على التعاقدات الخارجية لسد النقص، حيث هذا يحافظ على الاستمرارية مؤقتًا، لكنه لا يكفي لصناعة مستقبل طويل الأمد، ولهذا نركز على استقطاب المواهب المحلية وبنائها تدريجيًا.
11- ما أهدافكم هذا الموسم مع الفريق؟
أهدافنا واضحة وهي تحسين الأداء الفني والبدني، رفع درجة الانضباط، وتعزيز الانسجام بين اللاعبين، حيث نطمح إلى تحقيق مركز أفضل من المواسم السابقة وبناء فريق قادر على المنافسة بروح عالية.
12- كيف توفق بين تدريب المنتخب الشاطئي والفريق الأول في النادي؟
الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا وتنظيمًا دقيقًا، فلكل فريق طبيعته الخاصة من حيث القوانين والتكتيك، لكن الجمع بين التجربتين يمنحني تحديًا ممتعًا، ويوسع من خبرتي، ويساعدني على تطوير أسلوبي التدريبي بما يخدم المنتخب والنادي في آن واحد.
13- كيف ترى مستقبل كرة اليد البحرينية في السنوات الخمس المقبلة؟
مستقبل كرة اليد البحرينية واعد جدًا، لقد كنا قلقين في السابق بشأن نهاية الجيل الحالي الذي شهدنا خلاله نجومًا مثل حسين الصياد ومحمد عبدالحسين، والجيل الذي وصل إلى بطولات العالم عدة سنوات، لكن بفضل دعم الاتحاد وبرامج التطوير، والمشاركات الدولية المنتظمة على جميع الفئات، والمردود الإيجابي الذي شهدناه من المنتخبات المشاركة مؤخرًا، أتوقع نموًا كبيرًا في الأداء الفني، كما سيظهر لدينا لاعبين مميزين على مستوى الخليج والقارة، وإن شاء الله حتى على المستوى العالمي.
وأتوجه بالشكر إلى جريدة أخبار الخليج على اهتمامها الكبير بلعبة كرة اليد، من خلال التغطية الواسعة والمستمرة التي تسلط الضوء على أبرز اللاعبين والمدربين والمواهب الواعدة، وهو ما لم نشهده منذ فترة طويلة في الصحافة المحلية، حيث هذا الاهتمام لقد عاد حضور اللعبة إلى الواجهة، وأصبح كل متابع ولاعب لكرة اليد يترقب أخبارها ويتابع الجريدة أولا بأول لمعرفة آخر المستجدات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك