جنيف – (أ ف ب): رأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن تكثيف القتال في قطاع غزة أمر «لا يحتمل» مع شن الجيش الإسرائيلي عملية جديدة في القطاع الفلسطيني وتكثيف قصفه عليه.
وقال كريستيان كاردون الناطق باسم اللجنة ومقرها في جنيف في رسالة إلى وكالة فرانس برس «تكثيف القتال في غزة يعني المزيد من القتلى والمزيد من النزوح والدمار والمزيد من الذعر».
وأضاف «غزة مكان مغلق لا يمكن لأي شخص الفرار منه وحيث الحصول على الرعاية الصحية والطعام والمياه العذبة يتراجع» مشيرا أيضا إلى أن «أمن العاملين في المجال الإنساني يتراجع ساعة بعد أخرى».
وختم بالقول إن الوضع «لا يحتمل».
وتشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل نشط في العمليات الإنسانية على الأرض في قطاع غزة. وقد شاركت في كل عمليات تبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال.
في السياق ذاته حذّر المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس من أن الأطفال الأكثر جوعا في قطاع غزة «محكوم عليهم بالموت» إن لم تصل إليهم المساعدات على وجه السرعة.
وأفاد المسؤول الأممي بأن مستويات الجوع أكثر حدة في الشمال، حيث مدينة غزة التي ما زال يسكنها نحو مليون شخص بحسب التقديرات.
وأعلن لازاريني أنه سيتم نشر تقييم لحجم الجوع في القطاع المحاصر قريبا، مشيرا إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت ارتفاعا بمعدل ستة أضعاف في عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد منذ مارس.
وأضاف «إن لم تُتخذ التدابير بشكل عاجل فالأطفال محكوم عليهم بالموت».
وقال لازاريني إن الفلسطينيين في غزة يموتون جوعا بالفعل «وسوف يكون هناك المزيد، بلا شك».
واتّهمت منظمة العفو الدولية في تقرير هذا الأسبوع إسرائيل باتّباع سياسة تجويع «متعمّدة» في غزة.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مرارا من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة.
ووصف لازاريني ما يحدث في غزة بأنه «مجاعة مصطنعة» -بدون ذكر لإسرائيل- مشيرا إلى أن الغذاء يتم استخدامه «كسلاح حرب».
وتفرض إسرائيل حصارا محكما على القطاع شددته في الثاني من مارس بمنع دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية.
وأقرت إسرائيل مؤخرا خطة للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع معلنة أن المنطقة سيتم إخلاؤها.
ووصف لازاريني الوضع في غزة بأنه «جحيم على الأرض»، محذرا من أن الشعب الفلسطيني الجائع والضعيف لن يستطيع الصمود أمام عملية عسكرية جديدة.
وقال «إن تحقق هذا السيناريو بالفعل، حتى وإن كنا بصدد إجلاء الناس من غزة إلى الجنوب، فإن كثرا منهم لن يقووا حتى على الحركة».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك