الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حظر لعبة «روبلوكس».. وغيرها
زاد الحديث مؤخرا عن مخاطر لعبة «روبلوكس» التي يستخدمها العديد من الأطفال والشباب والكبار على الأجهزة الرقمية.. «روبلوكس» هي نموذج للمنصات التي تهدف إلى المتعة الضارة، في بيئة مفتوحة بلا حدود، وعالم افتراضي يعد مدخلا وبابا للاستغلال المالي والجنسي.
دول كثيرة منعت هذه اللعبة.. وبحسب تقارير إعلامية عديدة، فإن قائمة الدول التي حظرت هذه اللعبة هي: الصين والأردن وعُمان منذ عام 2021، وكذلك تركيا منذ 2024، من أجل حماية الأطفال من الاستغلال والمحتوى غير اللائق، بالإضافة إلى الإمارات التي فرضت حظرًا مؤقتًا للمنصة بين 2018 و2021، ومؤخرا قررت قطر قررت حظرها.
لعبة «روبلوكس» بدأت في عام 2006، ومع كثر الملاحظات والانتقادات، تم تحسين اللعبة في عام 2024، ولكن مخاطرها زادت واستفحلت.. هي ليست لعبة واحدة، بل منصة تضم ملايين الألعاب التي يصنعها المستخدمون، وهذا يعني أن بعض الألعاب بداخلها تحتوي علي: محادثات مع أشخاص غرباء، ومحتوى غير لائق أو شبه عري في بعض العوالم، وتشجيع على شراء عناصر افتراضية بأموال حقيقية، وتؤدي إلى عنف مفرط وتقليد أفعال غير مناسبة، ولأن المحتوى غير مراقب تمامًا، فإن الطفل أو المراهق قد يتعرض لأشياء محرمة أو ضارة.
ويشير خبراء التربية الرقمية إلى أن مخاطر «روبلوكس» لا تكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في غياب الرقابة والإشراف الكافي داخل البيوت والمدارس.. حيث تتيح اللعبة التواصل النصي والصوتي بين اللاعبين، ما قد يعرّض الأطفال للتلاعب النفسي أو الاستغلال من قبل أشخاص بالغين متنكرين في شخصيات افتراضية، وهو ما يزيد من المخاطر على الصحة النفسية والسلوك الاجتماعي للأطفال.
لعبة «روبلوكس» تتيح لأي شخص من أي مكان في العالم الدخول والتفاعل مع طفل لا يملك من أدوات الحماية سوى براءته، وهذا ما يجعلها ساحة خصبة للتلاعب، والاستغلال، وأحيانًا التوجيه نحو سلوكيات مدمّرة.. كما أن الخطورة هنا لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في غياب الرقابة وغياب التوعية الرقمية داخل البيوت والمدارس، كما أن اللعب قد يتحول في أي لحظة إلى كارثة حقيقية، وأن الشخص الذي يتحدث إلى ابنك داخل اللعبة قد لا يكون طفلًا آخر، بل شخصًا بالغًا يتقن التمويه والاختراق النفسي.
كما أن هناك العديد من التقارير الإعلامية المنشورة التي تبين مخاطر هذه اللعبة تحديدا.. وقد أحسن النائب حمد الدوي حينما طالب بحظرها في بلادنا.. من أجل حماية الناشئة والشباب، وحماية الهوية الوطنية والتقاليد الإسلامية والمبادئ التربوية.
ليست وحدها لعبة «روبلوكس» التي تحمل في طياتها المخاطر، والدعوة والمطالبة بالمنع والحظر.. هناك ألعاب ومنصات عديدة ربما هي أخطر كذلك.. وليست الرقابة الأسرية وحدها كفيلة بحماية الأطفال.. هناك إجراءات وأساليب يجب أن تتخذها الدول في منع مثل تلك المنصات، فخطورتها وآثارها وتداعياتها، لا تقل خطورة عن المخدرات والجريمة وغيرها.
حماية الأطفال واجب ومسؤولية.. وعلى كل ولي أمر أن يكون قريبا من أبنائه ويطلع على هواتفهم بأسلوب تربوي سليم، وعلى الجهات المختصة أن تضاعف من جهود التوعية المناسبة، مع اتخاذ الإجراءات الحازمة والمشددة.. ولنا تجارب عديدة مع شركات الوسائل الإعلامية والمنصات الالكترونية التي أرغمت على الخضوع والتجاوب مع مطالب الدول والمجتمعات.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك