يميل المرشد الإيراني علي خامنئي الآن إلى خيار التفاوض مع الولايات المتحدة بعد أن أدرك كلفة المواجهة العسكرية المتزايدة، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر إيرانية مطلعة. وتعيش طهران لحظة حاسمة في ظل توتر متصاعد مع إسرائيل وضغوط غربية متزايدة، ما يجعل التفاوض الخيار الوحيد لتفادي مزيد من التدهور الأمني والاقتصادي.
يخشى النظام الإيراني من أن تؤدي أي هجمات عسكرية إضافية إلى زعزعة التنسيق السياسي والعسكري داخليًا، خاصة مع تقدم خامنئي في العمر. وفي خطوة احترازية، تم تشكيل «مجلس الدفاع» لضمان استمرارية القيادة في حال حدوث طارئ أمني أو صحي يتعلق بالمرشد الأعلى، مما يعكس قلقًا عميقًا من هشاشة الوضع الداخلي.
وتواجه إيران خيارًا صعبًا: إما الاستمرار في برنامجها النووي وتحمل ضربات إسرائيلية وأميركية محتملة، أو التراجع والقبول بضغوط سياسية قد تؤدي إلى انقسام داخلي في قيادة البلاد. وتأتي هذه المرحلة بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي الذي أضعف طهران اقتصاديًا وسياسيًا، مما جعل الموقف أكثر تعقيدًا.
ويحذر الغرب، وتحديدًا الدول الأوروبية الثلاث، من أن صبرهم ينفد، ملوحين بتفعيل «آلية الزناد» التي قد تعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. في المقابل، تهدد طهران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لكن مصادر تؤكد أن هذا التهديد مجرد وسيلة ضغط، لأنه سيشكل تصعيدًا خطيرًا قد يستجلب تدخلًا عسكريًا واسعًا. وتكشف تصريحات مسؤولين إيرانيين عن نبرة متوترة، حيث أكد البرلمان الإيراني استعداده لاتخاذ خطوات تصعيدية، لكن في الواقع، يعاني النظام من ضعف داخلي غير مسبوق. الاستياء الشعبي يتصاعد بسبب الحرب، والعزلة الدولية، ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، ما يزيد من التوتر الداخلي ويضعف قدرة النظام على المناورة. وتسعى الحكومة الإيرانية الآن إلى تهدئة الداخل عبر إعادة ظهور شخصيات معتدلة غابت لسنوات عن المشهد الإعلامي، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي. ومع ذلك، لا يبدو أن هذه التحركات تمثل تحولًا حقيقيًا في السياسات، بل مجرد محاولة لكسب الوقت وتخفيف الضغوط من دون تقديم تنازلات جوهرية في الملفات النووية والسياسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك