العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣١٢ - السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

«إيران بين نار المواجهة ولهيب التفاوض»

السبت ١٦ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

يميل‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬خيار‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدرك‭ ‬كلفة‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬إيرانية‭ ‬مطلعة‭. ‬وتعيش‭ ‬طهران‭ ‬لحظة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توتر‭ ‬متصاعد‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وضغوط‭ ‬غربية‭ ‬متزايدة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬التفاوض‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬لتفادي‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬الأمني‭ ‬والاقتصادي‭.‬

يخشى‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬أي‭ ‬هجمات‭ ‬عسكرية‭ ‬إضافية‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬التنسيق‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬داخليًا،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬العمر‭. ‬وفي‭ ‬خطوة‭ ‬احترازية،‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الدفاع‮»‬‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬طارئ‭ ‬أمني‭ ‬أو‭ ‬صحي‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمرشد‭ ‬الأعلى،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬قلقًا‭ ‬عميقًا‭ ‬من‭ ‬هشاشة‭ ‬الوضع‭ ‬الداخلي‭.‬

وتواجه‭ ‬إيران‭ ‬خيارًا‭ ‬صعبًا‭: ‬إما‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬وتحمل‭ ‬ضربات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وأميركية‭ ‬محتملة،‭ ‬أو‭ ‬التراجع‭ ‬والقبول‭ ‬بضغوط‭ ‬سياسية‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انقسام‭ ‬داخلي‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬أضعف‭ ‬طهران‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الموقف‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدًا‭.‬

ويحذر‭ ‬الغرب،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الثلاث،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬صبرهم‭ ‬ينفد،‭ ‬ملوحين‭ ‬بتفعيل‭ ‬‮«‬آلية‭ ‬الزناد‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعيد‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إيران‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تهدد‭ ‬طهران‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬لكن‭ ‬مصادر‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬ضغط،‭ ‬لأنه‭ ‬سيشكل‭ ‬تصعيدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬قد‭ ‬يستجلب‭ ‬تدخلًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬واسعًا‭. ‬وتكشف‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬عن‭ ‬نبرة‭ ‬متوترة،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني‭ ‬استعداده‭ ‬لاتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬تصعيدية،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬يعاني‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬داخلي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭. ‬الاستياء‭ ‬الشعبي‭ ‬يتصاعد‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب،‭ ‬والعزلة‭ ‬الدولية،‭ ‬ونقص‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬الداخلي‭ ‬ويضعف‭ ‬قدرة‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬المناورة‭.  ‬وتسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬الداخل‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬ظهور‭ ‬شخصيات‭ ‬معتدلة‭ ‬غابت‭ ‬لسنوات‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الإعلامي،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لامتصاص‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬تمثل‭ ‬تحولًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬في‭ ‬السياسات،‭ ‬بل‭ ‬مجرد‭ ‬محاولة‭ ‬لكسب‭ ‬الوقت‭ ‬وتخفيف‭ ‬الضغوط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬النووية‭ ‬والسياسية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا