كشفت رسالة سرية صادرة عن وزارة الاستخبارات الإيرانية، حصلت عليها قناة إيران إنترناشيونال، عن تحذيرات شديدة اللهجة من تداعيات تفعيل «آلية الزناد»، في ظل تصاعد الضغوط الغربية، محذّرة من أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى توقف مبيعات النفط، وتفجّر أزمات اقتصادية وأمنية حادة داخل البلاد، إلى جانب اتساع رقعة البطالة والغضب الشعبي.
وأشارت الوزارة في رسالتها التي وُجهت إلى الوزارات والشركات الكبرى يوم 11 أغسطس، إلى أن الدول الأوروبية الثلاث – بريطانيا وفرنسا وألمانيا – باتت على استعداد فعلي لتفعيل «آلية الزناد»، ما يعني إعادة العقوبات تلقائيًا على طهران، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية والاقتصادية الى التحذير من ضرورة الاستعداد الكامل لهذا الاحتمال.
وناقضت الوثيقة السرية التصريحات العلنية لمسؤولي النظام الإيراني الذين حاولوا التهوين من تأثير الآلية، حيث تؤكد الرسالة أن الحكومة تخشى بالفعل من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة، في حال أعيد فرض العقوبات الشاملة، ما يعكس قلقًا عميقًا داخل النظام رغم محاولات التطمين الظاهري.
وحذّرت الوزارة من أن تفعيل العقوبات قد يؤدي إلى تدهور في سعر الصرف، وارتفاع معدلات البطالة، وتسريح الموظفين، ما قد ينعكس في شكل احتجاجات جماهيرية على غرار انتفاضتي 2019 و2022، مشيرة إلى اجتماع طارئ عُقد في يناير الماضي ضمّ كبار مسؤولي الدولة الذين عبّروا عن قلقهم من احتمال تحوّل الأزمة الاقتصادية إلى تهديد أمني وجودي للنظام.
وأشارت الرسالة إلى أن العقوبات قد تتسبب في نقص حاد بالمواد الأولية والأدوية الحيوية، مثل الأنسولين وعلاجات السرطان، إضافة إلى تهديد الأمن الغذائي، خاصة في المناطق الريفية والفقيرة. كما شدّدت على أن الأزمة ستشمل قطاعات الزراعة والصناعة والتقنيات الحساسة، وستُضعف قدرة الدولة على الاستيراد والتصنيع.
وأكدت الوزارة أن الشركات الكبرى ستتأثر مباشرة، خصوصًا في قطاعي النفط والغاز، حيث سيؤدي حظر شراء النفط الإيراني إلى تهديد العقود التطويرية وخسارة الأسواق، مستشهدة بتقرير نشره موقع أويل برايس أشار إلى تراجع حاد في صادرات النفط الإيراني للصين، وتراكم كميات ضخمة من الخام في التخزين العائم قرب ماليزيا.
أوصت وزارة الاستخبارات في ختام رسالتها باتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة، من بينها مراجعة العقود الدولية، وتصنيف الوثائق الحساسة، وزيادة التحوط المالي، وتنويع مصادر التوريد من دول مثل الصين وروسيا والعراق، مؤكدة أن هذه الخطوات قد تسهم في تقوية «المرونة الوطنية» في حال تفعيل «آلية الزناد» وعودة العقوبات الدولية بكامل قوتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك