الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مسموح بيعه.. محرم استخدامه!
في برامج المسابقات والألغاز، كثيرا ما نسمع السؤال التالي: «ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويُحرم بيعه؟».. وحتى نختصر الكلام، فإن الجواب هو: «لحم الأضحية».. حيث يجوز أكل لحم الأضحية ويحرم بيعها.
ولكن في الأسواق والمحلات و«الكراجات» توجد مواد وأدوات ووسائل مسموح استيرادها وبيعها، ولكن من يستخدمها ويلصقها يعتبر مخالفا، وتفرض عليه الغرامات! ليبقى السؤال الحائر: لماذا إذا يتم السماح ببيعها أصلا.. طالما يُخالف من يستخدمها؟
الإدارات العامة للمرور في الدول الخليجية مثلا، تقوم بدور بارز في فرض القانون والسلامة المرورية، حماية للأرواح والممتلكات، وضمان انسيابية السير في الشوارع والطرقات.. وتطلق حملات التوعية والإرشاد، والرصد والمراقبة، وتؤكد دائما الشراكة المجتمعية.. ولكن هناك شراكة «غائبة» لابد من تفعيلها وتأكيد تطبيقها، والمتمثلة في الحاجة إلى منع استيراد وبيع المواد والأدوات التي تخالف القانون المروري، وضبطها لحظة وصولها الى منافذ الدول الخليجية.
مسألة تظليل السيارات والمركبات ووضع «الرايبون» عليها، وتركيب الأدوات والأجهزة التي تزيد من سرعة المركبة أو تطلق الأصوات المزعجة، كلها أمور مخالفة لقوانين المرور في الدول الخليجية، ولكنها موجودة في الأسواق، ويتم بيعها وإعلانها، وشراؤها واستخدامها! فلماذا يتم السماح باستيرادها أو تصنيعها وبيعها ثم مخالفة من يشتريها أو يستخدمها؟ أليست هذه مسألة غريبة في مجتمعاتنا!
طبعا مبالغ الغرامات والمخالفات سيدفعها أولياء الأمور، جراء قيام أبنائهم بتركيب الرايبون المخالف، والأدوات والأجهزة الأخرى، بعد شرائها من المحلات والورش والكراجات، في وضح النهار وأمام الجميع.. ويقع الشباب في قبضة الحملات المرورية متى ما تم إيقاف المركبة!
تظليل السيارات بـ«الرايبون» والعازل الحراري له شروط ونسبة معينة، معلنة وواضحة ومعروفة، ومن يخالف يتم فرض الغرامة عليه.. جميع الدول الخليجية تمنع تظليل الزجاج الأمامي للمركبة «مقابل السائق»، ولكن تتفاوت نسبة التظليل في باقي مواقع المركبة في كل دولة خليجية.. ففي دولة الكويت يجب ألا يتجاوز التظليل نسبة 50%، بعد أن كان القانون يسمح بالتظليل بنسبة 70%، وفي الإمارات فإن نسبة التظليل يجب ألا تتجاوز 50%، فيما السعودية وقطر وسلطنة عمان فيجب ألا تتجاوز نسبة التظليل 30%، فيما ينص القرار الوزاري المروري في مملكة البحرين بأن يكون التظليل بنسبة 30%، والمتعارف عليها باسم (0/1).
هذا الأمر يقتضي على الإدارات المرورية في الدول الخليجية، وضع الإرشادات المرورية قبل دخول المركبات الخليجية إلى أراضيها، لأن ما هو مسموح به من نسبة التظليل في شوارع الكويت مثلا، غير مسموح به في شوارع البحرين وعمان وقطر مثلا.. وحتى لا يقع صاحب المركبة الكويتية الذي قام بتظليل مركبته بنسبة 50% في مخالفة القانون المروري في الدول الخليجية الأخرى، ويتكبد الغرامات المالية.
ما يهمنا ويشغل بالنا في بلادنا، ومع الحملات المرورية النشطة حاليا، بالدوريات الرسمية والمدنية، وكاميرات المراقبة والتصوير، أن يكون العمل بشكل استباقي كذلك، يرصد المخالفة قبل وقوعها، من خلال التعاون مع الجهات المختصة الأخرى بمنع استيراد وبيع العازل الحراري «الرايبون» المخالف، والأجهزة والأدوات الأخرى، والقيام بحملات التفتيش والمصادرة في المحلات والورش والكراجات.
وإلا فإن الجواب عن السؤال: ((ما هو الشيء المسموح بيعه والمخالف استخدامه؟)) سيظل حاضرا ومتعدد الإجابات، طالما تم السماح ببيع «الرايبون المخالف وغيره».. وأنا هنا لا أتكلم عن «الرايبون» فقط.. لأن الأمثلة كثيرة.. والشاطر يفهم.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك