في خطوة فنية جريئة تعكس هويتها العريقة، كشفت دار بياجيه عن مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة تحت عنوان “Shapes of Extraleganza”، التي تمثّل المرحلة الثانية من ثلاثية فنية تستعيد إرث الدار وتعيد ابتكاره بروح معاصرة. فبعد مجموعة Essence of Extraleganza التي أطلقت العام الماضي، تأتي هذه المجموعة لتغوص في عمق أسلوب الدار المتفرّد، المستوحى من الحقبتين الذهبيتين في تاريخها، الستينيات والسبعينيات، وتمنحها بعداً جديداً نابضاً بالحيوية والتجريب.
تحمل المجموعة بصمة فنية خالصة، إذ تتخطى حدود المجوهرات التقليدية لتصبح أعمالاً نحتية صغيرة تمزج بين الشكل واللون والحركة والضوء. واستوحت بياجيه تصاميم هذه المجموعة من روابطها العميقة مع الفنانين، حيث نشأت في السابق صداقات وتعاونات لافتة بين مؤسس الدار إيف بياجيه وأسماء كبيرة في عالم الفن مثل سالفادور دالي وآرمان وآندي وارهول، ضمن ما يُعرف بمجتمع بياجيه، وهو دائرة ثقافية خاصة تمزج بين الأناقة والفكر والانفتاح على التجربة والابتكار.
تجسّد “Shapes of Extraleganza” هذا التراث الفني من خلال 51 قطعة تفيض بالحركة والانسيابية، وتتميّز بتكويناتها المعمارية التي تجمع بين الدقة والمرح. فالأشكال تتداخل وتتراكب في تناغم بصري مذهل، حيث نجد المربعات والمثلثات والخطوط المتموجة والدوائر المتشابكة وقد أُعيد تفسيرها بلغة عصرية لتُحاكي مفردات البوب آرت وفن الأوب، وتستحضر أجواء الماضي بأسلوب متحرر ينبض بالحيوية والابتكار.
تظهر مهارة بياجيه الحرفية في التعامل مع الأحجار الكريمة الاستثنائية، ليس فقط من حيث ندرتها وجمالها، بل من خلال توظيفها لتعزيز المعنى الفني لكل قطعة. في بعض التصاميم، تتناغم الأحجار النادرة مثل الرودوكروزيت والسوجيليت والفرديت مع الذهب المصقول يدوياً لتكوين فسيفساء لونية نابضة بالحياة. في تصاميم أخرى، يُعاد استخدام الأوبال الأسود النادر ضمن طقم عضوي يبرز الحس الطبيعي والحر الذي طبع سبعينيات القرن الماضي. أما القطع المستوحاة من روح الطفولة وألوان البوب الجريئة، فتعتمد على أحجار السفينل البرتقالية والوردية في تكوينات تحتفي بالحركة والفرح، بينما تضيف أحجار الصفير الأصفر والأكوامارين والزمرّد الكولومبي لمسات من الرقيّ اللوني في أطقم تعيد صياغة العلاقة بين الضوء والشكل في المجوهرات الفاخرة. لا تقتصر المجموعة على المجوهرات فقط، بل تتضمن ساعات خفية تظهر المهارة الاستثنائية للدار في الجمع بين الفخامة التقنية والتصميم الفني. بعض القطع تحتوي على ميناء مخفية خلف أحجار كريمة مصقولة بشكل متقن، فيما تتدلّى أخرى من معاصم مرصّعة بأحجار متعددة الدرجات، وتمنح شعوراً بالحركة والمرونة يشبه نسيج الحرير. وفي قلب هذه التفاصيل، تحضر آلية التعبئة الذاتية فائقة الرقة التي تُعد توقيعاً خاصاً لبياجيه، مما يمنح هذه الإبداعات توازناً مثالياً بين الجمال والوظيفة.
تتوج المجموعة بتحفة فنية غير تقليدية، وهي ساعة طاولة مصممة على شكل منحوتة متحركة بعنوان “Endless Motion”، تحمل في تصميمها بعداً مفاهيمياً وفنياً يمثل ذروة فلسفة الدار.و تعاونت بياجيه مع النحّات الفرنسي ألكس بالنسكي لإنجاز هذا العمل الذي يدمج بين التقنية والحركة والجمال البصري، حيث تمتد أغصان منحوتة مرصّعة بأحجار زرقاء وخضراء في تماوج يوحي بالحياة الدائمة والانسيابية الكونية.
هكذا، لا تكتفي بياجيه بإحياء ماضيها في مجموعة “ أشكال الاناقة الفائقة»، بل تبني عليه لتصوغ رؤية مستقبلية جريئة، تعيد من خلالها تعريف الفخامة كمزيج من الابتكار و الحرفية والفن الحيّ. وتؤكد هذه المجموعة على أن المجوهرات لم تعد مجرد زينة، بل هي لغة بصرية تنطق بالحركة، وتعبّر عن هوية إبداعية لا تعرف الحدود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك