عالم يتغير

فوزية رشيد
الأمن القومي العربي في مواجهة الخرافات والأساطير والنبوءات الصهيونية!
{ نحن الآن في القرن الواحد والعشرين، وحيث الغرب والكيان الصهيوني (يدعيان) العلمانية والليبرالية الجديدة بكل الأطر، وإلى جانبهما الادعاء بالديمقراطية والتقدم العلمي والتطور التكنولوجي، وبمنظور يفوق كل الأخيلة البشرية السابقة! مثلما يدعي الطرفان أن إيمانه بالعلم التجريبي وحده هو المعيار الذي يقف على أرضيته، وبخلفية الرؤية المادية البحتة، وأنهما لا يعترفان بالأبعاد الايمانية الإلهية، أو الأبعاد الروحية لأنهما خارج نطاق العلم التجريبي والرؤية المادية للحياة! تلك الرؤى هي التي تتحكم –كما هو مفترض– في العقل الغربي وطفله المدلل «الكيان الصهيوني» الذي يتباهى بدوره بتطوره العلمي والتكنولوجي والرؤية العلمية أو المادية لتفسير الحياة!
{ ولكن مهلاً! فكل ذلك يتبخر فجأة، لنجد أنفسنا في عالم خرافي وأسطوري تتحكم به النبوءات! لنحلق معاً في حضرة الخرافات والأساطير، ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين! ولكي تحط بنا الشعوذات (باسم الدين) إلى أرض الواقع الراهن، وهي تلبس دفعة واحدة أخطر التلبّسات الدينية أو التوراتية الملفقة والتلمودية الموضوعة! لتتحدث لغة السياسة والتاريخ والميثولوجيا الغابرة، وأساطير الرموز والشخصيات التاريخية غير المؤكد وجودها تاريخياً، أو غير المؤكد أماكن وجودها! لتعبر هذه المرة عن (رؤى استعمارية وتوسعية مفضوحة) والتي بدأت (بأرض الميعاد) وكان سوء حظ فلسطين العربية أن يتم ربطها جزافاً بتلك الخرافة والأسطورة! ولتنتقل إلى خرافة أخرى باسم التوراة الملفقة عن (شعب الله المختار)! ولتصل الرؤية الاستعمارية بوعد (إسرائيل الكبرى)! وجميعها أساطير وخرافات وشعوذات!
{ في مسار تلك المراحل منذ تأسيس الكيان المختل وليس المحتل فقط، يتطور التهديد الأمني من تهديد كامل أرض فلسطين التاريخية وابتلاعها بنظرية (التهويد) المخادعة والقائمة أيضاً على الأساطير والنبوءات! إلى تهديد الأمن القومي العربي، تحت تبرير خرافي آخر هو (نبوءة أشعيا) والنبوءات التوراتية المزيفة! ويبدو أن شهية (النبوءات الصهيونية) مفتوحة على الآخر، لأنها هذه المرة وقد تم رسم خارطة تلك النبوءة الخرافية، تريد ابتلاع 50% من مصر، و90% من سوريا، وابتلاع الأردن بالكامل، ونصف العراق، والكويت بالكامل، ونصف السعودية وصولاً الى مكة! بل تريد أيضاً جنوب تركيا! وبعدها تكون المنطقة بأكملها تحت مخطط اتساع (خارطة النبوءات) حسب الوضع وما يمليه! لأن الهدف النهائي من كل ذلك هو حكم كامل المنطقة عبر (الحكومة التلمودية العالمية)، وعاصمتها القدس أو الأرض المقدسة بالنسبة للمسلمين بعد هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث!
{ من يستمع لخرافات الكيان و«الأصولية اليهودية الصهيونية» التي تحكم الكيان، ومعها خرافات «الإنجيلية الصهيونية» يدرك أن الغرب والكيان المدعيان بالتطور الفكري والتقدم العلمي والتكنولوجي والرؤية المادية البحتة، وحيث أغلب الصهاينة إن لم يكن كلهم على وجه الإطلاق هم ملحدون! يدرك فوراً أننا نعيش حالة خطيرة من الاختلال والجنون أو الخبث الاستعماري المركب! حين يلبس الطرفان لباس الدين المفبرك! ويدمجانه بالأصولية العلمانية والمادية المتطرفة! ويسرحان معاً في ساحة محاولة التحكم في العالم عبر القوة العسكرية والتكنولوجيا والتطور العلمي بعد دمجها بالخرافات والأساطير والنبوءات! وهنا الجديد!
{ هكذا لم يعد الأمن القومي العربي مهدداً من الكيان والغرب بسياقات التهديد العسكري والتكنولوجي والعلمي المعروفة وفقط، وإنما هو مهدد بكل ذلك (بتبرير ديني زائف وتبرير خرافي وأسطوري وبخلفية النبوءات! التي من المفترض أن البشرية وهي في الألفية الجديدة، قد تجاوزتها كمراحل حضارية بالتفكير المنطقي أو العلمي أو المادي الذي يدعيه الغرب، لكي يأتي اليوم ليبني رؤيته الاستعمارية الجديدة للمنطقة والعالم، بمنطلقات خرافية وادعاءات زائفة! وبأن كل ذلك يتم لعودة «المسيح الدجال»، فيما الغرب هو المسيح الدجال المقصود بعينه!، وأداته التنفيذية لذلك هو الكيان الصهيوني المسخ والمختل!
{ هذا الانتقال من عالم الواقع إلى عالم الخرافة التلمودية، التي يدرّسون أطفالهم في المدارس بها، لتحقيق أجندة استعمارية خطيرة تريد تغيير واقع المنطقة والشرق الأوسط والعالم، وجعل الخرافات أساساً لرؤية جيواستراتيجية جديدة! تضع المنطقة أمام حرب تدميرية كبرى! لأن الدول التي يتم اليوم تهديد سيادتها واستقلالها وجغرافيتها وحدودها وهويتها وتاريخها ودينها وأمنها القومي باسم الخرافات، حتماً لن تقف مكتوفة الأيدي إن أراد «المستعمرون الإرهابيون الجدد» فرض خرافاتهم وأساطيرهم ونبوءاتهم عليها!
{ ولعل الكيان الصهيوني وخلفه الغرب الاستعماري الداعم بقيادة الولايات المتحدة، يبحثون اليوم عن هذه الحرب الكبرى في المنطقة! وبحسابات عسكرية وتكنولوجية تحدث عنها الثعلب الماكر «كيسنجر» للسيطرة على المنطقة! والتفرغ لمواجهة المنافس الأكبر وهو «الصين»! ولهذا أغلب المحللين والمفكرين في الغرب يعرفون جيداً هذه الأهداف! وأن (الكيان الصهيوني سيقوم أخيراً بأخطر مهامه الوظيفية كأداة للغرب الاستعماري) وبتبريرات الخرافة والأساطير والنبوءات!
وعلى العرب والمسلمين الاستيقاظ من الغفوة الطويلة والنوم الثقيل وأوهام السلام، فالقادم أخطر بكثير مما مضى!
والجنون الصهيوني والماسوني الاستعماري يريد جعل المنطقة ودولها وشعوبها قرباناً على مذبح الخرافات والأساطير!
ولنعرف تماماً بعدها أن كل منطق وتفكير وتطور علمي وتكنولوجي، ما هو إلا للسيطرة على الوعي العالمي! ولخدمة الرؤى الاستعمارية الجديدة، أو «الأصولية الاستعمارية الجديدة» السابحة في بحر الأكاذيب الأسطورية والنبوءات الخرافية! الغرب يشطح شطحاته الكبيرة اليوم وعلى العرب الاستعداد! ونعود لنقول ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك