العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

خطة المجلس الأعلى للمرأة 2025-2026.. أسرة أقوى ومستقبل مزدهر

بقلم: نبيلة رجب

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬أغلب‭ ‬بيوتنا،‭ ‬هناك‭ ‬امرأة‭ ‬‮«‬شايلة‭ ‬البيت‭ ‬على‭ ‬أكتافها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬كلامنا‭ ‬الدارج،‭ ‬بصدق‭ ‬هذه‭ ‬حقيقة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬يساعد‭. ‬وضع‭ ‬مألوف‭ ‬لنا؛‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬أمًا‭ ‬تلاحق‭ ‬أبناءها‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة،‭ ‬أو‭ ‬جدة‭ ‬تفضّي‭ ‬وقتها‭ ‬وتترك‭ ‬ارتباطاتها‭ ‬لتستقبل‭ ‬أحفادها،‭ ‬وربما‭ ‬تجهز‭ ‬لهم‭ ‬الغداء‭ ‬بيدها‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭.‬

ووسط‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬متعددة‭ ‬الأدوار،‭ ‬موظفة‭ ‬تنجز‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬أو‭ ‬طالبة‭ ‬جامعية‭ ‬تسابق‭ ‬المحاضرات‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تفوتها‭ ‬الحصة‭. ‬تعود‭ ‬منهكة،‭ ‬لكنها‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬سرها‭: ‬الحمد‭ ‬لله،‭ ‬أنجزت‭ ‬ما‭ ‬عليّ‭. ‬التعب‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬صار‭ ‬رفيقا‭ ‬يوميا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬استثناء‭. ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬ليس‭ ‬ترفا،‭ ‬بل‭ ‬أساس‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬متماسكا‭ ‬وقويا،‭ ‬حتى‭ ‬وسط‭ ‬إرهاصات‭ ‬الحياة‭.‬

مع‭ ‬إعلان‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬عن‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬20252026،‭ ‬بدا‭ ‬جليا‭ ‬العزم‭ ‬الجاد‭ ‬لوضع‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬اليومي‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬التخطيط‭ ‬الرسمي‭. ‬ومن‭ ‬المميز،‭ ‬أنه‭ ‬يحظى‭ ‬بمتابعة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬البحرينيون‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬بصمتها‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬المرأة‭ ‬والأسرة،‭ ‬فحضورها‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الرمزي،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬مستمرة‭ ‬تضيف‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي‭ ‬بعدا‭ ‬إنسانيا‭ ‬واضحا‭.‬

وليس‭ ‬هذا‭ ‬حديثا‭ ‬بلا‭ ‬امتداد،‭ ‬إنما‭ ‬إقرار‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬النساء‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وأمان‭ ‬المجتمع‭. ‬التمكين‭ ‬هنا،‭ ‬كما‭ ‬أفهمه‭ ‬ويفهمه‭ ‬الكثيرون،‭ ‬لا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬أو‭ ‬منصب‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تجعل‭ ‬المرأة‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬أدوارها‭ ‬المختلفة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تخسر‭ ‬صحتها‭ ‬أو‭ ‬حياتها‭.‬

الخطة،‭ ‬حددت‭ ‬أربعة‭ ‬مسارات‭ ‬رئيسية،‭ ‬أراها‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الفكرة،‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة،‭ ‬تعزيز‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬الموازنات‭ ‬المستجيبة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المرأة،‭ ‬وبرامج‭ ‬التوعية‭. ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬كلاما‭ ‬نظريا،‭ ‬إنما‭ ‬تغييرات‭ ‬ملموسة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نراها‭ ‬ونعيشها‭ ‬إذا‭ ‬نُفذت‭ ‬المسارات‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭.‬

لفهم‭ ‬الأثر‭ ‬الحقيقي،‭ ‬تأملوا‭ ‬هذه‭ ‬الأمثلة،‭ ‬لا‭ ‬كقائمة‭ ‬مغلقة،‭ ‬بل‭ ‬كأمثلة‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعنيه‭ ‬هذه‭ ‬المسارات‭ ‬حين‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬نعيشه،‭ ‬وتصبح‭ ‬تفاصيل‭ ‬صغيرة‭ ‬تصنع‭ ‬تحولا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬العادية‭.‬

استقرار‭ ‬الاسرة‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬الأم،‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬طويل،‭ ‬وقتا‭ ‬لتجلس‭ ‬مع‭ ‬أبنائها‭ ‬وتراجع‭ ‬واجباتهم‭ ‬وهي‭ ‬مطمئنة‭ ‬البال‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬يتولى‭ ‬متابعة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الوالدين‭. ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يتشكل‭ ‬وحده،‭ ‬بل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شبكة‭ ‬دعم‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تتيحه‭ ‬القوانين‭ ‬وما‭ ‬يقدمه‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬مساندة‭ ‬حقيقية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تماسك‭ ‬بعض‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأنها‭ ‬ستجد‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الحل،‭ ‬بتكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬واستمرار‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مصلحة‭ ‬المجتمع‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتشريعات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطلاق،‭ ‬والمعلقات‭ ‬في‭ ‬المحاكم،‭ ‬والنفقة‭ ‬والحضانة،‭ ‬والتي‭ ‬يستحسن‭ ‬تطويرها‭ ‬بما‭ ‬يراعي‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل،‭ ‬ويُسهم‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغوط‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬الأسري،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬فرص‭ ‬استمراره‭ ‬بروابط‭ ‬صحية‭ ‬ومتزنة‭. ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬استحداث‭ ‬وثيقة‭ ‬زواج‭ ‬حديثة،‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬وتراعي‭ ‬خصوصية‭ ‬المجتمع،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬الأسرية،‭ ‬ويُرسّخ‭ ‬البيئة‭ ‬المتزنة‭.‬

وضمن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬أتاحت‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرينية‭ ‬المقترنة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬بحريني‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬أساسية‭ ‬وملموسة،‭ ‬شملت‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإقامة،‭ ‬وهي‭ ‬مكتسبات‭ ‬مهمة‭ ‬تعزز‭ ‬إحساسهم‭ ‬بالبيت‭ ‬والانتماء‭. ‬ويبقى‭ ‬الأمل‭ ‬قائما‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتسع‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات‭ ‬بخطوات‭ ‬إضافية‭ ‬تسهّل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬وتدعم‭ ‬سلامهم‭ ‬الداخلي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬

وفي‭ ‬جانب‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬يبرز‭ ‬أثر‭ ‬خبرتها‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬تفاعلها‭ ‬اليومي‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭. ‬فهي‭ ‬تراقب‭ ‬كيف‭ ‬تستخدم‭ ‬الأسر‭ ‬المرافق‭ ‬العامة،‭ ‬وتختبر‭ ‬بنفسها‭ ‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬أو‭ ‬صعوبتها،‭ ‬وتلحظ‭ ‬الفروق‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية‭.‬

هذه‭ ‬الخبرة‭ ‬الحياتية،‭ ‬حين‭ ‬تُترجم‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬أو‭ ‬مقترح‭ ‬داخل‭ ‬أي‭ ‬مجلس‭ ‬أو‭ ‬لجنة،‭ ‬تمنح‭ ‬القرارات‭ ‬بعدا‭ ‬عمليا‭ ‬أقرب‭ ‬لنبض‭ ‬الناس،‭ ‬وتجعل‭ ‬السياسات‭ ‬أكثر‭ ‬قربا‭ ‬للواقع‭. ‬فالقرارات‭ ‬التي‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬التفاصيل،‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬تكون‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬ملامسة‭ ‬الحاجة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وإحداث‭ ‬الأثر‭ ‬الفعلي‭.‬

حين‭ ‬تُوضع‭ ‬الموازنات‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المرأة،‭ ‬قد‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬يلتفت‭ ‬لها‭ ‬أحد،‭ ‬لكنها‭ ‬تريح‭ ‬قلبها‭ ‬وتوفر‭ ‬وقتها‭. ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬الأمر،‭ ‬عبر‭ ‬تخطيط‭ ‬مالي‭ ‬يراعي‭ ‬توزيع‭ ‬الخدمات‭ ‬والسكن،‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬الأسرة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬محيطها‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬المرأة‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬آمنة‭ ‬وملائمة‭ ‬لظروف‭ ‬عملها،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬حضانة‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬قرب‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬فلا‭ ‬يضيع‭ ‬وقتها‭ ‬بين‭ ‬الطرق‭ ‬ولا‭ ‬يتشتت‭ ‬تركيزها‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليات‭ ‬متباعدة‭.‬

ولإكمال‭ ‬المشهد،‭ ‬تضم‭ ‬الخطة‭ ‬أيضا‭ ‬مجالين‭ ‬لا‭ ‬يقلان‭ ‬أهمية؛‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فهما‭ ‬يفتحان‭ ‬مساحات‭ ‬أكبر‭ ‬لدور‭ ‬المرأة،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعا،‭ ‬أو‭ ‬خدمات‭ ‬تجعل‭ ‬حياتها‭ ‬اليومية‭ ‬أكثر‭ ‬سلاسة‭ ‬وكرامة‭. ‬هذه‭ ‬المسارات،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬غابت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬عن‭ ‬صدارة‭ ‬النقاش،‭ ‬فهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬أثر‭ ‬عميق‭ ‬يتراكم‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬التوعية،‭ ‬نراها‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬عملية‭ ‬تفاعلية‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬تعلّم‭ ‬الفتيات‭ ‬مهارات‭ ‬إدارة‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬بأسلوب‭ ‬واقعي‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬دورات‭ ‬تمنح‭ ‬النساء‭ ‬المقبلات‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ثقة‭ ‬أكبر‭ ‬بأنفسهن‭. ‬وهناك‭ ‬لقاءات‭ ‬صغيرة‭ ‬مع‭ ‬سيدات‭ ‬أعمال،‭ ‬أو‭ ‬مبادرات‭ ‬لتعليم‭ ‬الأمهات‭ ‬أساسيات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ومواكبة‭ ‬تطورات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وهي‭ ‬خطوات‭ ‬قد‭ ‬تفتح‭ ‬أمامهن‭ ‬فرصا‭ ‬وتترك‭ ‬أثرا‭ ‬يبقى‭.‬

نجاح‭ ‬الخطة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬رسمية،‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاون‭ ‬الجميع؛‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يراعي‭ ‬ظروف‭ ‬موظفاته،‭ ‬إلى‭ ‬الأسرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬وقت‭ ‬الحاجة،‭ ‬والمدارس‭ ‬التي‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأمهات‭ ‬بدل‭ ‬تبادل‭ ‬اللوم‭. ‬حتى‭ ‬الأحاديث‭ ‬الجانبية‭ ‬في‭ ‬مجالسنا‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬حراكا‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬قد‭ ‬تفتح‭ ‬بابا‭ ‬لدعم‭ ‬جديد‭.‬

بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬قد‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬مركزا‭ ‬صغيرا‭ ‬للاستشارات‭ ‬الأسرية،‭ ‬أو‭ ‬شابات‭ ‬يدِرن‭ ‬فعاليات‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭. ‬تدريجيا،‭ ‬تصبح‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬أمرا‭ ‬مألوفا‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬التعجب،‭ ‬ويترسخ‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬القرار‭ ‬والعمل،‭ ‬بينما‭ ‬تظل‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والمجالس‭ ‬والأسواق‭. ‬عندها،‭ ‬لن‭ ‬تبدو‭ ‬المبادرات‭ ‬النسائية‭ ‬خطوة‭ ‬خارج‭ ‬المألوف،‭ ‬بل‭ ‬امتدادًا‭ ‬طبيعيا‭ ‬لحياة‭ ‬الناس‭.‬

وما‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬البداية،‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬بعيدا،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬بدت‭ ‬صغيرة‭ ‬ثم‭ ‬صارت‭ ‬واقعا‭ ‬نعيشه،‭ ‬إذا‭ ‬التقت‭ ‬النوايا‭ ‬والجهود،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬طاقة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬يومية‭ ‬تحرك‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬للأمام‭.‬

 

‭ ‬rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا