الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين وعمان.. التاريخ والمستقبل
مملكة البحرين وسلطنة عمان.. يجمعهما تاريخ عريق، وجغرافيا متميزة، وقواسم مشتركة، ومصالح ثنائية، وتطابق في كافة المواقف، وعلاقات اجتماعية، وصلة رحم ونسب.. كانت ولا تزال هي القواعد الراسخة التي شكلت طبيعة العلاقة النموذجية بينهما.
ومن هنا تأتي الزيارة الخاصة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لسلطنة عمان الشقيقة، تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان الشقيقة، تجسيدًا لأواصر المودة والإخاء التي تجمع العاهلين حفظهما الله ورعاهما.
ولا شك أن الزيارة الملكية السامية، ستشكل محطة جديدة للتعاون والتفاهم والتنسيق والتكامل، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتفتح آفاقا رحبة ومستقبلية تعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الشقيقين.
أذكر أنه حينما زار العاهل العماني مملكة البحرين في 2022 تم التوقيع على 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا، وشملت العديد من المجالات.. وأذكر كذلك أنه في زيارة (الدولة) التي قام بها جلالة الملك المعظم لسلطنة عمان في يناير 2025 تم التوقيع على 25 مذكرة تفاهم واتفاقية وبرنامجًا تنفيذيًّا، شملت المجالات: الثقافيّة والعلميّة والاجتماعيّة والصحيّة والإعلاميّة والماليّة والاقتصاديّة والأمن الغذائي والعمل البلدي والأرصاد، وغيرها من المجالات الحيوية.
تاريخيا.. في البحرين حضارة «دلمون»، وفي عمان حضارة مجان.. لقد شكلا معا حضارة عريقة في المنطقة منذ القدم.. وجغرافيا تقع البحرين وعمان في إقليم واحد، وتجد أن أسماء بعض مدن وقرى البحرين تحمل ذات الاسم في سلطنة عمان: المنامة، الحد، البسيتين، السنابس، دار كليب، سترة، عراد، الديه، والمحرق كذلك.. في مفارقة جغرافية تعكس الترابط التاريخي العميق.
اقتصاديا.. بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 2.16 مليار ريال عُماني، والواردات من البحرين إلى عُمان تجاوزت 1.7 مليار ريال عُماني، بينما سجّل إجمالي الصادرات العُمانية نحو 450 مليون ريال عُماني، كما بلغت قيمة إعادة التصدير من عُمان إلى البحرين 54.3 مليون ريال عُماني. وفيما يتعلق بالاستثمارات فعدد الشركات البحرينية في سلطنة عُمان وصل إلى 315 شركة، وتبلغ القيمة الإجمالية لمساهماتها حوالي 27.7 مليون ريال عُماني.
في الطبيعة البشرية تزداد العلاقات بين الأفراد، قوة ومتانة، كلما تقاربت الأفكار والشخصيات.. ويبرز المثل القائل: «يخلق من الشبه أربعين».. وتكون العلاقات أكثر تجانسا وانسجاما، طالما كانت هناك مصالح مشتركة، قائمة على التفاهم والمحبة والمودة.. «حب لأخيك ما تحبه لنفسك».
وتزداد العلاقات بين الدول والمجتمعات قربا واستدامة، كلما كانت هناك قواسم مشتركة، تاريخية واجتماعية، ومصالح ثنائية.. لتخلق نموذجا فريدا على كافة المسارات من التنسيق والتكامل والتطابق في المواقف.. لدرجة يصعب معها معرفة الفوارق والاختلافات.. سواء على نطاق السياسات الرسمية، أو على نطاق المستويات الشعبية.. بحيث تتمازج طبائع وأخلاقيات الشعبين في كلا البلدين.. وتجد أن صفة «الطيبة» مثلا، هي الوصف السائد الذي يطلق على شعبي البلدين في البحرين وعمان.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك