العدد : ١٧٣١٧ - الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٧ - الخميس ٢١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ صفر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حظر لعبة «روبلوكس».. وغيرها

زاد‭ ‬الحديث‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬مخاطر‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والكبار‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقمية‭.. ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬هي‭ ‬نموذج‭ ‬للمنصات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬المتعة‭ ‬الضارة،‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مفتوحة‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬وعالم‭ ‬افتراضي‭ ‬يعد‭ ‬مدخلا‭ ‬وبابا‭ ‬للاستغلال‭ ‬المالي‭ ‬والجنسي‭.‬

دول‭ ‬كثيرة‭ ‬منعت‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭.. ‬وبحسب‭ ‬تقارير‭ ‬إعلامية‭ ‬عديدة،‭ ‬فإن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬حظرت‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬هي‭: ‬الصين‭ ‬والأردن‭ ‬وعُمان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وكذلك‭ ‬تركيا‭ ‬منذ‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والمحتوى‭ ‬غير‭ ‬اللائق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإمارات‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬حظرًا‭ ‬مؤقتًا‭ ‬للمنصة‭ ‬بين‭ ‬2018‭ ‬و2021،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬قررت‭ ‬قطر‭ ‬قررت‭ ‬حظرها‭.‬

لعبة‭ ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬ومع‭ ‬كثر‭ ‬الملاحظات‭ ‬والانتقادات،‭ ‬تم‭ ‬تحسين‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ولكن‭ ‬مخاطرها‭ ‬زادت‭ ‬واستفحلت‭.. ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬لعبة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬منصة‭ ‬تضم‭ ‬ملايين‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬المستخدمون،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الألعاب‭ ‬بداخلها‭ ‬تحتوي‭ ‬علي‭: ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬غرباء،‭ ‬ومحتوى‭ ‬غير‭ ‬لائق‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬عري‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العوالم،‭ ‬وتشجيع‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬عناصر‭ ‬افتراضية‭ ‬بأموال‭ ‬حقيقية،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عنف‭ ‬مفرط‭ ‬وتقليد‭ ‬أفعال‭ ‬غير‭ ‬مناسبة،‭ ‬ولأن‭ ‬المحتوى‭ ‬غير‭ ‬مراقب‭ ‬تمامًا،‭ ‬فإن‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬المراهق‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لأشياء‭ ‬محرمة‭ ‬أو‭ ‬ضارة‭.‬

ويشير‭ ‬خبراء‭ ‬التربية‭ ‬الرقمية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مخاطر‭ ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬نفسها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬والإشراف‭ ‬الكافي‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬والمدارس‭.. ‬حيث‭ ‬تتيح‭ ‬اللعبة‭ ‬التواصل‭ ‬النصي‭ ‬والصوتي‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعرّض‭ ‬الأطفال‭ ‬للتلاعب‭ ‬النفسي‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أشخاص‭ ‬بالغين‭ ‬متنكرين‭ ‬في‭ ‬شخصيات‭ ‬افتراضية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والسلوك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للأطفال‭.‬

لعبة‭ ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬تتيح‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الدخول‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬طفل‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحماية‭ ‬سوى‭ ‬براءته،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬ساحة‭ ‬خصبة‭ ‬للتلاعب،‭ ‬والاستغلال،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬التوجيه‭ ‬نحو‭ ‬سلوكيات‭ ‬مدمّرة‭.. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخطورة‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ذاتها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬وغياب‭ ‬التوعية‭ ‬الرقمية‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬والمدارس،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اللعب‭ ‬قد‭ ‬يتحول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬حقيقية،‭ ‬وأن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬إلى‭ ‬ابنك‭ ‬داخل‭ ‬اللعبة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬طفلًا‭ ‬آخر،‭ ‬بل‭ ‬شخصًا‭ ‬بالغًا‭ ‬يتقن‭ ‬التمويه‭ ‬والاختراق‭ ‬النفسي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الإعلامية‭ ‬المنشورة‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬تحديدا‭.. ‬وقد‭ ‬أحسن‭ ‬النائب‭ ‬حمد‭ ‬الدوي‭ ‬حينما‭ ‬طالب‭ ‬بحظرها‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬وحماية‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتقاليد‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمبادئ‭ ‬التربوية‭.‬

ليست‭ ‬وحدها‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬روبلوكس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬المخاطر،‭ ‬والدعوة‭ ‬والمطالبة‭ ‬بالمنع‭ ‬والحظر‭.. ‬هناك‭ ‬ألعاب‭ ‬ومنصات‭ ‬عديدة‭ ‬ربما‭ ‬هي‭ ‬أخطر‭ ‬كذلك‭.. ‬وليست‭ ‬الرقابة‭ ‬الأسرية‭ ‬وحدها‭ ‬كفيلة‭ ‬بحماية‭ ‬الأطفال‭.. ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬وأساليب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتخذها‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المنصات،‭ ‬فخطورتها‭ ‬وآثارها‭ ‬وتداعياتها،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬المخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬وغيرها‭. ‬

حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬واجب‭ ‬ومسؤولية‭.. ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬ويطلع‭ ‬على‭ ‬هواتفهم‭ ‬بأسلوب‭ ‬تربوي‭ ‬سليم،‭ ‬وعلى‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬أن‭ ‬تضاعف‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬التوعية‭ ‬المناسبة،‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحازمة‭ ‬والمشددة‭.. ‬ولنا‭ ‬تجارب‭ ‬عديدة‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمنصات‭ ‬الالكترونية‭ ‬التي‭ ‬أرغمت‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا