العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البحرين وعمان.. التاريخ والمستقبل

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭.. ‬يجمعهما‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق،‭ ‬وجغرافيا‭ ‬متميزة،‭ ‬وقواسم‭ ‬مشتركة،‭ ‬ومصالح‭ ‬ثنائية،‭ ‬وتطابق‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المواقف،‭ ‬وعلاقات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وصلة‭ ‬رحم‭ ‬ونسب‭.. ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هي‭ ‬القواعد‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬النموذجية‭ ‬بينهما‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬الزيارة‭ ‬الخاصة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة،‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬تلقاها‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬أخيه‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬المعظم‭ ‬سلطان‭ ‬عُمان‭ ‬الشقيقة،‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لأواصر‭ ‬المودة‭ ‬والإخاء‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬العاهلين‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬ستشكل‭ ‬محطة‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتكامل،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وتفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬رحبة‭ ‬ومستقبلية‭ ‬تعود‭ ‬بالخير‭ ‬والنماء‭ ‬على‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

أذكر‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬زار‭ ‬العاهل‭ ‬العماني‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2022‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬24‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬وبرنامجا‭ ‬تنفيذيا،‭ ‬وشملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.. ‬وأذكر‭ ‬كذلك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ (‬الدولة‭) ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬25‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬واتفاقية‭ ‬وبرنامجًا‭ ‬تنفيذيًّا،‭ ‬شملت‭ ‬المجالات‭: ‬الثقافيّة‭ ‬والعلميّة‭ ‬والاجتماعيّة‭ ‬والصحيّة‭ ‬والإعلاميّة‭ ‬والماليّة‭ ‬والاقتصاديّة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والعمل‭ ‬البلدي‭ ‬والأرصاد،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭.‬

تاريخيا‭.. ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حضارة‭ ‬‮«‬دلمون‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬عمان‭ ‬حضارة‭ ‬مجان‭.. ‬لقد‭ ‬شكلا‭ ‬معا‭ ‬حضارة‭ ‬عريقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭.. ‬وجغرافيا‭ ‬تقع‭ ‬البحرين‭ ‬وعمان‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬واحد،‭ ‬وتجد‭ ‬أن‭ ‬أسماء‭ ‬بعض‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬تحمل‭ ‬ذات‭ ‬الاسم‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭: ‬المنامة،‭ ‬الحد،‭ ‬البسيتين،‭ ‬السنابس،‭ ‬دار‭ ‬كليب،‭ ‬سترة،‭ ‬عراد،‭ ‬الديه،‭ ‬والمحرق‭ ‬كذلك‭.. ‬في‭ ‬مفارقة‭ ‬جغرافية‭ ‬تعكس‭ ‬الترابط‭ ‬التاريخي‭ ‬العميق‭.‬

اقتصاديا‭.. ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭.‬16‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬عُماني،‭ ‬والواردات‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬عُمان‭ ‬تجاوزت‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬ريال‭ ‬عُماني،‭ ‬بينما‭ ‬سجّل‭ ‬إجمالي‭ ‬الصادرات‭ ‬العُمانية‭ ‬نحو‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬عُماني،‭ ‬كما‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬إعادة‭ ‬التصدير‭ ‬من‭ ‬عُمان‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬54‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬عُماني‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستثمارات‭ ‬فعدد‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬315‭ ‬شركة،‭ ‬وتبلغ‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لمساهماتها‭ ‬حوالي‭ ‬27‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬عُماني‭.‬

في‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬تزداد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة،‭ ‬كلما‭ ‬تقاربت‭ ‬الأفكار‭ ‬والشخصيات‭.. ‬ويبرز‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭: ‬‮«‬يخلق‭ ‬من‭ ‬الشبه‭ ‬أربعين‮»‬‭.. ‬وتكون‭ ‬العلاقات‭ ‬أكثر‭ ‬تجانسا‭ ‬وانسجاما،‭ ‬طالما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مصالح‭ ‬مشتركة،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التفاهم‭ ‬والمحبة‭ ‬والمودة‭.. ‬‮«‬حب‭ ‬لأخيك‭ ‬ما‭ ‬تحبه‭ ‬لنفسك‮»‬‭.‬

وتزداد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬قربا‭ ‬واستدامة،‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة،‭ ‬تاريخية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ومصالح‭ ‬ثنائية‭.. ‬لتخلق‭ ‬نموذجا‭ ‬فريدا‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬والتطابق‭ ‬في‭ ‬المواقف‭.. ‬لدرجة‭ ‬يصعب‭ ‬معها‭ ‬معرفة‭ ‬الفوارق‭ ‬والاختلافات‭.. ‬سواء‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬السياسات‭ ‬الرسمية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬المستويات‭ ‬الشعبية‭.. ‬بحيث‭ ‬تتمازج‭ ‬طبائع‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬الشعبين‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭.. ‬وتجد‭ ‬أن‭ ‬صفة‭ ‬‮«‬الطيبة‮»‬‭ ‬مثلا،‭ ‬هي‭ ‬الوصف‭ ‬السائد‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬شعبي‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وعمان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا