غزة – الوكالات: رفضت وزارة الصحة في غزة أمس أمرا أصدره الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات الواقعة في مدينة غزة نحو جنوب القطاع، تمهيدا لهجوم إسرائيلي وشيك.
واعربت الوزارة في بيان «عن رفضها لأي خطوة من شأنها تقويض ما تبقى من النظام الصحي بعد عملية التدمير الممنهج التي قامت بها سلطات الاحتلال»، مناشدة المؤسسات الدولية والأممية «حماية ما تبقى من النظام الصحي وتوفير كل الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح».
وشددت الوزارة على أهمية تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين في كل أماكن وجودهم «كحق كفلته كل الشرائع».
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ بإبلاغ الطواقم الطبية ومنظمات الإغاثة في شمال غزة بضرورة الشروع في إعداد خطط إجلاء، تمهيدا لعملية عسكرية للسيطرة على المدينة.
وجاء ذلك بعدما صادق وزير الدفاع الأربعاء على خطة للسيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط، ما يزيد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية أصلًا في القطاع.
واستهدفت ضربات إسرائيلية مكثّفة مدينة غزة والمناطق المحيطة أمس.
وقالت آمال عبدالعال التي نزحت مع عائلتها من حي الصبرة إلى غرب مدينة غزة قبل أسبوع: «كنا نمشي بين الانفجارات كأننا في حقل ألغام. كاد قلبي يتوقف من الخوف أن يسقط أحدنا شهيدا أو جريحا».
وأضافت عبدالعال (60 عاما) التي تعيش في خيمة مع عشرة من أفراد عائلتها: «لم ينم أحد في غزة الليلة، بل منذ أسبوع... القصف المدفعي والجوي لا يتوقف. في الشرق، السماء تلمع طوال الليل».
وقال أحمد الشنطي الذي نزح من شمال غرب مدينة غزة إلى جنوب غربها: «كان البيت يهتز بنا طيلة الليل... أصوات انفجارات، مدفعية، طائرات، سيارات إسعاف، وأصوات الاستغاثة تقتلنا».
وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الضربات الإسرائيلية منذ الفجر تسبّبت باستشهاد عشرة أشخاص على الأقل في مناطق عدّة من قطاع غزة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 عن استشهاد 62192 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة بغزة.
ورأت حماس في الخطة العسكرية لاحتلال مدينة غزة «استهتارا» بالجهود التي تبذلها وساطات عربية ودولية لوقف العدوان.
وينتظر الوسطاء ردّا رسميا من إسرائيل على مقترح الهدنة الأخير.
وأبلغت حركة حماس الاثنين الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترح جديد ينص على وقف لإطلاق النار مدة 60 يوما مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعتين.
وتشدّد إسرائيل على ضرورة إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل.
وفي وقت لاحق من أمس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر أوامر بالبدء الفوري في مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن في قطاع غزة وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لإسرائيل.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك