أحببت حصالات الفخار البحرينية التي بفضلها كنت غنية في صغري
حاورتها: فاطمة اليوسف
لا شيء مستحيل ولا حواجز تقف أمام شغف الإنسان وحبه لخوض التجارب. الكويتية مريم عبدالله أثبتت أن العالم يمكن أن يكون صغيرًا، وأن الأحلام يمكن أن تتحقق. كونها أول عربية تزور 197 دولة، مريم التي انطلقت أولى رحلاتها من البحرين، الأرض التي تحمل ذكريات طفولتها، صارت اليوم مثالاً للجرأة والتحدي.
خلال 18 عامًا من السفر، تجولت بين الثقافات، واكتشفت عوالم جديدة، وتخطت العديد من الصعوبات. من الأسواق الشعبية إلى القرى النائية، لم تكن مغامراتها مجرد زيارات، بل كانت دروسًا في الإنسانية والتفاهم.
في هذا الحوار، سنستعرض معًا تفاصيل رحلاتها، اللحظات التي شكلت شخصيتها، والتجارب التي غيّرت نظرتها للعالم.
مريم، بداية نرحب بك في "عالم الشهرة"..
- عرفينا بنفسكِ..
مريم عبدالله رحالة من الكويت وأول عربية تزور دول العالم.
- ماهو أول بلد قمتِ بزيارته؟
البحرين.
- كم المدة التي استغرقتها لزيارة 197 دولة؟
١٨ عامًا لأنني لم أقصد زيارة كل دول العالم ولكن مع الوقت أصبح العالم صغيرًا وأتممت آخر بلد في يونيو ٢٠٢٤.
- بما أنني أحاورك من البحرين فلنبدأ من هنا، حدثيني عن زيارتك للبحرين..
البحرين ليست ببلد غريب بالنسبة لي.. البحرين وطن فيه ذكريات من طفولتي ومراهقتي وشبابي. بلد بشعب كريم وطيب ومضياف. كنت أحب حصالات الفخار التي بسببها كنت غنية في صغري.. بلد كان فيه أحد محلات السعادة محل داداباي.. بلد عين عذاري والعرين.
- عندما تصلين لأي بلد.. مالذي تودين زيارته أولاً؟
أحب زيارة القرى في المناطق النائية والأسواق الشعبية بالإضافة إلى التخييم في المناطق الطبيعية والسير في الجبال.
- من بين جميع الدول التي زرتها.. أي الدول تمنيتِ لو أنك أطلتِ الإقامة فيها؟
البحرين ونيوزيلندا.
- مالذي يزعجكِ خلال أي رحلة؟
عدة أمور ولكن مع الوقت تأقلمت مع معظمها مثل:
حواجز اللغة كعدم القدرة على التواصل مع السكان المحليين قد تخلق صعوبات في التنقل أو الحصول على معلومات عن العادات والتقاليد والأماكن المميزة.
فقدان الأمتعة وهو من أكثر التجارب إحباطًا، خاصة إذا كانت تحتوي على مستلزمات ضرورية وأدوية.
بعض الأحيان الطقس غير المتوقع قد يُفسد خطط الرحلات الخارجية أو الترفيه.
المشكلات الصحية: مثل الإصابة بأمراض الحساسية أو مفاجئة أو مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب اختلاف الطعام أو الماء.
- ما هي أكبر تحديات واجهتك أثناء السفر إلى بلدان مختلفة؟
الاختلافات الثقافية أي أن العادات والتقاليد تختلف كثيرًا من بلد لآخر، وكان من السهل ارتكاب خطأ دون قصد. تعلمت أن أكون أكثر احترامًا للثقافات الأخرى، وأحرص على قراءة بعض القواعد الثقافية قبل الوصول.
عدم وجود الأمان بالشوارع أو الأماكن العامة، بالإضافة إلى الاحتيال أو السرقة ففي بعض الوجهات السياحية قد يتعرض المسافرون لمحاولات احتيال أو سرقة.
- هل واجهتِ أي صعوبات في التواصل واللغة مع السكان المحليين للدول التي زِرتها؟ كيف تغلبت عليها؟
كثيرًا.. في بدايات أسفاري واجهتُ العديد من الصعوبات اللغوية في التواصل، خصوصًا في الرحلات الأولى لي.
ولكي أتغلب على هذا التحدي، بدأت أطبّق بعض الحلول المفيدة كاستخدام كلمات أساسية من لغة البلد قبل السفر، مثل: "شكرًا"، "من فضلك"، "أين؟"، "كم السعر؟". الناس يقدّرون جدًا عندما تحاول التحدث بلغتهم، حتى إن كانت محاولات بسيطة. بالإضافة إلى تطبيقات الترجمة والصور. وأفضل الحلول هو الانضمام إلى جولات مع مرشدين لتسهيل الوصول إلى أماكن عديدة وفهم التاريخ.
- ماهو أخطر موقف تعرضتِ له أثناء السفر؟ كيف تعاملت معه؟
وقوع سيارة الجولة السياحية بحفرة عميقة ممتلئة بالماء في الكاميرون وكنا في منطقة نائية وبعيدة عن مكان سكننا مما اضطرنا أن نطلب من المارة بالدراجات النادرة توصيلنا إلى نصف المسافة قبل غروب الشمس وخروج العصابات الإرهابية ليلاً.
- حدثيني عن أغرب العادات التي اكتشفتها خلال سفركِ لدول شرق آسيا؟
تجربة الطعام في مطاعم وشوارع كمبوديا. خلال زيارتي لسوق محلي، رأيت طبقًا يُقدّم فيه "بيض مسلوق" ولكن عند كسر قشرة البيضة نستطيع أن نرى جسم وعين صغير الدجاجة.. الناس يأكلونه كنوع من الطعام السريع! لم أجرؤ على تجربته، لكنني ظللت مذهولة من هذه الجرأة في تناول الطعام. بالإضافة إلى الحشرات المقلية والمشوية.
- أمريكا الجنوبية وإفريقيا وشرق آسيا مالذي اكتشفتِه خلال رحلاتك لهذه القارات؟
اكتشفت السعادة والبساطة والبؤس. على الرغم من كل هذه الأمور فلديهم حب العائلة ومن يحيط بهم.
- ماذا عن الأعياد أو الاحتفالات الغريبة التي حضرتها في أي من البلدان؟ كيف كانت الأجواء؟
حفل الزواج في النيجر حيث الفتاة هي من تختار الزوج بعد إتمامه عددًا من الرقصات لجذب المرأة.
- هل لاحظت أي أنماط سلوكية مشتركة بين عدة دول؟
الفضول تجاه الآخرين ففي كل بلد زرته، خاصة كمسافرة عربية، لاحظت فضول الناس لمعرفة "من أين أنتِ؟" و"لماذا جئتِ إلى هنا؟". في الأسواق، في المقاهي، وحتى في وسائل النقل، كان هناك دائمًا شخص يسأل بابتسامة صادقة. قد يختلف الأسلوب، لكن الفضول كان حاضرًا.
- كيف أثرت تجاربك في السفر على فهمك للثقافات المختلفة؟
الحكم المبدئي على البلد قبل زيارته؛ قبل أن أزور بعض الدول، كانت لدي تصوّرات مبنية على ما قرأته أو سمعته. لكن عندما قابلت الناس، أكلت من طعامهم، أدركت أن الكثير من الأحكام كانت سطحية جدًا. بدأت أتعلم أن كل ثقافة لها أسبابها وسياقاتها، وأن الفهم لا يأتي من الكتب، بل من العيش والتجربة.
وأيضًا عندما أكون في بلد لا أتحدث لغته، ولا أفهم عاداته، أصبح في موضع طالبة العلم. وهذا علّمني التواضع. تعلّمت أن أصغي، أن أطلب المساعدة، أن أقبل أنني لا أفهم كل شيء... وهذا في حد ذاته قوة.
- ماهي الخرافات التي كانت متداولة عن بعض الدول والتي اكتشفتِ عكسها تمامًا بعد زيارتك لبلد ما؟
سوق السحر والسحرة في بنين حيث يطلبون المال لتقديم خدماتهم لتيسير الحياة وجلب المال وهم لا يملكون.
- من خلال زيارتك لتلك الدول.. ماهي الدول المتشددة في القوانين الصارمة؟
كوريا الشمالية.
- بعيدًا عن السفر ماهي هواياتك الأخرى؟
الرياضة.
- ماذا عن كتابك الأول؟
أصدرت كتابي الأول من خلال معرض الكويت الدولي ٢٠٢٤ وشاركت في معرض الكتاب في مسقط وبإذن الله أقوم بنشره في معرض البحرين الدولي للكتاب هذا العام.
- كلمة منك لقرّاء أخبار الخليج و"عالم الشهرة"
شكرًا لأنكم تمنحون من وقتكم لقراءة ما تعلمته في أسفاري. السفر، بالنسبة لي، لم يكن مجرد تنقّل بين الأماكن، بل كان رحلة لاكتشاف الثقافات في كل زاوية من عالمنا. إذا دائماً أقول السفر نحت للشخصية. ثقوا أن العالم أوسع وأجمل بكثير مما نتصوره، وأن كل تجربة حتى إن بدت صعبة تحمل في طيّاتها درسًا يستحق أن يُروى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك