بدأ الجنرالات الإسرائيليون، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، في مقاومة توجهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن خطة الاحتلال الكامل لمدينة غزة، إذ ظهر خلال اجتماع عسكري رفيع أن الجيش ينفذ الاستراتيجية وفق رؤيته، بعيدًا عن الرؤية السياسية المتشددة.
وتبنّى زامير نهجًا حذرًا، مفضلًا التخطيط الطويل والتأجيل على التحرك السريع، واضعًا خطوطًا حمراء تحظر العمليات في مناطق احتجاز الرهائن، وتُشدد على «السلامة قبل السرعة»، وسط توقعات بتأجيل استدعاء الاحتياط لتفادي الإنهاك وضمان الجاهزية.
وتابع الجيش تنفيذ عمليات محدودة بأسلوب «عربات جدعون»، كمناورات ميدانية تروّج لها الحكومة على أنها بداية الاحتلال، في حين أنها في الواقع تهدف الى تطويق مدينة غزة من دون مواجهة مباشرة واسعة.
وقلّلت القيادات العسكرية من فرص تنفيذ هجوم واسع في الموعد الذي حدده نتنياهو (7 أكتوبر)، إذ ترى أن الغرض سياسي لتأمين بقائه، بينما تسعى المؤسسة العسكرية لتأجيل التحرك حتى تتوافر ظروف ميدانية أفضل وصفقة محتملة بشأن الرهائن.
وأوضح الجيش أن مناطق وجود الرهائن أو المدنيين كثيفة السكن تظل «محظورة» ومعلّمة بخرائط التحذير، وأن العمليات السابقة أثبتت أن إخلاء السكان يتطلب وقتًا طويلًا، ما يجعل التقدم البري محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل عودة 800 ألف فلسطيني لغزة.
ورفض العديد من جنود الاحتياط التجاوب مع استدعاء متوقع بسبب العطلة الصيفية وانخفاض الحافزية، ما يضعف قدرة الجيش على الحشد، ويضيف أزمة داخلية للمؤسسة العسكرية التي باتت أكثر تحفظًا وحذرًا من تكرار أخطاء الحرب الطويلة منذ أكتوبر 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك