أكد محمد السلم الحكم الدولي في لعبة كرة السلة أن الثقة التي يحظى بها في مجال التحكيم تعد فخرا كبيرا لتمثيل المملكة في المحافل المحلية والدولية، وذلك لإبراز الطاقات التي يتمتع بها العنصر البحريني، وقدراته في الارتقاء بالرياضة البحرينية بشكل عام، حيث يعد المجال التحكيمي عنصرا مهما لكل لنجاح جميع الرياضات.
جاء ذلك خلال الحوار الذي أجراه «الملحق الرياضي بأخبار الخليج» مع الحكم الدولي محمد السلم وقال فيه أيضا: يحتاج الحكم إلى الاتزان في الشخصية، والتطوير الذاتي المستمر، والتغذية الراجعة، فالثقة وحدها غير كافية، وإلى الدعم المؤسسي المتواصل، وزيادة الحوافز المادية والمعنوية، وتشجيع اللاعبين المعتزلين والعنصر النسائي للالتحاق بمجال التحكيم، وذلك لكسب عدد أكبر من العنصر التحكيمي في المستقبل.
نترككم مع الحوار الشيّق الذي أجراه الملحق الرياضي مع الحكم الدولي محمد السلم وتقرؤونه في السطور التالية:
ثقة كبيرة
بدأ محمد السلم الحوار بقوله «تشكل مشاركتي في التحكيم في المحافل الخارجية فخرا كبيرا لتمثيل مملكة البحرين بصورة مشرفة، ويعد اختياري مؤخرا في بطولة شرق آسيا التي أقيمت في تايوان، وسلسلة نهائي الدوري الأردني، ومنافسات واصل، انعكاسا للثقة الدولية بمستوى التحكيم البحريني، ودافعا قويا لمواصلة العطاء، والعمل على تطوير الذات، كما أن المشاركة في مثل هذه البطولات القوية التنافسية يمنحني خبرات ثمينة ومتنوعة، وهو ما يعزز حضوري في الساحة الدولية».
التحكيم المحلي والخارجي
ويعتبر السلم التحكيم في المسابقات المحلية أكثر صعوبة من التحكيم الخارجي، لأنه مليء بالحساسية والضغط الجماهيري والإعلامي، بينما التحكيم الخارجي يتطلب سرعة في التأقلم، وثقة عالية، ووقت محدود في بيئة جديدة، وتمثيل المملكة يشكل عبئا إضافيا، بالإضافة إلى مراقبة الأداء من جهات متعددة في الخارج.
العزوف التحكيمي
وقال نشهد عزوفا في الالتحاق بالتحكيم محليا لعدة أسباب أهمها: دخل التحكيم يعتبر غير محفزا للكثير من العناصر الشابة خاصة في بداية المشوار، كذلك الضغط المبالغ على الحكم من قبل الجماهير والإداريين وحتى بعض المدربين، وأحيانا يكون الخطأ بسيطا ويتم تضخيمه، وهذا يخلق رهبة عند الكثير من الحكام لدخول مجال التحكيم، ويأتي علاج هذا العزوف إلى تشجيع اللاعبين المعتزلين والشباب على دخول مجال التحكيم، بالإضافة إلى وصول اللعبة بشكل أكبر للمدارس والأكاديميات لاكتشاف المواهب التحكيمية، والعمل على توجيهها قبل ضياع الموهبة، ووجود لجنة فنية متخصصة لاكتشاف هذه المواهب، وتحويل التحكيم إلى مسار احترافي مثل النهج التي تسير عليه الدول الأخرى.
بناء جيل تحكيمي واعد
وبيّن قائلا: «نمتلك في الوقت الحالي نخبة من الحكام الواعدين الجدد، وقد تم إعداد برنامج تطويري لصقل هذه المواهب وتأهيلها، وذلك لخلق جيل جديد من الحكام المؤهلين والقادرين على تمثيل المملكة بكفاءة عالية سواء في المنافسات المحلية أو الخارجية».
محدودية المقاعد الدولية
وقال: «يعود سبب قلة المشاركة لدى التحكيم البحريني في المحافل الخارجية إلى محدودية المقاعد، والتنافس الكبير بين الحكام في الدول الأخرى، ونحتاج إلى خطة طويلة ومحكمة، ودعم مؤسسي، وتقييم على مستوى عالي، لنوفر البيئة والسلم الصحيح لوصول الموهبة البحرينية للمشاركة في البطولات القارية والعالمية، ومع هذا الدعم سنشهد العديد من الفرص لتواجد حكامنا في الخارج».
اللحظات الأصعب في التحكيم
وقال إن أصعب اللحظات في تحكيم رياضة كرة السلة هي اتخاذ قرار حاسم في وقت حساس، وفي اللحظات الأخيرة من زمن اللقاء، خاصة عندما تكون النتيجة متقاربة، يكون هناك ضغط كبير من قبل الجماهير الحاضرة، وتوتر اللاعبين في هذه اللحظات الحساسة، ويكون الحكم في هذا الوقت الضوء مسلط عليه، لاتخاذ قرار صحيح وحازم، وهذا الأمر يتطلب حضور ذهني وتركيز عال، وثقة تامة في القرار.
الفيديو المساعد بين الدعم والضغط
وعن خاصية استخدام الفيديو المساعد (IRS) في كرة السلة، قال: «تقنية الفيديو المساعد (IRS) عامل مساعد في رفع دقة القرارات التحكيمية في المواقف الصعبة والحساسة من المباراة، لكنه في نفس الوقت يتطلب قدرة عالية على تحليل اللقطة في وقت قياسي، لاتخاذ قرار مسؤول أمام الجميع، فهذه الخاصية تعتبر سلاح ذو حدين، إما تخفف الحمل على الحكم إذا أحسن استخدامها، ويزيد من الضغط إذا تم فهمه بشكل خاطئ من اللاعبين والمدربين والجمهور».
جهود واضحة
وأشار إلى أن لجنة الحكام تقوم بجهود كبيرة وواضحة في تنظيم وإدارة جميع البطولات المحلية والترشيحات الخارجية، وأصبحت قريبة من الحكام أكثر من السابق، وهذا يخفف التوتر ويسهل طرح الملاحظات على الأداء، وتتطلب المرحلة المقبلة تعزيز الجانب الاحترافي، ووضع رؤية فنية طويلة المدى، وهذا الأمر سيساهم في بناء قاعدة قوية تعزز من الموهبة البحرينية في حضور البطولات الخارجية سواء آسيويا أو عالميا، وقد عملت اللجنة الحالية في الحصول على مقعد إضافي ليصبح عدد الحكام الدوليين البحرينيين إلى 4 بدلا من 3 حكام.
الاتزان في الشخصية
وقال إن الخبرة في الجانب التحكيمي تسهم في تعزيز الثقة لدى الحكم في اللعبة، ولكنها وحدها غير كافية، فالتميز يحتاج إلى التطوير الذاتي المستمر، واللياقة البدنية العالية، والحضور الذهني، والاتزان في الشخصية، وإلى التقييم الفني المستمر، وتواجد الطموح لدى الحكم، وكل تكليف جديد يعد اختبارا حقيقيا لإظهار القدرات التي يتمتع بها الشخص.
قدوة تحكيمية ملهمة
وعن قدوته في المجال، قال: «يعد قدوتي في التحكيم المحلي هو الحكم البحريني ماجد عيسى، وعلى المستوى العالمي الحكم الإيطالي لويجي لامونيكا لما يتمتعان بالثقة العالية والحضور كبير».
تعزيز دور المرأة في التحكيم
وقال: «نحتاج إلى مزيد من العنصر النسائي المحلي للالتحاق بمجال التحكيم، لأان الرياضة النسائية في البحرين تتطور بشكل ملحوظ، ووجود الحكمات المؤهلات يعطي توازنا، ويواكب التوجهات الحديثة لرؤية (FIBA) بتشجيع وتمكين مشاركة المرأة في في التحكيم، وهي فرصة للتقدم تساعد للتواجد في البطولات الكبرى، فوجود النماذج النسائية يعزز في الإقبال، ويفتح الباب إلى جيل جديد لدخول هذا المجال الصعب بثقة وطموح عال».
كلمة أخيرة
ختاما أشكر جريدة أخبار الخليج على إتاحة هذه الفرصة والمساحة الكريمة لظهور التحكيم البحريني وإبرازه في الساحة، وإلى كل من يساهم في دعم وتطوير هذه المنظومة، وأؤكد على أن الحكم هو عنصر أساسي في نجاح كل الرياضات، ونحن نمتلك طاقات شبابية واعدة، والعديد من الحكام المميزين القادرين على تشريف المملكة في المحافل الدولية، وبالعمل المستمر سنشهد الارتقاء الفني المطلوب للعبة، وشكر لكل من يؤمن بدور الحكم في نجاح اللعبة التي تحظى باهتمام اعلامي وجماهيري كبير.
.jpg)
.jpg)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك