كتب: أحمد توفيق
سجّل منتخبنا الوطني للناشئين لكرة اليد حضوره في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة، التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة خلال شهر أغسطس الجاري، ليختتم مشواره محتلاً المركز الثالث والعشرين من بين 32 منتخباً، ورغم أن المركز قد لا يعكس طموحات الشارع الرياضي فإن الأداء العام للمنتخب كان مقنعاً ويعطي مؤشراً إيجابياً للمستقبل.
بداية متعثرة وتحسن تدريجي
مشوار المنتخب في الدور التمهيدي بدأ بمواجهة قوية أمام المنتخب الياباني، حيث قدم لاعبونا مستوى جيداً، لكن بعض الأخطاء القاتلة حالت دون خطف الفوز، وفي المباراة الثانية اصطدم منتخبنا بالمستضيف المصري الذي استغل أجواء البطولة ليحقق الانتصار، قبل أن ينجح منتخبنا في تحقيق فوز مهم على كوريا الجنوبية أعاد بعض التوازن للفريق، ومع ذلك لم تكن النتائج كافية للعبور إلى الدور الرئيسي، لينتقل المنتخب إلى منافسات «كأس الرئيس» الخاصة بالمراكز الترتيبية.
انتصارات ثمينة في كأس الرئيس
في هذه المرحلة ظهر منتخبنا بصورة أفضل، فحقق فوزاً مستحقاً على المنتخب الأمريكي، ثم تفوق على كوسوفو، وخرج متعادلاً مع تونس في لقاء قوي، قبل أن يخسر من البرازيل، ليحسم المركز الثالث والعشرين، ورغم أن هذا الترتيب ليس ضمن المراتب المتقدمة فإن ما قدمه اللاعبون على أرض الملعب أظهر أنهم يسيرون في منحنى تصاعدي يبشر بالكثير.
نجوم المستقبل يفرضون أنفسهم
من أبرز مكاسب المشاركة أن البطولة كشفت عن مجموعة من اللاعبين الواعدين الذين لفتوا الأنظار بمستوياتهم المميزة، في مقدمتهم الحارس المتألق حيدر محمد الذي شكل جداراً صلباً أمام مرمى المنتخب، إضافة إلى سلمان الشويخ، ومحمود جليل، ومحمد طرادة، الذين قدموا مستويات لافتة عكست موهبتهم واستعدادهم لأن يكونوا ضمن الركائز الأساسية لمنتخب الكبار مستقبلاً.
تطور لافت في المستوى
المتابع لمسيرة المنتخب يلحظ أن الأداء ارتفع تدريجياً من مباراة إلى أخرى، وهو ما يؤكد أن الجهاز الفني استطاع أن يزرع الثقة في اللاعبين ويمنحهم فرصة لإظهار إمكانياتهم الحقيقية، كما أن البطولة شكلت احتكاكاً ثميناً مع مدارس كروية مختلفة، وهو ما يسهم في صقل الخبرات وتوسيع مدارك اللاعبين في التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة.
يمكن القول إن مشاركة منتخب الناشئين في مونديال القاهرة تمثل خطوة واعدة على طريق طويل، وأن المركز الثالث والعشرين يظل نتيجة مرضية إذا ما قورنت بحجم الإعداد، ومع استمرار الدعم والاهتمام سنكون على موعد مع جيل قادر على إعادة أمجاد «محاربي اليد»، ومواصلة نجاح اللعبة الجماعية الأبرز في البحرين، ورفع راية الوطن في الاستحقاقات المقبلة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك