في منطقة «تحسين الحياة» في إكسبو 2025 أوساكا، يقف جناح مملكة البحرين كنموذج معماري متفرّد ورمز ثقافي يعكس شعاره «تلاقي البِحار»، إلا أن الجناح يصنع لقاءً من نوع آخر، هو تلاقي الكفاءات البحرينية والعالمية من أجل صنع تجربته المتكاملة.
البداية من التصميم المعماري الخارجي، الذي أبدعته المعمارية اللبنانية لينا الغطمة ومكتبها «Lina Ghotmeh-Architecture»، فهو يستوحي خطوطه من السفن البحرينية التقليدية ويعيد تفسير تقنيات بنائها، مع دمج فنون النجارة اليابانية. فالجناح يمتد على مساحة 995 مترًا مربعًا بارتفاع 13.7 مترًا، موزعة على أربعة طوابق تطل على البحر، وشيّد باستخدام الخشب كمادة رئيسية، مع اعتماد أنظمة تبريد طبيعية، ما جعله واحداً من أكثر أجنحة الإكسبو استدامة.
وقالت دانة عبدالغني مديرة جناح البحرين في إكسبو 2025 أوساكا: «منذ المراحل الأولى لتحضير مشاركة مملكة البحرين في إكسبو 2025 أوساكا وصولاً إلى افتتاح الجناح واستقبال الزوار حتى اليوم حرصت هيئة البحرين للثقافة والآثار على أن تكون هذه المشاركة مساحة يلتقي فيها التنوع الثقافي والإبداعي. لقد جمع جناح البحرين بين كفاءات من البحرين والعالم، وعمل الجميع بتناغم لتجسيد مفهوم «تلاقي البِحار». ومن خلال العمارة والمعارض والفنون، يقدم الجناح تجربة شاملة تثبت أن الثقافة قادرة على بناء جسور تواصل متينة بين الشعوب».
وانتقالاً إلى داخل الجناح، تولت شركة شيبرد ستوديو البحرينية تصميم المعارض الداخلية، حيث يبحر الزوار في رحلة متعددة الحواس تربط الماضي بالمستقبل.
وأوضح راشد العريفي من شيبرد ستوديو أن الشركة «حرَصَت على ترك بصمة مميزة في الجناح من خلال بناء التجربة حول الحواس الخمس، بحيث يعيش الزائر في كل معرض إحساسًا مختلفًا». وأضاف أن الجناح يقدّم محتوى متنوعًا عبر طوابقه الأربعة من خلال معارض حسية استثنائية، مشيرًا إلى أن من بين المعروضات قطعة مميزة وهي عبارة عن خوذة «البحرين - Two Seas» التي ارتداها سائق فريق ماكلارين، أوسكار بياستري خلال سباق جائزة اليابان الكبرى للفورمولا وان 2025، التي أتيحت لهم الفرصة لتصميمها وتقديمها ضمن التجربة.
أما الأعمال التركيبية في المعارض فتم ابتكارها بتنسيق هيئة البحرين للثقافة والآثار مع مجموعة من المبدعين، فعلى سبيل المثال عملت الفنانة والباحثة سيسيل تولاس على معرض «تلاقي البِحار: تجربة عبر الرائحة» الذي يخاطب حاسة الشم، أما الفنان والباحث البحريني حسن حجيري فعمل على صنع تركيب صوتي خاص مستوحى من فن الفْجِري في معرض «إرث اللؤلؤ: تجربة سمعيّة حسيّة».
وفي وسط الجناح يقدم المقهى بإشراف الشيف البحرينية الحاصلة على العديد من الجوائز العالمية تاله بشمي قوائم موسمية تمزج بين النكهات البحرينية واليابانية، ليحظى الزائر بتجربة تذوق مميزة. وفي لمسة أخرى تعكس أهمية الابتكار في مختلف تفاصيل الجناح، يرتدي فريق العمل والمتطوعون أزياء للمصممة البحرينية لولوة الأمين تحمل زخارف مستوحاة من البيئة الساحلية والبحرية.
وتحمل الهوية البصرية لمشاركة المملكة في إكسبو 2025 أوساكا بصمة الشركة البحرينية «كيوبي للاستشارات الإبداعية»، حيث قالت بنان اليعقوبي المؤسسة والمديرة الإبداعية للشركة: «نشعر بفخر كبير لاختيارنا لتصميم هوية جناح البحرين في إكسبو أوساكا، ونشكر هيئة الثقافة على إتاحة هذه الفرصة لنا». وأضافت أن هوية الجناح استلهمت من الموروث الثقافي البحريني، وخصوصاً صناعة السفن التقليدية والطوابع البريدية، ليكون التصميم انعكاسًا للتواصل والتبادل بين الشعوب، مؤكدة أن المشروع «أكثر من مجرد تصميم، بل قصة هوية نفخر بها صنعها فريق من الكفاءات البحرينية».
ويحظى جناح «تلاقي البِحار»، الذي يأتي بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية، بدعمٍ فضي من شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وصندوق العمل (تمكين)، وشركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات)، صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين، بالإضافة إلى الدعم المقدّم من هيئة البحرين للسياحة والمعارض لإقامة الفعاليات. كما شاركت عدد من المؤسسات في إثراء محتوى الجناح عبر إعارة القطع والمساهمة: شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وبابكو إنرجيز، وبي إف جي إنترناشيونال، وديباج، والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، ومجموعة جي إف إتش المالية، ومجموعة ريسينغ فورس، ومعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات)، وميدال للكابلات.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك