طهران - (الوكالات): وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى العراق أمس الاثنين للبحث في اتفاقية أمنية، قبل توجهه إلى لبنان، حيث أقرت الحكومة الأسبوع الماضي قرارا بتجريد حزب الله الحليف لطهران من سلاحه، وفق الاعلام الرسمي. وذكر بيان للحكومة العراقية أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني رعى توقيع مذكرة تفاهم أمنية مشتركة بين مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني تتعلق بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين.
وأكد السوداني خلال اجتماعه مع المسؤول الإيراني سعي العراق الحثيث إلى تطوير العلاقات مع طهران، وتعزيز الشراكات المثمرة في مختلف الصعد والمجالات، وبما يصب في مصلحة الشعبين العراقي والإيراني. كما جدد موقف العراق المبدئي والثابت إزاء رفض العدوان الصهيوني على إيران، وكل ما يؤدي إلى تصعيد الصراعات على المستوى الإقليمي والدولي، وتأييد العراق للحوار الأمريكي الإيراني. من جانبه أكد لاريجاني حرص بلاده على تنمية العلاقات في مختلف المجالات، وخاصة الربط السككي بين البلدين لنقل المسافرين، والربط مع طريق التنمية والممرات الكبرى التي تشهدها المنطقة.
وكان لاريجاني، السياسي الإيراني المخضرم المعروف بمواقفه المعتدلة في العلاقات الدولية، قد عيّن الأسبوع الماضي أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي، وهو منصب سبق له أن تولاه في حقبات ماضية. وأتى تعيينه خلفا لعلي أكبر أحمديان عقب حرب الاثني عشر يوما بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل التي وقعت في يونيو وتخللتها ضربات أمريكية على مواقع نووية إيرانية.
وقال لاريجاني قبل مغادرته طهران: «تعاوننا مع الحكومة اللبنانية مديد وعميق. نتشاور بمختلف القضايا الإقليمية. في هذا السياق المحدد، نتواصل مع المسؤولين اللبنانيين والشخصيات المؤثرة في لبنان». وتابع: «مواقفنا في لبنان معروفة منذ زمن، فنحن نرى أن الوحدة الوطنية في لبنان أمر بالغ الأهمية يجب الحفاظ عليه في جميع الظروف، كما أن سيادة واستقلال لبنان كان دائما محل اهتمامنا، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من القضايا المهمة الأخرى التي نوليها اهتماما».
وتأتي زيارة لاريجاني للبنان بعد سلسلة مواقف أصدرها مسؤولون إيرانيون في الآونة الأخيرة، بشأن قرار الحكومة اللبنانية تجريد حزب الله من سلاحه. فقد أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن طهران تدعم أي قرار يتخذه حزب الله. وقال في مقابلة متلفزة: «أي قرار في هذا الشأن سيعود في نهاية المطاف إلى حزب الله»، مضيفا «نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل في قراراته». أما علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، فشدد على أن طهران «تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك». وأثارت تصريحات ولايتي ردا من وزارة الخارجية اللبنانية التي اعتبرتها «تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية»، مؤكدة أنها «لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقا كان أم عدوا، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية».
وكانت الحكومة اللبنانية قد كلّفت الجيش الأسبوع الماضي وضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الحالي، في خطوة أتت على وقع ضغوط أمريكية ومخاوف من أن تنفّذ إسرائيل حملة عسكرية واسعة جديدة، بعد أشهر من نزاع مدمّر بينها وبين الحزب، تلقى خلاله الأخير ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية. ورفض الحزب القرار، مؤكدا أنه سيتعامل معه «وكأنه غير موجود»، واتهم الحكومة بارتكاب «خطيئة كبرى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك