واشنطن - (أ ف ب): استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس وقفا فوريا لإطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى أنّه يدفع مباشرة نحو «اتفاق سلام»، غداة القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وكان ترامب قد أكد أنّه يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وذلك قبل القمة التي لم يحقّق خلالها الرئيسان أي اختراق على طريق إنهاء النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام ونصف عام.
ولكن بعد عودته إلى واشنطن، قال في منشور عبر منصته تروث سوشال: «قرّر الجميع أنّ أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروّعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان».
وأشار إلى أنه سيستقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض بعد ظهر غد.
وأضاف: «إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا للقاء مع الرئيس بوتين»، مشيرا إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الروسي والأوكراني «من المحتمل أن تنقذ حياة ملايين الأشخاص».
وفيما يستعد زيلينسكي الذي لم يدع إلى القمة في أنكوريج، كما هي حال الأوروبيين، للتوجه إلى واشنطن، أعرب زعماء أوروبيون عن استعدادهم لتكثيف العقوبات ضد روسيا بعدما أطلعهم ترامب على نتائج القمة.
في السياق، أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس بأنّ واشنطن اقترحت على كييف ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو.
وأشار إلى أنّ الاقتراح تضمّن «ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة الحلف»، مضيفا «من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع بوتين» خلال قمته مع ترامب. وجاء ذلك عقب مكالمة مطوّلة بين ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين.
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إنّ الاتصال الذي شاركت فيه رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، استمر «أكثر من ساعة بقليل».
كما عقد الأوروبيون محادثات أمس وأعربوا بعدها عن دعمهم لعقد قمة جديدة.
ولم يذكر بيانهم وقف إطلاق النار، بل أشار فقط إلى الحاجة الى مزيد من العمل لإجبار روسيا على «التوصل إلى سلام عادل ودائم».
وجاء في البيان «طالما استمر القتل في أوكرانيا، فنحن على استعداد لمواصلة الضغط على روسيا. سنواصل تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية المحدّدة الأهداف، للتأثير على اقتصاد الحرب الروسي إلى أن يتم تحقيق سلام عادل ودائم».
بعد اختتام المحادثات بين ترامب وبوتين، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا تبادلا فيه كلمات الثناء من دون أن يجيبا على أسئلة الصحفيين.
وقال ترامب: «لم نصل إلى هناك بعد، لكننا أحرزنا تقدما. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق».
ووصف الاجتماع بأنه «مثمر جدا» مع التوافق على «العديد من النقاط»، مردفا من دون إسهاب «لم يتبق فقط سوى عدد قليل جدا، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم».
وتحدث بوتين أيضا بكلمات عامة، وقال: «نأمل بأن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه الطريق للسلام في أوكرانيا».
ولطالما شدد بوتين على أن اتفاق سلام شامل فقط هو الذي يمكن أن يوقف الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتدميرا واسع النطاق في أوكرانيا.
وتحدث مجددا خلال القمة عن معالجة «الأسباب الجذرية» للنزاع، وقال بعض المحللين إن ترامب قد يكون قدم تنازلات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك