كتب: علي ميرزا
لم يكن تتويج نادي المحرق بلقبي دوري عيسى بن راشد وكأس ولي العهد للكرة الطائرة خلال موسم 2024–2025 محض مصادفة أو وليد الحظ، بل جاء ثمرة لجهود متكاملة، بدأت منذ فترة الإعداد الأولى للموسم. فمنذ البداية، اتفقت كافة الأطراف داخل البيت المحرقاوي على إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية فوق منصات التتويج، باعتباره أحد الأركان الراسخة في خارطة الكرة الطائرة البحرينية.
التعزيز بعناصر فاعلة
شهد الفريق تدعيما نوعيا في تشكيلته، سواء من خلال التعاقدات المحلية أو عبر تدعيم قوامه بالعناصر الشابة، فقد استقطب كلا من ناصر عنان، وعباس الخباز، وعلي الصيرفي، ومحمد عمر، بالإضافة إلى اللاعب الواعد سيد هاشم سيد عيسى، لتشكيل تركيبة تجمع بين الحيوية والخبرة، وجميعهم أسهموا في صناعة الفارق.
ولم تغفل إدارة الفريق عن الحفاظ على ركائز الفريق الأساسية بقيادة القائد وصانع الألعاب محمود العافية، والذي كان عنصر اتزان مهم في الميدان.
صفقة أجنبية موفقة
وجاء التعاقد مع المحترف السويدي جاكوب لنك كإضافة نوعية نظرا لمعرفة الأخير المسبقة بالطائرة البحرينية بعد تجربته مع النجمة، ما سهل اندماجه السريع مع الفريق، فالإدارة الفنية كانت تدرك تماما إمكاناته، وهو ما انعكس إيجابا على أداء الفريق في المراحل الحاسمة.
استقرار إداري وفني
عامل الاستقرار كان أحد الأعمدة التي بني عليها نجاح الفريق؛ إذ واصل أحمد يوسف مهامه كإداري للفريق، بينما قاد الكابتن ياسين الميل الجهاز الفني بمعاونة رمزي أحمد، مما وفر بيئة عمل متناغمة ومريحة للاعبين.
دعم غير مسبوق
إدارة النادي، إلى جانب محبي وعشاق المحرق، شكلوا دعامة أساسية لمسيرة الفريق هذا الموسم، عبر توفير كافة متطلبات النجاح من تجهيزات، ودعم مادي ومعنوي. وقد شكل هذا التفافا كبيرا حول الفريق، رغم ما فرضه من ضغوطات على اللاعبين والجهاز الفني.
الذروة في الأدوار النهائية
ومع أن الفريق لم يظهر في بدايات الموسم بالمستوى المتوقع نظرا لحاجة التشكيلة إلى وقت للتجانس، إلا أن شخصيته الحقيقية تجلت خلال الأدوار النهائية والإقصائية، إذ فرض المحرق سيطرته وبرز بصورة الفريق المتكامل، ليحقق الثنائية التاريخية عن جدارة واستحقاق.
تمثيل خارجي
وما زاد من قيمة الإنجاز أن المحرق مثل البحرين في بطولة مستحدثة ممثلة في دوري أبطال آسيا التي أقيمت في اليابان، باعتباره بطلا لدوري عيسى بن راشد.
كما أن تتويجه بـ كأس ولي العهد كان مميزا بكونه أول من يحقق اللقب بنسخته الذهبية الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد البحريني للكرة الطائرة في مؤتمر رسمي.
عودة الرابطة
نجاحات الفريق هذا الموسم أعادت البريق إلى مدرجات الطائرة، إذ عادت الجماهير الوفية لتملأ الصالات وتؤازر فريقها، وكان لرابطة جماهير المحرق دورا فعالا في رفع نسق الفريق وتحفيز اللاعبين طوال الموسم.
ختاما، يتضح أن تحركات المحرق قبل انطلاق الموسم لم تكن مجرد اجتهادات عابرة، بل كانت خطوات محسوبة ومدروسة الأهداف والطموحات، قادت الفريق إلى موسم استثنائي وتاريخي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك